تُوّج منتخب المغرب بلقب كأس العرب 2025 بعد فوز مثير على منتخب الأردن بنتيجة 3–2، في نهائي درامي امتدّ إلى الأشواط الإضافية على ملعب ملعب لوسيل في الدوحة.
توّج المنتخب المغربي بطلاً لبطولة كأس العرب لكرة القدم لعام 2025، عقب فوزه المثير على المنتخب الأردني بنتيجة 3-2، في نهائي درامي احتضنه ملعب لوسيل في الدوحة، بعد مباراة ممتدة حتى الأشواط الإضافية شهدت تقلبات استثنائية وأحداثاً ستظل عالقة في تاريخ البطولة. وبذلك، تُحقق المغرب لقبها العربي الثاني بعد نسخة 2012، تحت قيادة المدرب طارق السكتيوي.
هدف عالمي يشعل البداية
جاءت انطلاقة المواجهة نارية منذ الدقيقة الرابعة، بعدما صعق اللاعب المغربي أسامة طنان الجماهير بتسديدة مذهلة من قبل منتصف الميدان، مستغلاً تقدّم الحارس يزيد أبو ليلى ليضع الكرة مباشرة في الشباك، مسجلاً أجمل أهداف البطولة على الإطلاق. الهدف أربك لاعبي الأردن الذين حاولوا العودة سريعاً عبر تمريرات هجومية غير مكتملة، بينما بدا المغرب أكثر سيطرة على خط الوسط، قبل أن يتعرض مهاجمه كريم البركاوي للإصابة ويغادر أرضية الملعب في الدقيقة 16.
ورغم محاولات الطرفين، أنهى المنتخب المغربي الشوط الأول متقدما، مع تألق دفاعها الذي أبطل الخطورة الأردنية.
عودة أردنية.. وتفوق هجومي واضح
بداية الشوط الثاني حملت انقلاباً بالمشهد، بعد دخول الأردن بقوة إثر تبديلات تكتيكية أجراها المدرب جمال السلامي، ليتحقق التعادل سريعاً في الدقيقة 48 من رأسية علي علوان بعد عرضية دقيقة داخل المنطقة.
وواصل المنتخب الأردني ضغطه المدروس، ليحصل على ركلة جزاء في الدقيقة 64 نتيجة لمسة يد داخل المنطقة بعد مراجعة تقنية الفيديو، عاد من خلالها علي علوان وسجل الهدف الثاني، مانحاً الأردن تقدماً مستحقاً وقلباً كاملاً للمباراة.
السكتيوي يدخل حمدالله.. وينقلب المسار
رد المنتخب المغربي جاء عبر تبديلات هجومية مكثفة، إذ دفع السكتيوي بالمهاجم عبد الرزاق حمدالله إلى أرض الملعب، ليتحوّل الأداء المغربي بشكل جذري نحو الهجوم. وفي الدقيقة 87، تمكّن حمدالله من إدراك التعادل بعد متابعة داخل منطقة الجزاء، رغم اعتراضات أردنية على وجود حالة تسلل، لتشتعل المباراة وتذهب إلى الوقت الإضافي بعد نهاية الوقت الأصلي 2-2.
هدف ملغى للأردن.. ثم ضربة الحسم المغربية
بداية الأشواط الإضافية جاءت عاصفة، إذ سجل الأردن هدفاً عبر مهند أبو طه في الدقيقة 92 قبل أن يُلغى بعد العودة لتقنية الفيديو. وفي الدقيقة 100، خطف حمدالله هدف الفوز بعد متابعة عرضية متقنة داخل منطقة الجزاء، ليكتب بداية نهاية رحلة المنتخب الأردني الذي خاض البطولة بدون أي هزيمة قبل وصوله للنهائي.
تواصلت محاولات الأردن خلال الدقائق الأخيرة عبر تسديدات من حسام أبو الذهب ونزار الرشدان، لكن الدفاع المغربي صمد ببسالة، ومع تدخلات مهمة من الحارس يزيد أبو ليلى في أكثر من لقطة مغربية خطيرة، انتهى اللقاء بتتويج المغرب بعد واحدة من أجمل المباريات في تاريخ كأس العرب.
لقب تاريخي لأسود الأطلس
أنهى المنتخب المغربي البطولة بحصد اللقب الثاني في تاريخه، مؤكداً مكانته كقوة كروية عربية، بينما خرج الأردن بعد أداء بطولي وإنجاز الوصول إلى النهائي بقيادة مدربه المغربي جمال السلامي الذي حقق 5 انتصارات متتالية قبل خسارة المباراة النهائية.
ختام المباراة شهد احتفالاً مغربياً كبيراً على أرضية ملعب لوسيل، في ليلة عربية استثنائية رسخت مكانة البطولة ومشهدها الفني الأكثر إثارة منذ سنوات.