مع تحرك أسطول الصمود الذي يضم 44 سفينة، متجهًا نحو سواحل غزة، اعترضت البحرية الإسرائيلية عدد من السفن، فيما يلف الغموض مصير عشرات المشاركين على متنها.
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن ركاب السفن التي جرى اعتراضها ضمن "أسطول الصمود" موجودون "بأمان وبصحة جيدة"، مؤكدة أنّ البحرية اعترضت عددًا من السفن المشاركة، وأنّ الركاب يتم نقلهم حاليًا إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أنّ عملية السيطرة على الأسطول ستتواصل حتى يوم الخميس
من جهته، أكد القائمون على أسطول الصمود أنّ المشاركين على متن السفينة "سيروس" تم اعتقالهم، وأنّ السفن تعرّضت لـ"اعتراض غير قانوني" شمل تعطيل الكاميرات وصعود عسكريين مسلحين على متنها. كما أعلنوا لاحقًا عن اعتقال من كانوا على متن السفينتين "ألما" و"سيروس".
وقبل تنفيذ الاعتراض، أفاد طاقم السفينة "عمر المختار" بأنّ زوارق إسرائيلية سلطت باتجاههم أضواء ساطعة وسط تحليق طائرات مسيرة، فيما حذرت البحرية الإسرائيلية السفينة "ألما" من مغبة مواصلة الإبحار نحو غزة. وقد أكدت هيئة البث الإسرائيلية بدورها أنّ قوات البحرية صعدت بالفعل على متن عدد من السفن المشاركة.
ووثّق كيران أندريو لحظة صعود قوات من الجيش الإسرائيلي على متن "أسطول الصمود"، مشيرًا إلى أنّه كان في خطر هو وجميع أفراد الطاقم خلال عملية الاقتحام التي جرت في عرض البحر.
كما طالبت البحرية الإسرائيلية الأسطول بتغيير مساره نحو ميناء أسدود، وأعلنت أنها وجّهت أوامر مباشرة بضرورة الامتثال لهذا المسار، مؤكدة أنّها خاطبت المنظمين مرارًا بهذا الخصوص.
وكانت الخارجية الإسرائيلية قد اعتبرت أنّ "أسطول الصمود لا يهدف إلى تقديم المساعدات بل إلى الاستفزاز".
واعتبرت أنّ الدولة العبرية، إلى جانب إيطاليا واليونان والبطريركية اللاتينية في القدس، عرضت ولا تزال تعرض على الأسطول سبلًا لإيصال أي مساعدات إلى غزة بشكل سلمي، إلا أنّه رفض ذلك "لأنه غير معني بالمساعدات بل بالاستفزاز".
وأشارت الوزارة إلى أنّ البحرية الإسرائيلية خاطبت الأسطول وطلبت منه تغيير مساره، لافتة إلى أنّه يقترب من "منطقة قتال نشطة" وينتهك "حصارًا بحريًا قانونيًا"، مع تجديد التأكيد على استعداد إسرائيل لنقل أي مساعدات عبر قنوات آمنة إلى القطاع.
وقد أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأنّه سيتم ترحيل الناشطين الموجودين على متنها إلى دولهم بعد استكمال عملية السيطرة على بقية السفن.
ردود فعل دولية
تعليقًا على الحادثة، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنّها على تواصل مع إسرائيل لضمان الحماية القنصلية لرعاياها المشاركين. ودعا وزير الخارجية الفرنسي تل أبيب صراحة إلى ضمان سلامة جميع الناشطين وتوفير حقوقهم في الحماية القنصلية.
من جهتها، نددت وزارة الخارجية التركية بشدة بالهجوم الذي شنته البحرية الإسرائيلية على "أسطول الصمود"، ووصفت ما جرى بأنه "عمل إرهابي"، حسب تعبيرها.
وقد دعا وزير خارجية بلجيكا إسرائيل إلى حماية سفن "أسطول الصمود"، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية باحترام القانون الدولي، بما في ذلك القوانين البحرية، في تعاملها مع الناشطين والسفن المشاركة.
بدوره، قال وزير خارجية إسبانيا إن بلاده تتابع عن كثب وضع "أسطول الصمود"، مشيرًا إلى أنّ القنصليات الإسبانية في المنطقة في حالة تعبئة.
مظاهرات مندّدة
وقد شهدت العاصمة الإيطالية روما مظاهرة احتجاجية تنديدًا بما جرى، حيث رفع المشاركون شعارات تطالب برفع الحصار عن غزة.
كما خرجت مظاهرة مماثلة في العاصمة البلجيكية بروكسل، عبّر خلالها المحتجون عن رفضهم لاعتراض إسرائيل للأسطول، مؤكدين تضامنهم مع القائمين عليه والمشاركين فيه.
وكذلك شهدت مدينة إسطنبول مظاهرة تنديدًا باعتراض البحرية الإسرائيلية للأسطول، وطالب المحتجون بإنهاء الحصار المفروض على غزة.