Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

دراسة تربط المناوبات الليلية بخطر قاتل يتجاوز الإرهاق.. ما الذي يحدث لأجسامنا؟

صورة تعبيرية- في هذه الصورة الملتقطة يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2011، تفحص الدكتورة كارين ليندسفور، أستاذة الأشعة ورئيسة قسم تصوير الثدي في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا في
صورة تعبيرية- في هذه الصورة الملتقطة يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2011، تفحص الدكتورة كارين ليندسفور، أستاذة الأشعة ورئيسة قسم تصوير الثدي في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا في حقوق النشر  Rich Pedroncelli/AP2011
حقوق النشر Rich Pedroncelli/AP2011
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

تؤكد الدراسة أن اضطراب الإيقاع اليومي لا يقتصر على زيادة خطر السرطان، بل يمكن أن يدفع تقدمه بنشاط.

أظهرت دراسة حديثة من جامعة "تكساس إيه آند إم" أن تعطيل الساعة البيولوجية الداخلية للجسم، من خلال العمل الليلي، السفر المتكرر عبر مناطق زمنية مختلفة، أو النوم غير المنتظم، لا يسبب التعب فقط، بل يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي العدواني.

الدراسة، بقيادة الدكتورة تاباسري روي ساركار، أظهرت أن اضطراب الإيقاع اليومي يغير بنية الغدد الثديية ويضعف الدفاعات المناعية، مما يهيئ بيئة مثالية لنمو السرطان وانتشاره.

وقالت ساركار: "السرطان يراقب الوقت، عندما تُعطل ساعتك الداخلية، يستغل السرطان الفرصة، لكننا اكتشفنا طريقة جديدة لمواجهته".

الإيقاع اليومي أكثر من مجرد النوم

الإيقاع اليومي، وهو الساعة الداخلية للجسم التي تعمل على مدار 24 ساعة، لا يقتصر دوره على تنظيم النوم فحسب، بل يشمل أيضاً التحكم في إفراز الهرمونات، إصلاح الأنسجة، ومراقبة الجهاز المناعي، وعندما يتعرض هذا الإيقاع للاضطراب، تبدأ دفاعات الجسم الطبيعية بالضعف، ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان.

وقالت ساركار: "الإيقاع اليومي ينسق عمل الأنسجة والجهاز المناعي. وعندما يتعطل، يمكن أن تكون العواقب خطيرة جداً".

تجربة علمية تكشف سرعة انتشار السرطان

أجرى الفريق البحثي التجربة على مجموعتين من نماذج معدلة وراثياً تصاب بسرطان الثدي العدواني، عاشت إحدى المجموعتين ضمن جدول ليلي نهاري طبيعي، بينما عاشت المجموعة الأخرى ضمن دورة ضوئية مضطربة.

وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة Oncogene أن المجموعة المضطربة أظهرت علامات السرطان مبكراً عند 18 أسبوعاً، مقارنة بـ22 أسبوعاً في المجموعة الطبيعية.

كما كانت الأورام أكثر عدوانية، وأكثر عرضة للانتشار إلى الرئتين، وهو مؤشر رئيسي على سوء النتائج لدى المرضى.

ضعف المناعة وتهيئة البيئة للسرطان

علاوة على ذلك، أدى اضطراب الساعة الداخلية إلى تثبيط الجهاز المناعي، مما سمح لخلايا السرطان بالنمو والانتشار بسهولة أكبر.

وقالت ساركار: "لم يكن الأمر مجرد نمو أسرع للأورام، بل الجهاز المناعي كان مكبوتاً، مما خلق ظروفاً مثالية لخلايا السرطان للبقاء والانتشار".

ولم تتوقف التأثيرات عند الأورام، بل شملت الأنسجة الثديية السليمة أيضاً، إذ لاحظ الباحثون تغييرات في شكل الغدد الثديية جعلتها أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

اكتشاف مفتاح "إيقاف" المناعة

لفهم كيفية تأثير اضطراب الإيقاع اليومي على أنسجة الثدي السليمة وتثبيط الدفاعات المناعية، أجرى الباحثون دراسة مفصلة داخل الأورام.

قام الباحثون بدراسة مكوّن محدد داخل الخلايا يُعرف باسم مستقبل LILRB4، لأنه يلعب دوراً رئيسياً في التحكم بالجهاز المناعي، وقد ركز البحث على فهم كيفية تأثير هذا المكوّن على نمو الأورام وانتشار السرطان، خصوصاً عند اضطراب الساعة البيولوجية، وما إذا كان يمكن استهدافه لتطوير علاج جديد.

وقالت ساركار: "يعمل LILRB4 كمفتاح لإيقاف المناعة. وعندما استهدفناه، أصبحت بيئة الورم أقل كبحاً للمناعة، وحتى في ظروف اضطراب الإيقاع اليومي، لوحظ انخفاض انتشار السرطان".

ويشير هذا الاكتشاف إلى أن LILRB4 قد يمثل هدفاً علاجياً واعداً لعلاج سرطانات الثدي العدوانية المرتبطة باضطراب الساعة البيولوجية

خطوة نحو العلاج الشخصي

تفتح الدراسة أبواباً جديدة للعلاجات الموجهة للمرضى الذين يعيشون تحت خطر اضطراب الإيقاع اليومي المزمن بسبب أسلوب حياتهم أو مهنتهم، مثل العاملين في الورديات الليلية، مضيفي الطيران، والمسافرين المتكررين.

وقالت ساركار: "الدراسة توضح ما يمكن أن يحدث عندما تتعطل ساعتنا الداخلية بشكل متكرر، وكيف يمكن أن نبدأ في إصلاح الضرر".

وأضافت: "تؤكد الدراسة أن اضطراب الإيقاع اليومي لا يقتصر على زيادة خطر السرطان، بل يمكن أن يدفع تقدمه بنشاط".

البحث القادم: عكس تأثيرات اضطراب الإيقاع

يخطط الفريق البحثي لدراسة كيفية عكس آثار اضطرابات الساعة البيولوجية المزمنة لدى البشر، بهدف تحسين النتائج الصحية للعاملين في الورديات الليلية والأشخاص ذوي الجداول غير المنتظمة.

وقالت ساركار: "هدفنا فهم كيفية عكس تأثير اضطراب الإيقاع اليومي والمساهمة في تحسين صحة الإنسان بشكل واقعي وملموس".

وأضافت: "السرطان قد يراقب الوقت، لكن مع اكتشافات كهذه، نتعلم كيفية السيطرة على الساعة".

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة

مواضيع إضافية

عام المليارديرات: مكاسب غير مسبوقة لعشرة أسماء في 2025

قد تختفي الشوكولاتة بحلول عام 2050.. فهل يمكن لبديلٍ مقاومٍ لتغيّر المناخ أن يحلّ مكانها؟

بين تجميد الجبهات والخلاف على الأراضي.. زيلينسكي يترقّب الرد الروسي على خطة إنهاء الحرب