أبدى أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأييدهم لحظر إسرائيل من المسابقات الأوروبية بعد إعلان الأمم المتحدة عن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة.
تصاعدت الضغوط على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عقب احتجاجات واسعة وإعلان لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن ما يجري في قطاع غزة يُشكّل "إبادة جماعية".
وفي ظل هذا المناخ، باتت مشاركة إسرائيل في البطولات الأوروبية موضع جدل كبير، مع ترجيحات بأن يحسم الاتحاد موقفه الأسبوع المقبل بشأن تعليق عضويتها.
أغلبية مؤيدة للتعليق
أفادت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية في "يويفا" تؤيد استبعاد إسرائيل من المسابقات الأوروبية، مشيرة إلى أن النقاشات داخل الاتحاد وصلت إلى مرحلة متقدمة مع تزايد الضغوط الشعبية والرسمية.
ويستند هذا التوجه إلى تقرير أممي خلص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، إضافة إلى احتجاجات عدد من الأندية الأوروبية التي أبدت رفضها لمواجهة فرق إسرائيلية.
استدعاء سابقة روسيا
المطالبون باستبعاد إسرائيل يستندون إلى سابقة روسيا، التي جرى تعليق مشاركتها في جميع البطولات الأوروبية بعد غزوها أوكرانيا عام 2022. ويرى هؤلاء أن استمرار مشاركة الفرق الإسرائيلية في ظل الاتهامات الأممية يضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في موقع متناقض مع مبادئه المعلنة.
وفي هذا السياق، يواصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم منذ عامين مطالبه للفيفا بتعليق عضوية إسرائيل، لكن المقترحات لم تُطرح حتى الآن على التصويت.
تداعيات على الفيفا وتصفيات كأس العالم
قرار "يويفا" المحتمل لا يقتصر على أوروبا، بل ستكون له انعكاسات مباشرة على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خاصة أن رئيسه جياني إنفانتينو يرتبط بعلاقات وثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عبّر عن رفضه لأي خطوة من شأنها التأثير على مشاركة إسرائيل في كأس العالم المقبل الذي تستضيفه الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
ويحتل المنتخب الإسرائيلي حاليًا المركز الثالث في المجموعة التاسعة من تصفيات المونديال خلف النرويج وإيطاليا، وهو ما يجعل مباراته المرتقبة أمام النرويج في أوسلو يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر مهددة بالإلغاء إذا تم التصويت على استبعاده من المنافسات.
الأندية الإسرائيلية في دائرة الجدل
لن يقتصر التعليق على المنتخب الإسرائيلي فحسب، بل سيشمل الأندية أيضًا.
ويشارك مكابي تل أبيب حاليًا في الدوري الأوروبي باعتباره الفريق الإسرائيلي الوحيد المتبقي في البطولات القارية. وقد شهدت مباراته الأخيرة ضد نادي باوك اليوناني في مدينة سالونيك احتجاجات واسعة من الجماهير، فيما يستعد لمواجهة أستون فيلا يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر وسط ضغوط سياسية وحقوقية متزايدة.
أبعاد سياسية وإنسانية
يرى مراقبون أن أي قرار يصدر عن "يويفا" بتعليق عضوية إسرائيل لن يكون مجرد خطوة رياضية، بل سيكون محطة سياسية وإنسانية كبرى.
فبين ضغوط المنظمات الدولية، ومطالب الجماهير الأوروبية، وسوابق مشابهة مثل استبعاد روسيا، يقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمام لحظة مفصلية قد تغيّر ملامح اللعبة في القارة العجوز وتعيد صياغة علاقة الرياضة بحقوق الإنسان على الساحة الدولية.