Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

البابا ليو يغادر بيروت: أدعو الشرق الأوسط إلى مقاربات جديدة بعيدًا عن عقلية العنف

البابا ليو الرابع عشر يقيم لحظة صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت 2020 في بيروت ، لبنان ، الثلاثاء ، ديسمبر. 2, 2025
البابا ليو الرابع عشر يقيم لحظة صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت 2020 في بيروت ، لبنان ، الثلاثاء ، ديسمبر. 2, 2025 حقوق النشر  Domenico Stinellis/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
حقوق النشر Domenico Stinellis/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

قال البابا ليو الرابع عشر: "المغادرة أصعب من القدوم، وروحية لبنان معدية، ورأيت أن اللبنانيين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام". وأضاف: "أغادر هذا البلد وأحملكم في قلبي، وممتن لزيارتي وكوني بينكم".

اختتم البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، زيارته التاريخية إلى لبنان التي استمرت ثلاثة أيام، في أولى جولاته الخارجية منذ انتخابه بابا في مايو الماضي. بزيارة مؤثرة إلى موقع انفجار مرفأ بيروت، حيث أدى صلاة صامتة تكريماً لضحايا الكارثة.

وترأس الحبر الأعظم قداساً في الهواء الطلق على الواجهة البحرية لبيروت، حضره أكثر من 100 ألف شخص، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضها الجيش اللبناني، الذي أغلق الطرق المؤدية إلى موقع الحدث.

ونُقل المشاركون من مختلف المناطق اللبنانية عبر حافلات خاصة، في تظاهرة جماهيرية نادرة منذ اندلاع الأزمات المتلاحقة في البلاد.

وشارك في القداس الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب عدد من المسؤولين السياسيين.

ورفع أقارب ضحايا انفجار مرفأ بيروت صور ذويهم عند وصول البابا، ووقفوا بصمت قرب بقايا الصومعة المدمرة وأكوام السيارات المحترقة التي خلّفها الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً في أغسطس 2020.

البابا: "أنعموا على لبنان بفرصة السلام"

وفي عظته، أشار البابا ليو إلى "المشاكل الكثيرة" التي يعاني منها لبنان، من بينها انفجار المرفأ، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمة الاقتصادية، و"العنف والصراعات التي أعادت إحياء مخاوف قديمة". وقال: "يجب أن يقوم كل واحد بدوره، وعلينا جميعا أن نوحد جهودنا كي تستعيد هذه الأرض بهاءها".

وأضاف: "ليس أمامنا إلا طريق واحد لتحقيق ذلك: أن ننزع السلاح من قلوبنا، ونسقط دروع انغلاقاتنا العرقية والسياسية، ونفتح انتماءاتنا الدينية على اللقاءات المتبادلة، ونوقظ في داخلنا حلم لبنان الموحد، حيث ينتصر السلام والعدل، ويمكن للجميع فيه أن يعترف بعضهم ببعض إخوة وأخوات".

البابا ليو الرابع عشر يقيم لحظة صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت 2020 في بيروت ، لبنان ، الثلاثاء ، ديسمبر. 2, 2025.
البابا ليو الرابع عشر يقيم لحظة صلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت 2020 في بيروت ، لبنان ، الثلاثاء ، ديسمبر. 2, 2025. Yara Nardi/AP

نداء من بيروت إلى الشرق الأوسط

ووجّه البابا رسالة روحية إلى اللبنانيين، واصفاً بلادهم بأنها تحمل "جمالاً خاصاً وهبة إلهية"، مستشهداً بآية من الكتاب المقدس: "مجد لبنان يأتي إليك.. السرو والسنديان". كما شدد على أن حضوره في لبنان هو "علامة شكر لله على عطاياه وصلاحه"، داعياً إلى عدم نسيان الامتنان حتى وسط المعاناة.

وأطلق من ساحة بيروت نداءً أوسع إلى الشرق الأوسط، داعياً إلى "مقاربات جديدة" لرفض "عقلية الانتقام والعنف"، والتغلب على الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية. وقال: "علينا أن نغيّر مسارنا، وأن ندرّب قلوبنا على السلام"، مجدداً دعوته إلى المجتمع الدولي لـ"عدم إدخار جهد في تعزيز مسارات الحوار والمصالحة".

زيارة رمزية لضحايا الانفجار ودار رعاية نفسية

وقبل القداس، توجّه إلى مستشفى "دي لا كروا" المتخصّص في رعاية المصابين باضطرابات نفسية، حيث وجّه كلمة إلى المرضى والعاملين، واصفاً المرفق بأنه "تذكير للبشرية بأهمية رعاية الضعفاء".

