Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

من "التائب" إلى "العائد": فضل شاكر يسلم نفسه بعد أكثر من عقد من الملاحقة وسط جدل واسع

نجم البوب ​​اللبناني فضل شاكر يلقي خطبة دعماً للمقاتلين واللاجئين السوريين، بعد صلاة الجمعة في بيروت، لبنان، الجمعة 8 فبراير/ شباط 2013.
نجم البوب ​​اللبناني فضل شاكر يلقي خطبة دعماً للمقاتلين واللاجئين السوريين، بعد صلاة الجمعة في بيروت، لبنان، الجمعة 8 فبراير/ شباط 2013. حقوق النشر  AP Photo
حقوق النشر AP Photo
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه إلى السلطات، السبت، عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا، بعد نحو 12 عامًا من تواريه عن الأنظار داخل المخيم، إثر ملاحقته بتهمة التحريض ضد الجيش اللبناني في الأحداث المعروفة إعلاميًا بـ"معركة عبرا".

اعلان

بحسب وسائل إعلام محلية، فقد نقل فضل شاكر إلى مقر وزارة الدفاع في منطقة اليرزة.

شاكر الذي كان أحد أشهر نجوم العالم العربي مطلع الألفية الجديدة، أثار الجدل عام 2012 بعد إعلان "توبته" واعتزاله الغناء.

"التوبة"

في ربيع عام 2012، وقف شاكر على منصة مهرجان "موازين إيقاعات العالم" في الرباط، حيث فاجأ الجمهور المغربي خلال إحدى سهراته بالدعاء على الرئيس السوري آنذاك بشار الأسد، قائلاً: "منك لله يا بشار"، طالبًا من الحاضرين أن يردّدوا خلفه "آمين".

وقبل الحفل، كان قد أعلن اعتزاله الغناء، لكنه عاد للظهور في المهرجان إلى جانب الفنانة يارا، حيث طلب من الجمهور أن يدعو معه على الأسد. وفي تلك المناسبة، جدّد دعمه لـ "الثورة السورية"، وفق تعبيره، وتعهّد بمساندة المقاتلين السوريين "بكل الوسائل".

بعد أيام من مشاركته في مهرجان "موازين"، أعلن فضل شاكر في مقابلة أنه قرر اعتزال الغناء، معتبرًا أن الفن "لم يعد يشرّفه" على حدّ تعبيره، مشيرًا إلى أن مواقفه جاءت بعد مشاهدته ما وصفه بـ"قتل المدنيين في سوريا"، مؤكّدًا أنه سيكرّس صوته للدفاع عن قضايا يعتبرها إنسانية.

العلاقة مع أحمد الأسير

بعد نحو عامين من انطلاق التظاهرات في سوريا، برز في مدينة صيدا جنوبي لبنان اسم رجل دين سني وهو أحمد الأسير، الذي كان إماما لمسجد بلال بن رباح في منطقة عبرا بالمدينة.

برز لاحقاً قرب العلاقة بين شاكر والداعية السلفي الأسير، وقد أصبح فضل شاكر ملازماً لأحمد الأسير في تحركاته التي أثارت الجدل في لبنان.

قاد أحمد الأسير تحركات مناهضة للنظام السوري في لبنان، لا سيما في بيروت وصيدا، وكان من أبرزها قطع الطريق الرابط بين الجنوب والعاصمة بيروت. ومع مرور الوقت، بدأ الأسير بالظهور برفقة مسلحين، ما أدى إلى وقوع احتكاكات متكررة بين مجموعاته ومؤيدين لحركة أمل وحزب الله في منطقة صيدا.

خلال فترة ارتباطه بجماعة أحمد الأسير، أصدر فضل شاكر نشيدًا بعنوان "سوف نبقى هنا"، اتّسم بطابع ديني، وكان العمل الأول له بعد إعلان اعتزاله الفن.

"معركة عبرا"

في يونيو/ حزيران 2013، اندلعت معركة عبرا بين الجيش اللبناني ومجموعة الأسير، وأسفرت عن مقتل 18 جندياً لبنانياً و11 مسلحاً، واتُهم شاكر بالمشاركة في القتال.

نفى شاكر هذه الاتهامات في أكثر من مقابلة تلفزيونية لاحقة أجريت معه من مخبئه في مخيم عين الحلوة، وعرف لاحقاً أنه يتواجد في منطقة التعمير داخل المخيم.

بدأ شاكر بالظهور في مقابلات عدة خلال السنوات التي تلت "معركة عبرا"، ولاحظ متابعوه أن لحيته أخذت تخف تدريجيًا مع مرور الوقت.

خلال أحداث عبرا الشهيرة، انتشر مقطع فيديو لفضل شاكر يقول فيه إنهم "قتلوا فطيستين"، في ذروة الاشتباكات مع الجيش اللبناني، ما أثار موجة واسعة من الجدل والانتقادات ضده. لاحقًا، نفى شاكر أن يكون الفيديو حديثًا أو أن المقصود فيه جنود الجيش اللبناني، مؤكدًا أنه لم يشارك في أي عمل عسكري.

الأحكام القضائية

خلال اختباء شاكر في المخيم، صدرت في حقه عدة أحكام من قبل السلطات القضائية في البلاد.

في فبراير/ كانون الثاني 2016، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكماً غيابياً بسجنه خمس سنوات وغرامة 500 ألف ليرة بتهمة التطاول على دولة شقيقة خلال مقابلة سجلها من داخل المخيم العام 2014، والمسّ بسمعة المؤسسة العسكرية.

