أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن قلقهم إزاء إرسال أموال إلى بلدان تُصنّف على أنها دول فاسدة. وانتقدت العضوة الديمقراطية جين شاهين وزير الخارجية ماركو روبيو، مشيرة إلى أن دفع 7.5 مليون دولار لغينيا الاستوائية يثير "مخاوف جدية بشأن الشفافية والاستخدام المسؤول لأموال دافعي الضرائب.
قدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حوافز مالية ودبلوماسية لعدد من الدول الأفريقية، مقابل قبولها استقبال مهاجرين صدرت بحقّهم أوامرُ طرد من الولايات المتحدة، في إطار ما يُعرف بـ"برنامج الترحيل إلى دول ثالثة".
وقد حصلت دولة إسواتيني على 5.1 مليون دولار، بينما تلقت غينيا الاستوائية 7.5 مليون دولار، كما استفادت غانا من تسهيلات في إجراءات دخول الأراضي الأمريكية بعد أن كانت في السابق مقيّدة بتأشيرات قصيرة الأجل وصالحة لمرة واحدة فقط.
إسواتيني: تمويل مقابل الاستضافة المؤقتة
أكد وزير المالية في إسواتيني، نيل ريجنبرغ، أن بلاده تلقت 5.1 مليون دولار مقابل استضافة المهاجرين المرحّلين مؤقتًا، مشيرًا إلى أن الأموال قد وُضعت في حساب وكالة إدارة الكوارث الوطنية ولم يتم تخصيصها بعد لهذا الغرض.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة، ثابيل مدلولي، أن التمويل يغطي احتياجات المرحّلين من رعاية وإسكان مؤقت ومصاريف إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وحتى الآن، استضافت إسواتيني مجموعتين من المرحّلين في يوليو وأكتوبر، حيث ضمت الأولى خمسة أشخاص ، والثانية عشرة مهاجرين 10 . وقد تمت إعادة أحدهم إلى جامايكا بينما ينتظر الآخرون الرجوع إلى بلادهم.
غانا: مكاسب دبلوماسية وتسهيلات في منح التأشيرات
على عكس إسواتيني، ركزت غانا على الجانب الدبلوماسي من البرنامج، حيث ألغت الإدارة الأمريكية القيود السابقة على التأشيرات، وأعادت منح تأشيرات دخول متعددة السنوات بعد أن كانت محددة بثلاثة أشهر ولمرة واحدة فقط.
وجاء ذلك بعد قبول غانا 14 من المرحلين من غرب إفريقيا.
رواندا وغينيا الاستوائية وجنوب السودان
برزت رواندا أيضًا كطرف رئيسي في البرنامج، حيث وافقت على استضافة ما يصل إلى 250 مهاجرا مرحّلًا. وأكّدت المتحدثة باسم الحكومة، يولاند ماكولو، أن الاتفاق وقعه مسؤولون أميركيون وروانديون في يونيو الماضي بالعاصمة كيغالي.
وأوضحت السلطات في هذا البلد أنها ستحتفظ بالحق الكامل في تحديد من يُقبل لإعادة التوطين، مؤكدة استبعاد أي شخص يحمل سجلًا جنائيًا. وأفاد مسؤول رواندي، متحدثًا لوكالة رويترز دون الكشف عن هويته، بأنه بموجب هذا الترتيب ستحصل كيغالي على منحة مالية من واشنطن، بموجب وثيقة تم توقيعها في يوليو، على الرغم من أن المسؤولين لم يكشفوا عن قيمتها.
أما غينيا الاستوائية، فقد استفادت ماليًا من مبلغ قُدّرت قيمته ب 7.5 مليون دولار لتسهيل قبول المهاجرين المرحّلين، في أول استخدام لمخصّصات أمريكية كانت موجّهة سابقًا لدعم اللاجئين.
أما جنوب السودان، إحدى أفقر دول العالم، فقد أدرج أيضًا كوجهة محتملة للترحيلات، رغم أن الحكومة في جوبا لم تكشف عن أي مقابل مالي مباشر. ورغم ذلك، تأمل سلطات هذا البلد في الحصول على تسهيلات دبلوماسية، بما في ذلك تخفيف العقوبات عن بعض المسؤولين البارزين، وإعادة ضبط العلاقات مع واشنطن.
جدل داخلي في الولايات المتحدة
وقد أثارت هذه التحويلات المالية ردود فعل غاضبة داخل الولايات المتحدة.
وانتقدت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين عن ولاية نيوهامشير وزير الخارجية ماركو روبيو لموافقته على دفع 7.5 مليون دولار لغينيا الاستوائية، معتبرة أن ذلك يطرح "مخاوف جدية بشأن الاستخدام المسؤول والشفاف لأموال دافعي الضرائب الأمريكيين".
ويرى خبراء الهجرة أن سياسة الترحيل الأمريكية أصبحت أداة مساومة دبلوماسية واقتصادية، تعتمد على مزج الحوافز المالية مع التهديد بفرض قيود على منح التأشيرات لضمان تعاون الدول المرشّحة لاستقبال المهاجرين غير المرغوب في بقائهم بالولايات المتحدة .