قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر: "ينبغي على الرئيس الروسي أن يوقف الثرثرة وإراقة الدماء وأن يكون مستعدًا للجلوس إلى الطاولة ودعم سلام عادل ودائم".
اتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتظاهر بالاهتمام بجهود السلام، بعد أن استمرت محادثاته في الكرملين مع مبعوثي الولايات المتحدة ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر لمدة خمس ساعات دون تحقيق أي اختراق ملموس.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر: "ينبغي على الرئيس الروسي أن يوقف الثرثرة وإراقة الدماء وأن يكون مستعدًا للجلوس إلى الطاولة ودعم سلام عادل ودائم". من جهته، حث وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها بوتين على "التوقف عن إضاعة وقت العالم".
واتهم بوتين الأوروبيين بمحاولة إفشال جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، محذرًا من أن روسيا ستكون مستعدة لخوض حرب مع أوروبا إذا ما أرادت الأخيرة ذلك.
وقال بوتين: "أوروبا تريد اتهام روسيا بتقويض عملية التسوية السلمية في أوكرانيا.. عندما يحاولون (الأوروبيون) إدخال تغييرات على مقترح الرئيس ترامب، فإننا نرى بوضوح أن كل هذه التغييرات تهدف فقط إلى شيء واحد، وهو عرقلة العملية السلمية بالكامل، وطرح مطالب تعتبر بالنسبة لروسيا غير مقبولة على الإطلاق، وهم يدركون ذلك، ومن ثم إلقاء اللوم على روسيا في تقويض هذه العملية السلمية.. هذا هو هدفهم، ونحن نراه بوضوح".
محادثات موسكو ومتابعتها
أعلن مستشار الرئيس بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، أن محادثات الكرملين كانت "إيجابية". ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن بوتين قوله إن اللقاء مع مبعوثي الولايات المتحدة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير كان "ضروريًا ومفيدًا للغاية"، مؤكدًا أن المقترحات الأمريكية المقدمة لموسكو استندت إلى اتفاقياته السابقة مع الرئيس ترمب في ألاسكا.
وأضاف بوتين: "خلال المفاوضات مع ويتكوف تمت مناقشة كل نقطة تقريبًا، وهذا هو سبب طول الاجتماع"، و"هناك قضايا في المقترحات الأمريكية لم نوافق عليها وتمت مناقشتها مع ويتكوف".
وأوضح الرئيس الروسي أن بلاده عرضت على أوكرانيا سحب قواتها من دونباس وعدم القيام بأعمال عسكرية، لكن كييف فضلت القتال، مؤكّدًا أن روسيا "ستحرر دونباس ونوفوروسيا بأي حال من الأحوال سواء عسكريًا أو بطرق أخرى".
ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف وكوشنر بالمفاوض الأوكراني الرئيسي روستم أوميروف يوم الخميس في ميامي لمواصلة النقاش حول مسودة السلام الأمريكية، وفق مسؤول رفيع في إدارة ترامب طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال ترامب إن مبعوثيه خرجوا من الجلسة مع بوتين واثقين من رغبته في إيجاد نهاية للحرب، مضيفًا: "انطباعهم كان قويًا جدًا بأن بوتين يرغب في التوصل إلى اتفاق". بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العالم "يشعر بوضوح أن إمكانية إنهاء الحرب موجودة"، مشددًا على أن الجهود تعتمد على "دبلوماسية بناءة مع الضغط على المعتدي".
عقبات السلام
على الرغم من المحادثات، لا يزال مستقبل جهود السلام غامضًا، إذ تتوقف الخطوة التالية على ما إذا كانت إدارة ترامب ستزيد الضغط على روسيا أو على أوكرانيا لقبول تنازلات. وقد واجهت مسودة السلام الأمريكية التي أعلنت الشهر الماضي انتقادات واسعة، إذ اعتبرت منحازة لموسكو واحتوت على مطالب رفضتها كييف كغير قابلة للتفاوض.
ويخشى العديد من القادة الأوروبيين أنه إذا حصل بوتين على ما يريد في أوكرانيا، فقد يستخدم ذلك لتهديد دولهم، التي سبق أن واجهت اختراقات من الطائرات الروسية وطائرات الدرون، وحملات تخريب واسعة النطاق بحسب مزاعم.
وأشار أوشاكوف إلى أن أحد أبرز العقبات هو مصير أربع مناطق أوكرانية تحتجزها روسيا جزئيًا وتعتبرها أراضيها. وقال: "حتى الآن، لم يتم التوصل إلى حل وسط بشأن مسألة الأراضي، وبدونه لا ترى موسكو أي حل للأزمة".
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "ليس من الصحيح القول إن بوتين رفض خطة السلام الأمريكية"، مضيفًا أن هدوء المفاوضات يسهم في تحقيق نتائج أكثر إنتاجية.
تعزيز الدعم الأوروبي لأوكرانيا
في بروكسل، أبدى وزراء خارجية دول الناتو القليل من الصبر مع موسكو.
وقال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا: "بوتين لم يغير مساره، وهو يضغط بشكل أكثر عدوانية على ساحة المعركة، ومن الواضح أنه لا يريد أي نوع من السلام". واعتبرت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونن أن أفضل خطوة لبناء الثقة ستكون البدء بوقف إطلاق نار كامل.
وأكد الأمين العام للناتو مارك روت استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا لضمان استمرار الضغط على روسيا، مشددًا على ضرورة إبقاء كييف في أقوى وضع ممكن لمواصلة الدفاع عن نفسها.
وأعلنت كندا وألمانيا وبولندا وهولندا أنها ستنفق مئات الملايين من الدولارات لشراء أسلحة أمريكية لتقديمها لأوكرانيا، في حين لم توافق إدارة ترامب على التبرع المباشر بالأسلحة، بل باعتها إلى كييف أو حلفاء الناتو الذين يسلمونها لاحقًا إلى أوكرانيا.
تكاليف الحرب على الأرض
تواصل روسيا وأوكرانيا حرب استنزاف دموي، مستخدمتين الطائرات بدون طيار والصواريخ لضرب أهداف خلف خطوط الجبهة.
وأفادت السلطات الأوكرانية بأن هجومًا روسيًا على مدينة ترنيڤكا في منطقة دنيبروبتروفسك أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت أكثر من 100 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل الفاصل بين 2و3 ديسمبر /كانون الأول2025.
من جانب آخر، أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة "لو غران كونتينان" الفرنسية أن عددًا كبيرًا من الأوروبيين يعتبرون احتمال اندلاع حرب مع روسيا خطرًا كبيرًا.
وشمل الاستطلاع تسع دول في الاتحاد الأوروبي، بمشاركة 9553 شخصًا، حيث أعرب أكثر من نصف المشاركين (51%) عن اعتقادهم بوجود خطر "مرتفع" أو "مرتفع جدًا" لاندلاع صراع مسلح بين روسيا وبلدانهم خلال السنوات المقبلة.