تكثف السويد جهودها لتصبح أول دولة في العالم تقضي على فيروس الورم الحليمي البشري إتش بي في (HPV)، ويعتمد الجدول الزمني الطموح لبلدان الشمال الأوروبي على الإقبال الكبير على التطعيم والفحص الشامل ومتابعة العلاج. ويتعلق الفيروس بموجموعة من الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة الرجال والنساء. فماذا تفعل السويد؟
إننا نتحدث عن مجموعة من الفيروسات التي يمكنها أن تسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء وسرطان القضيب والشرج لدى الرجال. ويعتبر سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وفي العام 2021 بدأت الحكومة السويدية "مشروعًا وطنيًا للقضاء على السرطان" بالتعاون مع الباحثين، وجمعية السرطان في البلاد، وكذلك في 21 منطقة ذاتية الحكم.
يقول يواكيم ديلنر، رئيس مركز القضاء على سرطان عنق الرحم في معهد كارولينسكا، ليورونيوز: "أعتقد أن من الصعب جدًا القضاء على السرطان. وقد يكون هذا أحد الخيارات الأولى التي يمكننا من خلالها القضاء على أحد أشكال السرطان حقًا".
وأضاف: "عندما تكون لدينا أدوات فعالة للغاية لتحقيق ذلك، يكون لدينا شرط أخلاقي لاستخدامها بالفعل لضمان عدم الإصابة بالسرطان أكثر من اللازم"، مضيفًا أن ذلك قد يدفع دولًا أخرى إلى أن تحذو حذوها.
في العام 2012 بدأت السويد في تقديم اللقاحات المجانية للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 10 و12 عامًا، وبعد ذلك بثمان سنين (في عام 2020) قدمته للفتيان . واليوم، يتم تطعيم 90 في المئة من الفتيات و85 في المئة من الفتيان. إنه ارتفاع واضح في النسب.
ومن المعروف أن أحدث لقاح لفيروس الورم الحليمي البشري فعال وآمن، ويمنع ما يصل إلى 90 في المئة من سرطانات عنق الرحم، وذلك من خلال استهداف تسعة أنواع من فيروس الورم الحليمي البشري.
لقاحات "استدراكية"
لم تحصل معظم النساء المولودات بين عامي 1994 و1999 على أحدث نسخة من اللقاح في المدرسة.
وقالت أولريكا كاغستروم، الأمينة العامة لجمعية السرطان السويدية ليورونيوز "إذا استطعنا الوصول إلى 70 في المئة من النساء ضمن هذه الفئة العمرية، وتمكن النسوة من أخذ اللقاح فعلا، فيمكننا أن نصبح أول دولة تقضي بالفعل على سرطان عنق الرحم بحلول عام 2027".
وأضافت: " هناك امرأة تموت بسرطان عنق الرحم في السويد، كل يومين أو ثلاثة".
يتكون مشروع السويد من مرحلتين. إذ يهدف المشروع إلى تقليل عدد حاملي فيروس الورم الحليمي البشري من خلال تطعيم وفحص مجموعة مختارة بطريقة استراتيجية، لتقليل عدد حاملي فيروس الورم الحليمي البشري، ما يحد قدرة الفيروس على الانتشار.
بعد ذلك سيبدأ الباحثون بالسعي للعثور على جميع الإصابات الموجودة مسبقًا، والتي قد تسبب سرطان عنق الرحم، بدءًا من النصف الثاني من عام 2025، "حتى يتم أخذ عينات من فيروس الورم الحليمي البشري لجميع السكان"، وفقًا لديلنر.
يذكر أن القضاء على فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم ليس مجانيًا، إذخصصت السويد حوالي 350,000 يورو لذلك في هذا العام.