تُظهر اللقطات التي نشرتها الشرطة يوم الأحد شخصين يرتديان أقنعة يقتربان من الباب الأمامي لمسجد بيسهافن، ثم يرشّان مادة معجّلة على المدخل قبل إشعال النار.
أعلنت شرطة المملكة المتحدة، يوم الاثنين، عن فتح تحقيق في جريمة كراهية عقب حريق متعمد استهدف مسجدًا في بلدة ساحلية بمقاطعة شرق ساسكس.
وأفادت خدمات الطوارئ بأنها تلقت بلاغات عن الحريق في مسجد بيسهافن عند الساعة 9:45 مساءً يوم السبت.
وأسفر الحادث عن أضرار في المدخل الأمامي للمسجد وسيارة كانت متوقفة خارجه، دون وقوع إصابات بشرية، بحسب شرطة ساسكس.
ونشرت الشرطة، يوم الأحد، لقطات مصورة تُظهر شخصين يرتديان أقنعة يقتربان من باب المسجد، حيث قاما برش مادة معجلة على المدخل ثم أشعلا النار.
وأكد مفتش المباحث جافين باتش أن التحقيق يتعامل مع الحادث باعتباره حريقًا متعمدًا بقصد تعريض الحياة للخطر.
وأشارت خدمة الإطفاء والإنقاذ في شرق ساسكس إلى أن الأدلة المتوفرة في مسرح الحادث تدل على أن الحريق أُشعل عمداً.
وقال مفتش المباحث جافين باتش: "كان هذا هجومًا مروعًا ومتهورًا، ونحن ندرك أنه سيُشعر الكثيرين بعدم الأمان".
وأفادت شرطة ساسكس بزيادة تواجدها في موقع الحادث وفي أماكن العبادة عبر المقاطعة لطمأنة المجتمع.
وأدان قادة سياسيون ودينيون الهجوم، داعين إلى التضامن والوحدة.
ووصفته وزيرة الداخلية شبانة محمود بأنه "مقلق للغاية"، مشيرة إلى أن "أعظم نقاط قوة هذا البلد تكمن في قدرته على بناء أمة واحدة من مجتمعات عديدة"، مؤكدة أن "الهجمات ضد مسلمي بريطانيا هي هجمات ضد جميع البريطانيين وضد هذا البلد نفسه".
من جهته، قال متحدث باسم مسجد بيسهافن: "هذا العمل البغيض لا يمثل مجتمعنا أو بلدتنا"، مضيفًا: "لطالما كانت بيسهافن مكانًا للطف والاحترام والدعم المتبادل، وسنواصل تجسيد هذه القيم".
هجوم الكنيس
وقع الحريق الذي اندلع ليلة السبت بعد يومين من مقتل رجلين في هجومٍ وصفته السلطات بأنه إرهابي، استهدف كنيسًا يهوديًّا في مانشستر خلال أقدس أيام السنة اليهودية، حيث هاجم مسلحٌ المكان بسكين.
وأُصيب أحد الضحيتين بطلق ناري عن طريق الخطأ من ضابط مسلح، أثناء محاولته مع مصلين آخرين احتجاز المهاجم ومنعه من دخول الكنيس.
وأدان فيل روزنبرغ، رئيس مجلس نواب اليهود البريطانيين، الهجوم على المسجد، مؤكّدًا أن "لكل طائفة دينية الحق في العبادة دون خوف".
تأتي هذه الهجمات وسط توترات متصاعدة في أعقاب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ومنذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع، نُظّمت مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين بشكل منتظم في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
ورغم أن الغالبية العظمى من هذه الاحتجاجات ظلت سلمية، فإن بعض الأصوات أشارت إلى أنها ساعدت في تفشي خطاب معاداة السامية.
وأفاد بعض أفراد الجالية اليهودية بأنهم يشعرون بالتهديد من هتافات مثل "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".
كما تم اعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بتهمة دعم حماس، التي تصنفها المملكة المتحدة منظمةً إرهابيةً محظورة.
وفي يوم السبت، تجمّع نحو 1,000 شخص في ميدان الطرف الأغر احتجاجًا على تصنيف الحكومة لمنظمة "العمل الفلسطيني" كجماعة إرهابية، وهو ما يجعل دعمها غير قانوني.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن نفّذت المجموعة، التي تُوصف بأنها ناشطة في مجال العمل المباشر، أعمال تخريب استهدفت طائرات عسكرية بريطانية ومواقع مرتبطة بالجيش الإسرائيلي.