استنكر الرئيس اللبناني جوزاف عون الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة بنت جبيل وأدت إلى سقوط خمسة قتلى بينهم ثلاثة أطفال، معتبراً أنها مجزرة جديدة في انتهاك صارخ للقرارات الدولية، وختم قائلاً: "لا سلام فوق دماء أطفالنا".
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه "هاجم مسلحًا من حزب الله في منطقة بنت جبيل جنوب لبنان"، مشيرًا إلى أن الهجوم أدى إلى مقتل عدد من المدنيين غير المتورطين، وتعهد بـ"التحقيق في الحادثة".
وكان الطيران الإسرائيلي المسيّر قد شن غارة استهدفت مدنيين في مدينة بنت جبيل وأدت إلى سقوط خمسة قتلى بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة شخصين بجروح، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن المسيّرة استهدفت بصاروخين دراجة نارية وسيارة مرسيدس داخل البلدة.
نتنياهو: فرصة للسلام مع لبنان
جاء هذا التصعيد بعد ساعات من تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع حكومته، اعتبر فيه أن "الانتصارات في لبنان على حزب الله فتحت نافذة لإمكانية لم تكن بالحسبان قبل العمليات الأخيرة، فرصة لسلام مع جيراننا في الشمال".
إدانات رسمية واسعة
استنكر الرئيس اللبناني جوزاف عون المجزرة، مؤكداً أن إسرائيل تمعن في انتهاك القرارات الدولية عبر "ارتكاب مجزرة جديدة ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال". ودعا المجتمع الدولي وقادة الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف الاعتداءات، والتأكيد على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
وأضاف :"لا سلام فوق دماء أطفالنا".
من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن "خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدم بارد في بنت جبيل"، لافتاً إلى أن الضحايا يحملون الجنسية الأميركية، ومشدداً على أن ما جرى حصل "على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار" عقب اجتماعها في الناقورة.
وأضاف بري متسائلاً: "هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان هو التهديد الحقيقي للسلم والأمن الدوليين؟".
بدوره، وصف رئيس الحكومة نواف سلام الغارة بأنها "جريمة موصوفة ضد المدنيين ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا في الجنوب".
وطالب المجتمع الدولي بإدانة واضحة، والدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي المحتلة وإطلاق سراح الأسرى.
حزب الله: جرائم تحت نظر لجنة مراقبة وقف النار
من جهته، اعتبر النائب عن حزب الله حسن فضل الله، أن الغارة الإسرائيلية "جريمة موصوفة ضد المدنيين وبينهم أطفال، في بنت جبيل"، مشيراً إلى أن ما حصل يضاف إلى "سجل طويل من الجرائم التي تقع تحت نظر لجنة مراقبة وقف النار، التي تحولت إلى شاهد زور على انتهاك العدو الدائم لاتفاق وقف النار".
وأضاف أن هذه اللجنة "لم تشكل أي ضمانة للبنان، بينما الدولة اللبنانية تقف في أحسن الأحوال عاجزة عن القيام بأي خطوة عملية"، لافتاً إلى أن صرخة الجنوبيين المحقة يجب أن تصل إلى أسماع المسؤولين "ليتحركوا من أجل وقف هذه الاستباحة لدمائهم الطاهرة".
وأكد فضل الله أن التجربة أثبتت للجنوبيين أن "اللجوء إلى الحماية الرسمية برعاية دولية لم يوفر لهم الأمن ولا الاستقرار"، مشدداً على أن "كل هذه الاعتداءات وأعمال القتل التي تمارسها إسرائيل لن تدفع شعبنا إلى التخلي عن أرضه وحقوقه، بل تزيد أهل الجنوب تمسكاً بخيار المقاومة، لأنه الخيار الذي حرر الأرض وحمى شعبها".
الجيش الاسرائيلي: حزب الله يسعى لترميم مراكزه
وفي وقت سابق، شارك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي منشورًا على منصة "إكس" زعم فيه أن حزب الله يستغل عملية إعادة إعمار القرى الحدودية من أجل إعادة إنشاء مقرات ومخابئ وبنى تحتية سبق أن دمرها الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن تل أبيب "لن تسمح بذلك، وستواصل تطبيق تفاهمات وقف إطلاق النار حتى لا يتمكن حزب الله من إعادة الانتشار في المناطق الحدودية".
وأشار أدرعي إلى أن الجيش الإسرائيلي "دمّر نحو 1,500 منشأة تحت الأرض، ومئات مواقع قوة الرضوان (النخبة) التابعة لحزب الله، وتم القضاء على 70 إلى 80 في المئة من منظومة الصواريخ قصيرة المدى التي كان يمتلكها"، مضيفاً أنه جرى "اغتيال القادة والقضاء على الخطط لغزو الجليل التي تشمل محاولات التسلل".
واتهم أدرعي الحزب بمحاولة استغلال إعادة إعمار المنازل المدنية لترميم مراكزه، مهدداً بأن "أي جرافة أو آلية تدخل المناطق الحدودية ستتعرض للعقاب".
وكشف أن "منذ بدء العملية ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات حزب الله لإعادة بناء قوته"، لافتاً إلى أنه خلال هذه الفترة "تم القضاء على أكثر من 300 عنصر وضُرب أكثر من 300 هدف"، فيما "نفذت الفرقة 91 أكثر من 1,000 عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة".