تحوّلت الأجواء الاحتفالية في دبي إلى حدث مأساوي أربك الحشود التي كانت تتابع العروض الجوية، بعدما انتهت إحدى الطلعات الاستعراضية بسقوط مقاتلة هندية على أرض مطار آل مكتوم الدولي، ما استدعى استنفارًا عاجلًا لفرق الإطفاء والإنقاذ.
تحطّمت المقاتلة الهندية، اليوم الجمعة، في بداية العرض الجوي أمام عدد كبير من المتفرجين، ما أدى إلى مقتل طيارها الوحيد. وسقطت الطائرة، من طراز "تيجاس"، على أرض المطار في منطقة دبي وورلد سنترال، مخلّفة كرة نارية ضخمة تصاعدت معها أعمدة كثيفة من الدخان الأسود.
وأكد سلاح الجو الهندي وقوع الحادث، موضحًا أنه أدى إلى مقتل الطيار. وأضاف في بيان أن سلاح الجو "يعرب عن بالغ أسفه لفقدان أحد أفراده، ويقف بقوة إلى جانب العائلة المفجوعة في هذا الوقت العصيب"، مشيرًا إلى تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب التحطّم، بمشاركة محققين إماراتيين.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر منصة "إكس" أن فرق الإطفاء والطوارئ استجابت بسرعة للحادث وتواصل إدارة الحالة الطارئة. كما أعلن عن "خالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الطيار الذي لقى حتفه".
وفي محيط الحادث، رُصدت سيارة دفع رباعي تحمل لوحات دبلوماسية وترفع العلم الهندي، إلى جانب حضور كثيف لعناصر الشرطة وفرق الطوارئ. وبعد نحو ساعة ونصف من توقّف العروض الجوية، استؤنفت الفعاليات، إذ حلّقت فرقة "الفرسان الروس" بينما كانت فرق الإنقاذ لا تزال تعمل في موقع الحادث.
عن مقاتلة "تيجاس"
تُعد "تيجاس" مقاتلة هندية محلية الصنع طوّرتها شركة "هندوستان أيرونوتيكس ليمتد" الحكومية. وهي طائرة خفيفة بمحرك واحد تعتمد عليها الهند لتعزيز أسطولها المتراجع، في ظل توسّع الصين في حضورها العسكري في جنوب آسيا وزيادة تعاونها الدفاعي مع باكستان.
وفي أيلول/سبتمبر، وقّعت وزارة الدفاع الهندية عقدًا مع الشركة لشراء 97 طائرة تيجاس للقوات الجوية، مع توقع بدء التسليم في عام 2027. وكانت الحكومة الهندية قد وقّعت عام 2021 صفقة لشراء 83 طائرة من الطراز نفسه، إلا أن عمليات التسليم، التي كان يُفترض أن تبدأ العام الماضي، تأخّرت بسبب نقص المحركات المستوردة من الولايات المتحدة.
مشاهد متداولة ورد رسميّ
نفت هيئة الإعلام الهندية الرسمية عبر منصة "إكس" منشورات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن تسرب زيت من إحدى طائرات تيجاس خلال العرض الجوي، ووصفتها بأنها "كاذبة" ومحاولة للتشكيك في "موثوقية المقاتلة التقنية عبر دعاية بلا أساس".
ولم يُعرف ما إذا كانت الطائرة المذكورة هي نفسها التي تحطّمت الجمعة. وأظهر مقطع مصوّر سائلًا يتساقط من الطائرة إلى أكياس موضوعة تحتها، فيما أوضح الجيش الهندي أن المشاهد "تُظهر عملية تصريف روتينية ومتعمدة للمياه المتكاثفة"، معتبرًا ذلك إجراءً معياريًا للطائرات التي تعمل في ظروف رطبة كالتي تشهدها دبي.
وكانت الإمارة قد شهدت في اليومين الماضيين رطوبة مرتفعة وضبابًا مع تغيّر المواسم في هذه المنطقة الواقعة على شبه الجزيرة العربية. كما كانت مقاتلة من طراز تيجاس قد تحطّمت العام الماضي في ولاية راجستان غربي الهند، إلا أن الطيار تمكن حينها من القفز بسلام.