يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد اجتماع في المكتب البيضاوي، مخصص لبحث الخطوات المقبلة في الملف الفنزويلي، وسط تصعيد أمريكي متسارع على المستويين الأمني والدبلوماسي.
أكد البيت الأبيض أنّ ترامب سيجتمع اليوم مساءً مع فريق الأمن القومي لمناقشة التطورات المرتبطة بفنزويلا، مشيرًا إلى وجود "خيارات عدة" على طاولة الرئيس.
وبحسب مصادر مطلعة تحدّثت إلى شبكة "سي إن إن"، فإن اللقاء سيضم كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وفريق الأمن القومي، بينهم وزير الحرب بيت هيغست، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، ووزير الخارجية ماركو روبيو، إضافة إلى رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز ونائبها ستيفن ميلر.
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع في الخامسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة داخل المكتب البيضاوي.
تصعيد جوي وبحري وبرّي
يأتي الاجتماع في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا عبر إجراءات عسكرية وأمنية متزايدة، من بينها استهداف سفن مرتبطة بعمليات تهريب المخدرات، وتعزيز الوجود العسكري في منطقة الكاريبي، حيث نشر الجيش الأمريكي أكثر من عشر سفن حربية ونحو 15 ألف جندي ضمن عملية "رمح الجنوب".
وتقول واشنطن إن هذا الوجود يهدف إلى ردع التهريب، لكنه تزامن خلال الأشهر الماضية مع تصعيد واسع ضد حكومة نيكولاس مادورو، في إطار ما وصفته إدارة ترامب بـ"حملة الضغط القصوى".
وفي موازاة التحركات الأمريكية المتصاعدة في الكاريبي، حرصت كاراكاس على إظهار جاهزيتها العسكرية. ففي تصريح تلفزيوني بحضور كبار القادة العسكريين، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو امتلاك بلاده 5,000 صاروخ أرض–جو روسي الصنع من نوع "إيجلا-S" المحمول على الكتف.
وكانت فنزويلا قد نشرت عشرات الآلاف من الجنود قرب الحدود مع كولومبيا ضمن مناورات واسعة تهدف إلى "رفع مستوى الجهوزية القتالية".
وقال ترامب الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستعمل قريباً جداً على وقف التهريب البري للمخدرات القادمة من فنزويلا، بعد الإجراءات البحرية الأخيرة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدر الرئيس توجيهاً عبر منصات التواصل الاجتماعي حذّر فيه شركات الطيران والطيارين والشبكات الإجرامية من دخول المجال الجوي الفنزويلي، مؤكداً في الوقت نفسه أن التوجيه "لا يجب تفسيره بأكثر مما ورد فيه".
إنذار أمريكي حاسم
أكّد ترامب أنه تحدّث هاتفياً مع مادورو، نهاية الأسبوع الماضي، ولم تُفصح أي من الحكومتين، الأمريكية أو الفنزويلية، عن تفاصيل الاتصال الذي يُعتقد أنه جرى في 21 تشرين الثاني/أكتوبر بوساطة من البرازيل وقطر وتركيا، إلا أن تقارير إعلامية نقلت عن مصادر مطلعة أن المكالمة حملت إنذاراً نهائياً إلى الرئيس الفنزويلي، طالبه فيه بالتخلي الفوري عن السلطة.
وبحسب صحيفة "ميامي هيرالد"، قال ترامب لمادورو: "بإمكانك إنقاذ نفسك ومن هم أقرب إليك، لكن عليك مغادرة البلاد الآن"، عارضاً تأمين خروج آمن له ولزوجته وابنه مقابل استقالته الفورية.
وتشير الصحيفة إلى أن مادورو رفض العرض، وطرح مطالب مضادة شملت الحصول على "عفو عالمي" أو حصانة دولية من الملاحقة القضائية، مع إمكانية تسليم السلطة السياسية مقابل الاحتفاظ بالسيطرة على القوات المسلحة.
وكانت الإدارة الأمريكية قد صنّفت الأسبوع الماضي مادورو وعدداً من حلفائه ضمن "منظمة إرهابية أجنبية"، وهي خطوة يقول مسؤولون إنها تمنح واشنطن خيارات عسكرية أوسع لتنفيذ ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.
ويأتي اجتماع المكتب البيضاوي في ظل استمرار الجدل داخل الكونغرس حول قانونية الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد ما تقول إنه قوارب تهريب مخدرات، وأسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصاً، رغم عدم وجود حرب معلنة بين واشنطن وكراكاس.