تصاعدت التظاهرات في باكستان بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ اندلعت الجمعة 10 تشرين الأول/أكتوبر اشتباكات عنيفة بين الشرطة وأنصار "حركة لبيك باكستان" في لاهور.
اعلان
شهدت مدينة لاهور شرق باكستان الجمعة 10 تشرين الأول/أكتوبر مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة وآلاف من أنصار حزب "حركة لبيك باكستان" الإسلامي اليميني المتشدد، خلال احتجاجات مناهضة لإسرائيل.
وبعد يوم من هذه الاشتباكات، بدأ المتظاهرون اليوم السبت مسيرة باتجاه العاصمة إسلام آباد.
وقال مسؤول كبير في الشرطة إن نحو خمسين عنصرًا من قوات الأمن أُصيبوا خلال المواجهات، فيما أعلنت الحركة مقتل عدد من أعضائها، دون إمكانية التحقق من ذلك بشكل مستقل.
واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردّوا برشقها بالحجارة.
من الاحتجاج إلى المسيرة نحو العاصمة
انطلقت احتجاجات "حركة لبيك باكستان" الخميس في لاهور، وأعلنت الحركة عزمها التوجه إلى السفارة الأميركية في إسلام آباد للتعبير عن رفضها لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي رعته الولايات المتحدة بعد عامين من الحرب في غزة.
وتسببت التظاهرات في تعطيل حركة المرور بين لاهور والعاصمة الواقعة على بعد نحو 370 كيلومترًا شمالًا، بينما أغلقت السلطات طرقًا رئيسية، وحجبت خدمة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، ونصبت حاويات شحن كحواجز على مداخل العاصمة تحسبًا لوصول المسيرة.
تصريحات من الجانبين
قال العلامة محمد عرفان، أحد القياديين البارزين في الحركة، أثناء توجه المتظاهرين إلى العاصمة: "غايتنا الوحيدة هي إظهار التضامن مع شعب غزة"، مضيفًا: "لا نعلم متى سنصل إلى إسلام آباد، لكن الحكومة تتعامل معنا بقسوة، ولا تفاوض بيننا وبينها".
من جانبه، شدد نائب وزير الداخلية طلال شودري على أن السلطات لن تسمح للمتظاهرين بدخول العاصمة، وقال للصحافيين: "لن نسمح بأي نشاط متطرف في إسلام آباد"، مضيفًا: "لماذا ترفضون اتفاقًا وافقت عليه حماس والفلسطينيون؟".
السياق الإقليمي
وفي وقت سابق رحب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالاتفاق الذي أدى وقف الحرب في غزة، واصفًا إياه بأنه "فرصة تاريخية لتحقيق سلام دائم"، مؤكدًا أن بلاده "ستواصل العمل مع الشركاء والأصدقاء والدول الشقيقة لضمان السلام والأمن والكرامة للشعب الفلسطيني".
وتُعرف "حركة لبيك باكستان" بسجلها الطويل في تنظيم احتجاجات عنيفة، وغالبًا ما تدعو الحكومة إلى طرد السفراء الغربيين.