يواصل المسعفون في ولاية جاوة الشرقية بإندونيسيا سباقهم مع الزمن للعثور على ناجين بعد انهيار مبنى مدرسة داخلية، وسط خوف من انهيارات إضافية تهدد بوأد ما تبقى من أمل.
انهار مبنى مدرسة "الخزيني" الإسلامية الداخلية المؤلف من طابقين في بلدة سيدوارجو يوم الاثنين، بينما كان مئات الطلاب المراهقين يستعدون للصلاة. وأسفر الانهيار عن مقتل أربعة طلاب وإصابة نحو مئة آخرين، بعضهم بجروح خطيرة.
ومنذ بدء عمليات البحث، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 13 ناجيًا من بين الركام، إلا أنّ اثنين منهم فارقا الحياة لاحقًا في المستشفى. ورغم إخراج طالبين آخرين اليوم الأربعاء، توفي أحدهما فيما لا يزال الآخر يتلقى العلاج. وأفادت السلطات أن صرخات واستغاثات لا تزال تُسمع من تحت الأنقاض، بينما يترقب ذوو الطلاب بقلق أي خبر عن أبنائهم.
روايات من قلب المأساة
روى الفتى محمد رجال القُيب (13 عامًا) تفاصيل اللحظات التي سبقت الانهيار قائلاً: "كنا نستعد للبدء بالصلاة، وإذا بصوت انهيار الصخور يبدأ خافتًا ثم يرتفع شيئًا فشيئًا. ركضت للخارج، لكن سقفًا منهارًا أصاب وجهي". ونجا الفتى بعدما شق طريقه عبر الأنقاض بمساعدة أحد الأشخاص.
وبينما تمكنت الطالبات اللواتي كنّ في جزء آخر من المبنى من الهرب، لم يحالف الحظ العديد من الفتيان. أول ضحية تم تأكيد وفاته هو معاذ علوان إبراهيموفتش، الذي التحق بالمدرسة منذ أربعة أشهر فقط بعد تخرجه من الابتدائية. وقد رافقت الشرطة جثمانه إلى بلدته مساء الاثنين.
خطر الانهيارات يهدد عمليات الإنقاذ
أوضحت وكالة إدارة الكوارث أن المبنى كان يخضع لتوسعة غير مرخّصة من أجل إضافة طابقين، وهو ما تسبب في انهيار البنية التحتية للمبنى. وأكد حاكم البلدة أنّ إدارة المدرسة لم تحصل على إذن رسمي بالبناء.
وتجري عمليات الإنقاذ في ظروف محفوفة بالمخاطر، إذ تسبب زلزال قبالة الساحل ليل الثلاثاء في تعليقها مؤقتًا.
ويقول محمد شافعي، رئيس وكالة "باسارناس" للبحث والإنقاذ، إن تحريك ألواح الخرسانة قد يشكل خطرًا مباشرًا على حياة العالقين، موضحًا: "الحفر يهدد بانزلاقات جانبية خطيرة، وقد يؤدي مجرد اهتزاز بسيط إلى تداعيات مأساوية".
ويشدد الخبراء على أن الساعات الـ72 الأولى حاسمة في إنقاذ الأرواح، حيث تكون فرص البقاء على قيد الحياة أكبر، ولكن ضيق الممرات وصعوبة الوصول إلى الناجين يزيدان من تعقيد المهمة، إذ لا يملك المسعفون سوى نحو 60 سنتيمترًا من مساحة العبور، ما يضطرهم إلى المرور عبر مجارٍ ضيقة تحت الأرض.