أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، أن "أي تسوية نهائية يجب أن تضمن سيادة أوكرانيا وتوفر ضمانات تحول دون تعرضها لغزو روسي جديد".
شهدت الساعات الأخيرة سلسلة تطورات مرتبطة بالحرب في أوكرانيا، بدءا بالمحادثات التي جرت في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، مرورا بالخطة التي عرضتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لتأمين تمويل كبير لأوكرانيا خلال العامين المقبلين، ووصولا إلى الموقف الذي أعلنته وزارة الخارجية الألمانية مؤكدة فيه أنها لا تلمس أي تغيير في موقف روسيا التفاوضي. وتتزامن هذه التطورات مع إعلان موسكو عن تقدم ميداني جديد في شرق البلاد.
محادثات موسكو – واشنطن
أعلن الكرملين اليوم الأربعاء 3 كانون الأول/ديسمبر أن موضوع سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" كان من القضايا الأساسية التي طُرحت خلال اجتماع الرئيس الروسي مع ا ويتكوف في موسكو. وأوضح المستشار الرئاسي يوري أوشاكوف أن النقاش شمل هذا الملف من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وتكرر موسكو موقفها الرافض لانضمام كييف إلى الناتو باعتباره تهديدا لأمنها، بينما ترى أوكرانيا أن العضوية تشكل عنصر حماية أساسي. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد استبعد حصول انضمام مماثل.
وفي السياق نفسه، اعتبر أوشاكوف أن التقدم العسكري الذي حققه الجيش الروسي مؤخرا أسهم في تغيير طبيعة المفاوضات، مشيرا إلى أن الإنجازات الميدانية أثرت في النظرة الدولية لمسارات التسوية.
وتقول موسكو إن قواتها تواصل التقدم في شرق أوكرانيا رغم الخسائر، معلنة السيطرة على مدينة بوكروفسك، وهي نقطة إمداد مهمة للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في الشمال الشرقي. من جهتها، أكدت كييف أن المعارك مستمرة داخل المدينة.
الناتو: لا تراجع عن التزامنا تجاه أوكرانيا
من جهته، أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته أن التزام الحلف تجاه أوكرانيا مستمر بالتوازي مع المفاوضات الجارية حول الأزمة، مشيرا إلى وجود تنسيق متواصل مع البيت الأبيض وجميع الأطراف المعنية بشأن خطة السلام.
وشدد روته على أن أي تسوية نهائية يجب أن تضمن سيادة أوكرانيا وتوفر ضمانات تحول دون تعرضها لغزو روسي جديد. وفي ما يتعلق بالأصول الروسية المجمدة، أوضح أنه لا يوجد موقف رسمي للحلف حول كيفية التصرف بها، وأن هذا القرار يعود إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
خطة أوروبية لتمويل أوكرانيا لعامين
في بروكسل، عرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطة تمتد لعامين بقيمة 90 مليار يورو، تهدف إلى دعم أوكرانيا وتمكينها من خوض مفاوضات السلام من موقع أقوى، بحسب ما أعلنت خلال عرض مقترحات التمويل.
وأضافت فون دير لايين أن الخطة تغطي ثلثي الاحتياجات المالية الأوكرانية للعامين المقبلين، وستموّل عبر اقتراض من الاتحاد الأوروبي أو من خلال استخدام الأصول الروسية المجمدة. وتؤيد المفوضية الخيار الثاني، غير أن بلجيكا تعارضه بشكل واضح.
موقف ألماني يشكك في استعداد موسكو للتفاوض
وفي برلين، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن روسيا لا تظهر أي توجّه جدي نحو إنهاء الحرب عبر التفاوض، وذلك غداة لقاء بوتين بالمبعوث الأميركي في موسكو. وأوضحت الوزارة عبر منصة إكس أنها ترحب بأي جهد لإنهاء الحرب، لكنها لا ترى أي تحول في موقف موسكو.
ولم يحقق الاجتماع بين بوتين وويتكوف أي اختراق، فيما تواصل روسيا التمسك بمطالب تشمل تنازل كييف عن أراضٍ تحتلها القوات الروسية أو مناطق أخرى لا تسيطر عليها موسكو.
وقبيل اللقاء، كان بوتين قد وجّه اتهامات للأوروبيين بمحاولة عرقلة الجهود الأميركية، مؤكدا استعداد بلاده للحرب إذا أرادتها أوروبا. ورد المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن ماير بأن هذا الخطاب ليس جديدا، لافتا إلى أن الدول الأوروبية تعيش في سلام بينما تتهم ألمانيا موسكو بقصف المدنيين ليلا داخل أوكرانيا.