بحسب تقارير، يعود جزء كبير من ترسانة فنزويلا إلى استثمارات في بداية الألفية، تحت قيادة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، حيث أنفقت البلاد مليارات الدولارات لتعزيز قدراتها العسكرية.
في تصريح تلفزيوني بحضور كبار القادة العسكريين، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده تمتلك 5,000 صاروخ أرض-جو روسي الصنع من نوع "إيجلا-S" المحمول يدوياً، في رد على الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي.
وصف مادورو هذه الصواريخ قصيرة المدى بأنها "عنصر أساسي في شبكة الدفاع الجوي الفنزويلية"، مشيراً إلى قدرتها على إسقاط الطائرات منخفضة التحليق. وقد جرى اختبار هذه الصواريخ خلال مناورات عسكرية أمر بها مادورو ردا على التصعيد الأمريكي.
وأكد الرئيس الفنزويلي أن هذه الأسلحة تضمن جاهزية البلاد لمواجهة "أي تهديد إمبريالي"، مشدداً على استعداد القوات المسلحة للدفاع عن "كل شبر من التراب الوطني".
من جهة أخرى، ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الانتشار العسكري الأمريكي أسهم بشكل كبير في خفض عمليات تهريب المخدرات بحراً، محذراً من استعداد بلاده لاستهداف مهربي الممنوعات في البر أيضاً.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأميركي أنه فوّض وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، في خطوة أثارت تساؤلات حول طبيعة هذا التحرك ومدى اتساعه، وما إذا كان يشكّل تمهيدًا لمواجهة مباشرة مع حكومة مادورو.
يأتي ذلك بعد أن نشرت واشنطن أسطولاً بحرياً قبالة السواحل الفنزويلية ضمن ما أسمته "عملية لمكافحة المخدرات"، حيث استهدفت مقاتلات أمريكية زوارق سريعة اشتبهت بتورطها في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وكان البنتاغون قد أبلغ الكونغرس بأن الولايات المتحدة تخوض "نزاعاً مسلحاً" ضد ما وصفتها بـ"العصابات الإرهابية" المتورطة في تجارة المخدرات بأمريكا اللاتينية، مصنفاً المشتبه بتورطهم في التهريب كمقاتلين غير شرعيين.
ماذا تمتلك فنزويلا في ترسانتها الحربية؟
تمتلك فنزويلا ترسانة عسكرية متنوعة المصادر، تجمع بين أسلحة حديثة وأخرى تقليدية. يشمل أسطولها الجوي 23 طائرة روسية تم شراؤها بين عامي 2006 و2011، بالإضافة إلى 15 مقاتلة من طراز إف-16 أمريكية الصنع تعود إلى عقد الثمانينيات وثماني طائرات مسيرة إيرانية من نوع "موهاجر" بعد فرض العقوبات الدولية عليها عام 2017.
أما على الصعيد البري، فتمتلك 173 دبابة فرنسية من نوع AMX-13، و78 دبابة بريطانية وفي المجال البحري، يعتمد الأسطول الفنزويلي على غواصة ألمانية من نوع "سابالو" تعود إلى عام 1973، إلى جانب فرقاطة إيطالية واحدة صالحة للخدمة، وتسع سفن دورية ساحلية، وخمسة وعشرين زورقًا مسلحًا، وثلاث سفن إنزال قادرة على نقل اثنتي عشرة دبابة ومائتي فرد.
وبحسب تقارير، يعود جزء كبير من هذه الترسانة إلى استثمارات في بداية الألفية، تحت قيادة الرئيس الراحل هوغو تشافيز، حيث أنفقت البلاد مليارات الدولارات لتعزيز قدراتها العسكرية.
وقد تركزت الصفقات الكبرى مع روسيا، التي شملت اقتناء المقاتلات والمروحيات وأنظمة الصواريخ بقيمة 11 مليار دولار.
ومن ناحية القوى البشرية، يُقدر "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (IISS) حجم القوات المسلحة الفنزويلية بنحو 123 ألف جندي نظامي، بالإضافة إلى 220 ألف فرد في قوات الميليشيا التي تمثل الذراع المدنية للجيش، و8 آلاف جندي في قوات الاحتياط.
التحديات
غير أن هذه القوات العسكرية تواجه تحديات كبيرة بسبب الانهيار الاقتصادي الحاد الذي شهدته البلاد، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80٪ تحت حكم مادورو.
وقد انعكس هذا التراجع الاقتصادي مباشرة على الإنفاق العسكري، حيث أظهرت بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) انخفاض الميزانية العسكرية إلى 3.9 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ6.2 مليار دولار في عام 2013، مما أثر بشكل ملحوظ على جاهزية القوات وقدراتها التشغيلية.