بحسب البيانات الرسمية، خسرت إسبانيا وحدها نحو 4,000 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية، متجاوزةً الرقم القياسي السابق البالغ 3,060 كيلومترًا مربعًا في عام 2022.
حذّر قائد الحماية المدنية في إسبانيا من أن حرائق الغابات ما تزال تشكل تهديدًا مباشرًا للمناطق المأهولة بالسكان، في وقت وصفت فيه وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبلس، عمليات الإطفاء الجوية بأنها "شديدة الصعوبة" بسبب كثافة الدخان.
وتواجه إسبانيا والبرتغال هذا الصيف واحدًا من أكثر مواسم الحرائق تدميرًا في أوروبا منذ عقدين، وفق بيانات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات (EFFIS)، والتي أظهرت أنه بحلول 19 أغسطس/آب 2025، التهمت النيران نحو 9,670 كيلومترًا مربعًا من الأراضي في الاتحاد الأوروبي، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف متوسط الحرائق للفترة الممتدة بين عامي 2006 و2024.
خسائر قياسية في إسبانيا والبرتغال
بحسب البيانات الرسمية، فقدت إسبانيا وحدها ما يقرب من 4,000 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية، متجاوزةً الرقم القياسي السابق البالغ 3,060 كيلومترًا مربعًا في عام 2022. أما في البرتغال، فقد دمرت الحرائق أكثر من 2,610 كيلومتر مربع، أي ما يقارب ضعف المساحة التي احترقت العام الماضي.
ورغم أن البرتغال شهدت في 2017 موسمًا كارثيًا أتى على 5,630 كيلومترًا مربعًا وخلّف أكثر من 100 ضحية، إلا أن حرائق 2025 تُسجَّل بين الأسوأ من حيث المساحة المدمَّرة والانبعاثات البيئية.
موجة حر تاريخية
وأرجعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية الحكومية "إيميت" تصاعد الكارثة إلى موجة حر استمرت 16 يومًا، صنّفت كثالث أطول موجة على الإطلاق، حيث بلغت درجات الحرارة 45 مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
حرائق نشطة وانبعاثات قياسية
لا تزال خمسة حرائق كبيرة مشتعلة في أنحاء البرتغال حتى صباح الخميس، بحسب وكالة الحماية المدنية، حيث يواصل آلاف رجال الإطفاء معركتهم مع النيران. وأظهرت بيانات EFFIS أن حصيلة الحرائق حتى 19 أغسطس/آب بلغت 1,784 حريقًا كبيرًا منذ بداية 2025، مقارنة بـ1,185 فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.
كما أطلقت الحرائق أكثر من 38 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف انبعاثات العام الماضي، في مؤشر على التداعيات البيئية الخطيرة لهذه الكارثة.