صادرت القوات الأمريكية ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة تُعد من أبرز محطات التصعيد في حملة الضغط التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أربعة أشهر ضد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.
وأكد الرئيس الأمريكي العملية خلال حديثه إلى الصحافيين يوم الأربعاء، قائلاً: "لقد صادرنا للتو ناقلة على سواحل فنزويلا — ناقلة ضخمة، كبيرة جدًا، أكبر ناقلة تتم مصادرتها فعليًا. وهناك أمور أخرى تحدث، ستشاهدونها لاحقًا وستتحدثون عنها لاحقًا مع أشخاص آخرين".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين اثنين أن العملية نُفذت بقيادة خفر السواحل الأمريكي، من دون الكشف عن اسم الناقلة أو الموقع الدقيق لعملية الاعتراض.
وقد أدّت هذه الخطوة إلى ارتفاع أسعار النفط، فقد قفزت أسعار الخام فورًا، بعدما كانت تتداول في المنطقة السلبية في وقت سابق من اليوم. وبلغ سعر خام برنت العالمي 62.35 دولارًا للبرميل، بارتفاع قدره 41 سنتًا عند الساعة 2:32 بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي، فيما أقفل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على 58.46 دولارًا للبرميل بزيادة 21 سنتًا.
تصعيد سياسي وعسكري
صعّد ترامب ضغطه على نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال الأسابيع الأخيرة، إذ قال في مقابلة يوم الثلاثاء إن "أيام مادورو معدودة"، ولم يستبعد احتمال تنفيذ غزو بري. وأضاف في حديثه لموقع بوليتيكو: "لا أريد أن أستبعد أو أؤكد شيئًا. لا أتحدث عن ذلك".
وتكثّف إدارة ترامب انتشارها العسكري في البحر الكاريبي وقبالة فنزويلا منذ آب/ أغسطس الماضي تحت عنوان "مكافحة تهريب المخدرات"، وهي حملة تربطها واشنطن باتهامات لمادورو بتزعّم مجموعات التهريب.
وتقول الولايات المتحدة إن الرئيس الفنزويلي يقود "عصابة إرهابية" تُغرق البلاد بالفنتانيل والكوكايين، بينما ينفي مادورو ذلك بشدة ويعتبر أن واشنطن تستخدم ملف المخدرات ذريعة لمحاولة إسقاط نظامه.
ومنذ آب/ أغسطس، رصدت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 50 مليون دولار لأي معلومة تقود إلى مادورو، وأطلقت أكبر انتشار بحري لها في الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
كما نفّذت سلسلة ضربات جوية قاتلة على قوارب يُشتبه باستخدامها في التهريب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا.
ويوم الثلاثاء، حلّقت طائرتان حربيتان أمريكيتان فوق خليج فنزويلا لمدة قاربت 40 دقيقة، وقد حلّقتا شمال مدينة ماراكايبو، إحدى أكثر المدن الفنزويلية اكتظاظًا بالسكان.
المعارضة الفنزويلية
في ظل هذا التصعيد، مُنحت يوم الأربعاء زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لـ"عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال سلمي وعادل من الديكتاتورية إلى الديمقراطية".
وتسلمت الجائزة نيابة عنها ابنتها، آنا كورينا سوسا ماتشادو، التي أكدت خلال الاحتفال في أوسلو أن نضال والدتها لإنهاء سنوات من "الفساد الفاضح" و"الديكتاتورية الوحشية" سيستمر.
ثروة فنزويلا النفطية
تملك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مثبتة في العالم، وهي دولة مؤسسة في أوبك، ورغم أن سنوات من سوء الإدارة والفساد أصابت صناعتها النفطية بضرر بالغ، ما تزال صادرات النفط مصدر الدخل الرئيسي للبلاد.
وتُعدّ الصين المستورد الرئيسي للنفط الفنزويلي، إذ صدّرت فنزويلا هذا العام نحو 749 ألف برميل يوميًا، يذهب نصفها تقريبًا إلى السوق الصينية، بحسب بيانات شركة Kpler للاستشارات في الطاقة. كما تصدّر نحو 132 ألف برميل يوميًا إلى الولايات المتحدة، وفق البيانات نفسها.