ترانسنيستريا غير معترف بها دولياً تريد الإنضمام إلى روسيا الإتحادية. هذه المنطقة الواقعة على الحدود الغربية لإوكرانيا أعلنت إنفصالها عن مولدوفا في العام 1991. من الناحية القانونية انها جزء منها . عدد سكانها حوالي نصف مليون شخصاً ، 200.000 منهم لديهم جوازات سفر روسية ، لا أحد فيها يُخفي رغبة الإنضمام إلى روسيا.
سيرجي، مواطن في تيراسبول، يقول: “شخصيا أفضل أن أكون مع روسيا ، أشعر بانني قريب من روسيا ، ولدت فيها وأتكلم اللغة الروسية “. “ مستقبلنا مع روسيا “، عبارة كُتبت على الحافلات في العاصمة الإنفصالية تيراسبول للترويج للإنضمام الى روسيا . هنا، معظم الناس يعبرون عن هذه الرغبة على ال رغم من عدم وجود حدود مشتركة …
السيدة لودميلا ، مقيمة في تيراسبول، تقول: “ أفضل حل هوالإنضمام إلى روسيا الإتحادية، هذا ليس رأيي الشخصي بل رأي الجميع في تيراسبول . ترانسنيستريا بأكملها تريد هذا.” وسيدة أخرى، تقول: “بالطبع ، أريد أن تنضم ترانسنيستريا إلى روسيا الإتحادية . لأن الكثير من سكانها يذهبون إلى روسيا للعمل ولتوفير لقمة العيش لعوائلهم في حين أن
مولدوفا لا تعطينا شيئا. “
ترانسنيستريا عاشت حرباً أهلية في العام 1992، قتل فيها المئات قبل أن تتدخل القوات الروسية. منذ ذلك الحين ظل حوالي 1.200 من الجنود الروس في مهمة لحفظ السلام. بيد ان هذه الحرب تسببت بالكثير من المشاكل الإقتصادية. أليكسي ،مهندس متقاعد، يقول:
“ الكثير من العمال الذين فقدوا عملهم غادروا إلى الخارج : إلى إيطاليا ، ورومانيا ، والبعض حتى إلى الولايات المتحدة، وإلى البرتغال . بيد أن أغلبهم ذهبوا إلى روسيا أو إلى أوكرانيا حيث لديهم أقارب هناك . “
حوالي خمسين ألف منهم يعملون في الخارج ويرسلون الأموال لمساعدة عوائلهم . الإقتصاد بطيء في هذه المنطقة.
أليكسي ، يضيف قائلاً:
“ إغلاق المصنع كان مأساة ، أمر مؤلم للغاية. يمكن أن نقول مأساة للتعبير عن صراع عسكري دمر اقتصاد هذا البلد ، ومعه دُمرَ هذا المصنع أيضا .”
أليكسي، خلال الحرب الأهلية، حارب ضد الإنفصاليين و سلامة أراضي مولدوفا. لا يحلم بروسيا بل بأوروبا.
أليكسي ، يقول “ أريد رؤية احفادي وهم أحرار، يتحركون بحرية، كما كان عليه الحال خلال القرون الماضية ، في هذا الفضاء الأوروبي الذي يقبلهم، آمل هذا… “ السلطات في ترانسنيستريا مصممة على الإنضمام لروسيا. رئيس مجلس السوفييت الأعلى ،أي البرلمان. ناشد روسيا والامم المتحدة للاعتراف بترانسنيستريا .
ميخائيل بورلا ، رئيس مجلس إدارة ترانسدنيستريا- البرلمان ، يقول: “ نعتقد أن إرادة الشعب هي العامل الأهم . إرادة الشعب أهم من مبدأ الحفاظ على الحدود التي تم الأعلان عنها في هلسنكي في العام 1975 . أركز على أن تنفيذ رغبتنا بالانضمام الى روسيا، يجب ان يكون سلمياً . لا نريد أي عنف “ . كيف يمكن تعريف “الهوية الترانسنيسترية “ ؟ هل هي موجودة حقاً؟ من الناحية الثقافية مثلاً، فرقة “ Viorika “ . منذ سنوات، تجوب المناطق والأرياف لجمع الأغاني والرقصات الشعبية التقليدية.
بالنسبة لقائد الفرقة، من وجهة النظر الفنية ، جذور الموسيقى الشعبية هنا لها الكثير من العوامل المشتركة مع المناطق المجاورة .
الكساندرو غالاتسان ، قائد فرقة Viorika، يقول:
“ الجوهر الرئيسي للموسيقى والألحان والتركيبة التوافقية للأغاني قريبة جدا من الأصوات المولدوفية . “
فرقة Viorika لها نشاطات في الخارج لكن جوازات سفر ترانسنيستريا غير معترف بها. لذلك معظم الناس لديهم جنسيات أخرى: كالروسية والأوكرانية و المولدوفية … مصمم الرقص بوريس يقول إن هوية الترانسنيسترية هوية مصطنعة.