وفي سبتمبر/ أيلول 2017، أصدرت المحكمة حكماً غيابياً ثانياً بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة في ملف أحداث عبرا، وجاء الحكم بعد اتهامه بتشكيل مجموعة مسلحة وشراء أسلحة وذخائر لصالح الأسير، وفي العام 2018 أصدرت المحكمة قراراً ببراءته من قتل الجنود لعدم كفاية الأدلة، لكنه ظل مطلوباً في قضايا أخرى.

في ديسمبر/ كانون الأول 2020، حكمت المحكمة العسكرية غيابياً على شاكر بالسجن 22 عاماً مع الأشغال الشاقة، منها 15 عاماً بسبب التدخل في أعمال إرهابية وتقديم خدمات لوجستية، وسبع سنوات مع غرامة لشراء أسلحة وتمويل مجموعة الأسير.

وأوضحت المحكمة أن الحكم الجديد يضاف إلى حكمين صدرا في العام 2016 و2017 المرتبطين بإهانة دولة عربية وأحداث عبرا.

العودة للغناء

رغم الأحكام التي صدرت ضده، شكّل شاكر مفاجأة لجمهوره عندما قدّم أول أغنية له عام 2018 والتي كان أغنية مقدمة "تتر" للمسلسل المصري "لدينا أقوال أخرى" من بطولة يسرا.

الشركة المنتجة للمسلسل عادت وسحبت الأغنية بعد انتقادات عديدة لها، رغم تحقيقها نجاحاً كبيراً عند طرحها.

كان واضحاً أن شاكر بات في طريق العودة للغناء، في ديسمبر/ كانون الأول 2020 وبينما كان العالم مشغولاً في جائحة كورونا، فاجأ شاكر جمهوره في أغنية جديدة حققت نجاحاً قياسياً بأكثر من 100 مليون مشاهدة على "يوتيوب" حملت اسم "ابقى قابلني".

إلى جانبها، طرح شاكر عدة أغنيات منها "ليه" و"وينك حبيبي"، وبعدها في عام 2022، تعاقد مع شركة "روتانا" السعودية لإنتاج عدة أغنيات حيث أصدر ألبوم "بجامل ناس" من ستّ أغنيات.

عام الصدارة

كان عام 2025 تأكيداً على نجومية شاكر، حيث أعاد طرح عدة أغنيات حققت نجاحاً كبيراً قضيته للواجهة ونال تعاطفاً كبيراً.

من تحت "الزينكو" كما قال، أصدر شاكر عدة أغنيات من بيته في مخيم عين الحلوة الذي حوله استديو تسجيل ومكاناً لتصوير الفيديو كليبات التي حققت نجاحاً باهراً.

في هذا العام أصدر "كبير بشتقلك" و"هوى الجنوب" و"أحلى رسمة" و"غلبني" و"الحب وبس" و"صحاك الشوق" وكانت قمة النجاح مع الديو الذي أصدره برفقة نجله محمد شاكر بعنوان "كيفك عفراقي".

حازت هذه الأغنيات مجتمعة على أكثر من 200 مليون مشاهدة على "يوتيوب" والملايين غيرها على منصات الاستماع.

جدل العودة

ظلت قضية شاكر محل خلاف بين اللبنانيين، فمنهم من تعاطف معه وطالب بتبرئته ومنحه الحرية للعودة إلى إصدار الأغاني، والبعض الاخر استمر بالاعتقاد بأنه "إرهابي" ويستحق المحاكمة لتحريضه ضد الجيش اللبناني.

ومنذ انتشار خبر تسليم نفسه للجيش اللبناني، اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان بالسجال ذاته مجدداً.

رأى بعض المراقبين، بينهم الصحفي ربيع شنطف، أن تصريحات فضل شاكر عام 2013 جاءت في سياق مختلف، موضحًا أنه غادر منطقة عبرا قبل اندلاع الاشتباكات مع الجيش اللبناني. في المقابل، انتقده الصحفي عبد الله قمح، معتبرًا أن شاكر حرّض ضد الجيش خلال تلك الفترة التي شهدت سقوط قتلى في صفوفه.

أما شقيقة أحد قتلى الجيش اللبناني في معارك عبرا، فهاجمت المطالبين ببراءة فضل شاكر وطالبت بحفظ دماء شقيقها.

من جهته، قال الصحفي رامز القاضي إن شاكر لم يطلق الرصاص ضد الجيش اللبناني في معارك عبرا.

خلال الأشهر الماضية، تداولت أنباء أن شاكر تعرض لضغوطات وتهديدات من مجموعات اسلامية في مخيم عين الحلوة بسبب عودته للغناء.

كما أشارت تقارير صحفية أن دول عربية وهي السعودية تدخلت للوساطة في قضية شاكر، خصوصاً بعد التوقيع مع شركة "بينش مارك" السعودية لإدارة أعماله.

ومع استمرار الجدل، تبقى قضية شاكر في الواجهة وسط تكهنات ما إذا كان تسليمه قد تمّ بسبب الضغوط داخل المخيم أو بسبب صفقة مع الدولة اللبنانية قد تفضي إلى إطلاق سراحه وعودته للغناء، ويبقى جمهوره في انتظار عودة "ملك الرومانسية" إلى النجومية وصفوف الأوائل حيث تواجد لسنوات.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

الأنظار تتجه إلى شرم الشيخ: ما القضايا الأبرز في "المفاوضات الحاسمة" لتنفيذ خطة ترامب حول غزة؟

يهود أمريكا ينتقدون إسرائيل: 61% يتحدثون عن جرائم حرب و39% عن إبادة جماعية في غزة

ترامب يأمر بنشر الحرس الوطني في شيكاغو.. وقاضية تمنعه من إرسال القوات إلى بورتلاند