تشير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى أن القيود التنظيمية والإدارية أصبحت "تعسفية ومسيسة للغاية"، محذّرة من أن استمرار هذه العراقيل قد يؤدي إلى انهيار قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الخدمات الأساسية، في وقت يعتمد فيه أغلب الفلسطينيين على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن أكثر من ألف مريض في غزة توفوا وهم ينتظرون إجلاءهم منذ تموز/يوليو 2024، في ظل بطء عمليات الإجلاء الطبي رغم الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على منصة "إكس"، إن "1092 مريضا توفوا وهم ينتظرون الإجلاء الطبي بين تموز/يوليو 2024 وتشرين الثاني/نوفمبر 2025".
وأضاف أن مصدر هذا العدد هو وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، معربًا عن اعتقاده أن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير.
وأشار تيدروس إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها أجروا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 عمليات إجلاء لأكثر من 10600 مريض يعانون مشكلات صحية خطيرة من غزة، من بينهم أكثر من 5600 طفل بحاجة إلى العناية المركزة، داعيا مزيدًا من الدول إلى استقبال مرضى من غزة.
ويشير الواقع على الأرض إلى أن عمليات الإجلاء تسير ببطء شديد.
وقبل أسابيع، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 16500 من سكان غزة ما زالوا ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل. ومن جهتها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود لـ"وكالة فرانس براس" أن هذه الأرقام تشمل فقط المرضى المسجلين رسميًا، وأن العدد الفعلي للمرضى المنتظرين أعلى بكثير.
وفي السياق، تواجه العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، وخصوصًا في قطاع غزة، مخاطر متزايدة تهدد استمراريتها، وفق وكالة رويترز.
وتشير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى أن القيود التنظيمية والإدارية أصبحت "تعسفية ومسيسة للغاية"، محذّرة من أن استمرار هذه العراقيل قد يؤدي إلى انهيار قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الخدمات الأساسية، في وقت يعتمد فيه أغلب الفلسطينيين على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وتُشغّل هذه المنظمات غالبية المستشفيات الميدانية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، كما تضطلع بدور رئيسي في توفير المأوى والمياه والصرف الصحي والتغذية العلاجية للأطفال المصابين بسوء تغذية حاد، إضافة إلى أنشطة إزالة الألغام ومخلفات الحرب.
وفي الوقت نفسه، يؤكد مسؤولو الإغاثة أن نظام تسجيل المنظمات، الذي بدأ العمل به في مارس/آذار الماضي، إلى جانب إجراءات إعادة التسجيل الجارية، أدى إلى تكدّس إمدادات إنسانية بملايين الدولارات خارج قطاع غزة، تشمل مواد غذائية وطبية ومستحضرات نظافة ومساعدات إيواء، من دون السماح بإدخالها إلى المحتاجين.
جدير بالذكر أن القوات الإسرائيلية قد شنت فجر اليوم، غارات على خان يونس ورفح، شملت قصفًا جويًا ومدفعيًا وإطلاق النار من الزوارق على البحر ومراكب الصيادين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.