بوريس روزنيرتسا ، مصمم الرقص ، فرقة Viorika ، يقول: “ كلا، لا توجد حدود . انهم شيدوا حدوداً مصطنعة ، لكننا شعب واحد ، حقا . . شعب واحد. لدينا الرقصات ذاتها هنا في ترانسنيستريا و مولدوفا ، وفي رومانيا ايضا: الرقصات نفسها .” إشكالية ترانسنيستريا موجودة حتى في الرياضة. نادي شريف تيراسبول له الكثير من الأعمال والمشاريع، بعض من لاعبيه ياملون أن يتحقق حلم الإنضمام إلى روسيا الإتحادية.
ديمتري ستازيلا ، حارس مرمى، نادي شريف، يقول: “ سنكون جيدين في الدوري الروسي إن تمكنا من المشاركة … ربما ليس في السنة الأولى ، لأن الأمر بحاجة الى بعض الوقت للتكيف مع مستوى الدوري الروسي ، لكن بمرور الوقت، نادي شريف تيراسبول يمكن أن يصبح منافساً جدياً لفرق صدارة الدوري الروسي “ . فريق يورونيوز تلقى دعوة من وزارة الخارجية . وزيرة الخارجية عبرت لنا عن الرغبة في الإنضمام إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا ، وانتقدت اتفاق
التجارة الحرة مع الإتحاد الأوربي.
نينا شاتنسكي ، وزيرة الخارجية ترانسنيستريا ، تيراسبول، تقول: “توقيع إتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومولدوفا سيؤدي، على المدى القصير، إلى هبوط الإنتاج الصناعي لدينا إلى حوالي 60 في المئة. “ على الرغم من الخطاب المعادي للغرب ، ثلاثة أرباع صادرات ترانسنيستريا تذهب غربا . الشيء المؤكد هو: إن حدث هدا الإنضمام او لا ، الإقتصاد العام في ترانسنيستريا يعاني كثيراً الآن.
أدريان لوبسور ، المدير التنفيذي- Expert-Grup، يقول:
“في الأساس، العجز في ترانسنيستريا حوالي مليار دولار . يتم تمويل هذا العجز من خلال الدعم المالي لروسيا الإتحادية. من خلال التعريف، إقتصاد مدعوم لا يعد مستداماً. “
هذا التوتر بين مولدوفا والإتحاد الأوربي، موجود حتى في المدارس القليلة التي تدرس باللغة الرومانية، انها تعاني من بعض الضغوط، على سبيل المثال، السلطات الإنفصالية حجزت رواتب معلميها لمدة ثلاثة أشهر في بداية العام.
ايون يوسيف ، مدير مدرسة ، مدرسة لوسيان بلاغا ، يقول: “ ننعرض لمضايقات لأن مولدوفا تريد التوقيع قريبا على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي … “ ضغوط وإنتهاكات لحقوق الإنسان ايضا، في تشيسيناو ، عاصمة مولدوفا . عائلة ايرومنكو Eriomenco ذهبت إلى مكتب المحامين
المتخصص بانتهاكات حقوق الإنسان لأن فيتالي ايرومنكو ، متهم بالاحتيال ، حُكم عليه بالسجن لمدة اثني عشر عاما من قبل السلطات الانفصالية ، إعترف،
بيد أن شقيقته تؤكد أنه أرغم على الإعتراف . هناك المئات من هذه الحالات في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان .
علا غيرمان ، شقيقة المعتقل، تقول: “ تعرض للتهديد بالموت: أخرجوه من مكتب الشرطة ، إلى جانب نهر دانستر ، أعطوه مجرفة لحفر قبره بنفسه ، أطلقوا الر صاص بالقرب من قدميه و فوق رأسه لتخويفه بينما كان يحفر “ . في الشرطة والقضاء والاقتصاد والتجارة … ترانسنيستريا بحاجة إلى إصلاحات عميقة ، شاملة وعاجلة، مع روسيا أو بدونها.
- مقابلة (باللغة الروسية) مع رئيس برلمان ترانسنيستريا، ميخائيل بورلا. يورونيوز إلتقته في تيراسبول، العاصمة الإقليمية لبلد إنفصالي غير معترف به دوليا . ترانسنيستريا تريد أن تصبح جزءا من روسيا.
Бонус: Михаил Бурла
*المقابلة كاملة مع وزيرة خارجية ترانسنيستريا، Nina Shtanski (باللغة الروسية). يورونيوز إلتقتها في تيراسبول، العاصمة الإقليمية لبلد اإنفصالي غير معترف به دوليا ترانسدنيستريا تريد أن تصبح جزءا من الاتحاد الروسي.
Бонус: Нина Штански
*في عاصمة مولدوفا ، يورونيوز تحدثت مع Adrian Lupusor ، المدير التنفيذي- think tank Expert-Grup .، انه يحلل المشاكل الاقتصادية في ترانسنيستريا الانفصالية غير المعترف بها دوليا (باللغة الإنجليزية).
Bonus interview: Adrian Lupusor