وخلال لقائه، الإثنين، مع قادة الطوائف المسيحية والإسلامية السنية والشيعية والدرزية، دعا البابا إلى "الاتحاد لالتئام جراح البلاد"، بعد سنوات من الصراعات والشلل السياسي والأزمات الاقتصادية التي دفعت بموجات هجرة واسعة. وطالب الزعماء الدينيين والسياسيين بإظهار أن "الشعب اللبناني قادر على العيش معاً في احترام وحوار".

كما حثّ السلطات اللبنانية والدول التي تشهد نزاعات على "الإصغاء إلى صرخات شعوبها الذين ينشدون السلام"، داعياً الجميع إلى "وضع أنفسهم في خدمة الحياة والخير العام".

وأشار إلى أن زيارته تأتي في سياق "مهمة السلام"، خاصة في ظل استمرار التوتر مع إسرائيل والضربات الجوية التي تطال الجنوب.

وداع رسمي في مطار بيروت

وأُقيمت مراسم وداع رسمية للبابا ليو الرابع عشر في مطار بيروت الدولي، حيث ودّعه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائلاً: "شكراً لكم لأنكم استمعتم إلينا ولأنكم استودعتم لبنان رسالة السلام وسمعنا رسالتكم وسنستمرّ في تسجيدها".

وأضاف عون: "الشعب اللبناني استقبلكم بكل طوائفه بمحبة تعكس توقه إلى السلام، ونأمل أن نبقى في صلواتكم". وتابع: "دعيتم إلى المصالحة وأكدتم على أن هذا الوطن ما زال يشكل نموذجاً للعيش المشترك وللقيم الإنسانية، ولمسنا محبتكم للبنان وشعبه".

من جهته، قال البابا ليو الرابع عشر: "المغادرة أصعب من القدوم، وروحية لبنان معدية، ورأيت أن اللبنانيين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام". وأضاف: "أغادر هذا البلد وأحملكم في قلبي، وممتن لزيارتي وكوني بينكم".

وتابع متأثراً: "تأثرت بزيارتي إلى مرفأ بيروت وصليت من أجل كل الضحايا، وأحمل معي كل آلام الأهالي المطالبين بالعدالة". وختم كلمته باللغة العربية قائلاً: "شكراً وإلى اللقاء".

البابا ليو الرابع عشر برفقة الرئيس اللبناني جوزاف عون وعقيلته خلال وداعه قبل أن يستقل طائرته إلى الفاتيكان بعد زيارة لبنان 2 ديسمبر 2025
البابا ليو الرابع عشر برفقة الرئيس اللبناني جوزاف عون وعقيلته خلال وداعه قبل أن يستقل طائرته إلى الفاتيكان بعد زيارة لبنان 2 ديسمبر 2025 Hussein Malla/Copyright 2025 The AP. All rights reserved

حفاوة شعبية ورسمية غير مسبوقة

وحظي البابا ليو الرابع عشر - الذي لم يكن معروفاً على نطاق واسع في الأوساط العالمية قبل انتخابه بابا للفاتيكان - باستقبال حاشد رسمي وشعبي منذ وصوله إلى لبنان يوم الأحد.

واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق التي مر بها موكبه لتحيته، تحت الأمطار في بعض الأحيان، في مشهد نادر عكَسَ تفافاً وطنياً حول رسالة السلام التي حملها ضيف الفاتيكان.

وتكتسب هذه الزيارة بعداً تاريخياً خاصاً كونها تأتي بعد سنوات من المحاولات المتعثرة لسلفه الراحل، البابا فرنسيس، لزيارة لبنان، والتي لم تتحقق بسبب الظروف السياسية والاقتصادية المضطربة في البلاد، إضافة إلى التحديات الصحية التي واجهها البابا الراحل.

ومن هذا المنظور، تُسجَّل زيارة البابا ليو الرابع عشر كحدث استثنائي في تاريخ العلاقات بين الكرسي الرسولي ولبنان، كما تبرز دلالتها الإقليمية الأوسع في منطقة تشهد توترات متصاعدة.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة

مواضيع إضافية

استمرار في سياسة الضم.. مسؤولون إسرائيليون يدعون لبناء مدينة استيطانية جديدة في الضفة الغربية

الشعاع الحديدي: الليزر الإسرائيلي يُغيّر قواعد الحرب وإيران الهدف الأول

مادورو يطلب العفو من ترامب.. ماذا جرى في الاتصال الهاتفي بين الرجلين؟