كشف أسطول الصمود الذي يسعى إلى إيصال مساعدات إلى غزة ،الأربعاء، عن تزايد نشاط الطائرات المسيّرة فوق السفن مع اقترابها من وجهتها النهائية.
وقال الأسطول في منشور على "تلغرام": "دخلنا الآن منطقة الخطر الشديد، وهي المنطقة التي تعرضت فيها أساطيل سابقة للهجوم أو الاعتراض".
نشاط للطائرات المسيرة
وأضاف أسطول الصمود: "يتزايد نشاط الطائرات المسيرة فوق الأسطول، وتشير عدة تقارير إلى أن سيناريوهات مختلفة ستظهر في الساعات المقبلة".
وتابع: "دخلنا الآن إلى منطقة الخطر الشديد. المنطقة التي تعرضت فيها أساطيل سابقة للهجوم أو الاعتراض. ابقوا يقظين".
بدوره، أوضح وائل نوار، أحد المتحدثين باسم الأسطول عبر منشور على منصة "إنستغرام" أنه لم يعد يفصلهم عن الوصول إلى غزة سوى 155 ميلًا بحريًا.
وقال: "دخلنا المنطقة الحمراء منذ 6 أميال، وانسحبت السفن المراقبة بما فيها سفينة الإغاثة والفرقاطة الإيطالية".
توقعات بوصول الأسطول في عيد الغفران اليهودي
ونقل موقع "واللا" العبري عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن إسرائيل تتوقع "وصول أسطول الاحتجاج إلى المنطقة الخميس في يوم الغفران".
وأضاف: "سلاح البحرية وجِهاتٌ أخرى بالمنظومة الأمنية في حالة استعداد لأي تطور بشأن الأسطول".
اتهامات لإيطاليا
اتهم "أسطول الصمود" إيطاليا بمحاولة "تخريب" مهمته بالوصول إلى غزة، تحت ذريعة تقديم الحماية.
وقال الأسطول، في بيان: "أبلغتنا وزارة الخارجية الإيطالية أن الفرقاطة البحرية التي ترافق أسطولنا ستُصدر قريباً نداءً لاسلكياً، مُتيحةً للمشاركين فرصة مغادرة السفينة والعودة إلى الشاطئ قبل الوصول إلى ما يُسمى المنطقة الحرجة".
وأضاف: "هذه ليست حماية، بل تخريب. إنها محاولة لإضعاف معنويات وتفكيك مهمة إنسانية سلمية فشلت الحكومات في القيام بها بنفسها، رغم أن صمتها وتواطؤها هو ما أدى إلى هذه النقطة"، معتبراً أن هذا "جُبنٌ مُتسترٌ في ثوب الدبلوماسية".
وشدد الأسطول على أن "كل مشارك على متن السفينة جاء وهو مُدرك تماماً للمخاطر»، مؤكداً أنه «سيواصل رحلته ولن تعرقل البحرية الإيطالية هذه المهمة".
ميلوني تحذر
دعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أسطول الصمود الدولي، الذي يحاول إيصال المساعدات إلى غزة، إلى وقف مهمته فوراً.
وقالت ميلوني، في منشور عبر موقع "أكس"، مساء الثلاثاء: "مع خطة السلام في الشرق الأوسط التي اقترحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بزغ الأمل أخيراً في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب ومعاناة المدنيين الفلسطينيين وتحقيق الاستقرار في المنطقة"، معتبرةً أن هذا "توازن هشّ، يسعى الكثيرون بكل سرور إلى زعزعته".
وأعربت رئيسة الوزراء الإيطالية عن خشيتها من أن "تُشكّل محاولة الأسطول لاختراق الحصار البحري الإسرائيلي ذريعةً"، مضيفةً: "لهذا السبب على الأسطول التوقف الآن وقبول أحد المقترحات المختلفة المطروحة لإيصال المساعدات بأمان".
وحذّرت ميلوني من أن "أي خيار آخر يُخاطر بأن يصبح أداةً لمنع السلام، وتأجيج الصراع، وبالتالي الإضرار، لا سيما بسكان غزة الذين يُدّعى تقديم الإغاثة لهم"، مبينةً أن "هذا هو وقت الجدّية والمسؤولية".
اتهامات إسرائيلية
يوم الخميس الماضي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن إسرائيل لن تسمح لسفن المساعدات المتجهة إلى غزة بكسر الحصار المفروض على القطاع.
وأضاف عبر منصة "إكس"، أن إسرائيل وافقت على مقترح للحكومة الإيطالية بتفريغ حمولة المساعدات في ميناء قبرص على أن يتم نقلها من هناك إلى غزة، لكن "أسطول الصمود" رفض الاقتراح "مما يثبت أنه يرغب في استفزاز إسرائيل وخدمة حماس".
وشدد الوزير على أن إسرائيل لن تسمح للأسطول بدخول "منطقة قتال نشط، ولن تسمح باختراق الحصار البحري" على غزة.
قبلها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنّها لن تسمح بدخول "أسطول الصمود العالمي"، متهمةً إيّاه بالعمل لصالح «حماس».
وقالت وزارة الخارجية، في بيانٍ، إنّ "هذا الأسطول الذي تنظمه حركة حماس يهدف إلى خدمة حماس"، مشدّدةً على أنّ إسرائيل "لن تسمح بدخول أي سفن إلى منطقة قتال نشطة، ولن تسمح بخرق الحصار البحري القانوني".
ويضم "أسطول الصمود" اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة على متن 50 سفينة.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو قطاع غزة.