يبدأ كبار القادة في الصين هذا الأسبوع اجتماعات مغلقة تمتد لأربعة أيام، لبحث الأهداف الاستراتيجية للبلاد لبقية هذا العقد، بما في ذلك تعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، والقوة العسكرية والاقتصادية.
ويُعقد هذا الاجتماع، المعروف باسم "الدورة العامة" (Plenum)، مرة واحدة تقريبًا كل عام، حيث تجتمع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني — وهي أعلى هيئة سياسية في البلاد — وتضم نحو 200 عضو أساسي و170 عضوًا احتياطيًا، لعقد أسبوع من المناقشات المكثفة.
وتأتي هذه المحادثات في وقتٍ يمر فيه الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بحالة من عدم اليقين نتيجة تباطؤ الإنفاق المحلي وتفاقم أزمة العقارات، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
وتحظى مخرجات الاجتماع باهتمام واسع، إذ يُتوقع أن تشكّل في نهاية المطاف الأساس للخطة الخمسية المقبلة للصين — وهي المخطط الاقتصادي والاجتماعي الذي سيحدد مسار البلاد بين عامي 2026 و2030.
ورغم أن الخطة الكاملة لن تُعلن قبل العام المقبل، يُرجّح أن يُلمّح المسؤولون إلى أبرز ملامحها يوم الأربعاء، على أن تُكشف تفاصيل إضافية في غضون أسبوع من ذلك.
ويقول نيل توماس، الباحث المتخصص في الشؤون الصينية في معهد آسيا سوسايتي للسياسات: "بينما تعمل السياسات الغربية وفق دورات انتخابية، يقوم صنع القرار في الصين على دورات تخطيطية."
ويضيف: "توضح الخطط الخمسية ما تسعى الصين إلى تحقيقه، وتحدد الاتجاه الذي يريد القادة المضي فيه، وتوجّه موارد الدولة نحو تحقيق الأهداف المرسومة مسبقًا."
وفي مستهلّ الاجتماع، قدّم الرئيس شي جين بينغ تقرير عمل تناول فيه مقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا".
حتى الآن، اعتمدت الصين في نجاحها التكنولوجي على الابتكار الأمريكي، مثل أشباه الموصلات المتقدمة التي تنتجها شركة "نيفيديا".
لكن بعد أن حظرت واشنطن بيع هذه التقنيات إلى بكين، من المتوقع أن يتحول شعار "التنمية عالية الجودة" إلى "قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة" — وهو شعار قدّمه شي جين بينغ عام 2023، يُركّز أكثر على الفخر الوطني والأمن القومي.
ويعني ذلك أن تسعى الصين لتكون في طليعة صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي والحوسبة، بعيدًا عن الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، وبما يجعلها محصّنة أمام الحظر والعقوبات.
ومن المرجح أن يشكّل الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، ولا سيما في قمة الابتكار التكنولوجي، إحدى الركائز الأساسية للخطة الخمسية المقبلة.