نشرت مجلة "باريس ماتش" الفرنسية توضيحًا قضائيًا بأمر من المحكمة، بعد أن قضت بأنّ محتواها انتهك الخصوصية الشخصية لأمير وأميرة ويلز وأطفالهما. وأقرّ الإشعار بأن الصور التي نشرتها المجلة لعطلتهم العائلية في جبال الألب تجاوزت "الاحترام الواجب للحياة الخاصة".
أعلن قصر كنسينغتون (المقر الرسمي لإقامة ولي العهد البريطاني في لندن) إن الأمير ويليام وزوجته كاثرين، أميرة ويلز، ربحا قضية تتعلق بالخصوصية ضد مجلة "باريس ماتش" الفرنسية، بعدما نشرت صورًا التقطها مصورون متخفّون لهما ولأطفالهما خلال عطلة تزلج عائلية خاصة في جبال الألب الفرنسية.
وجاءت الخطوة القانونية بعدما نشرت المجلة في نيسان/أبريل سلسلة من الصور أظهرت ويليام وكاثرين برفقة أطفالهما الثلاثة، الأمير جورج (12 عامًا)، الأميرة شارلوت (10 أعوام)، والأمير لويس (سبعة أعوام)، أثناء تزلجهم على المنحدرات واستجمامهم على شرفة شاليههم العائلي في أحد المنتجعات الفرنسية.
وتعد هذه المرة الثانية التي ينجح فيها الزوجان الملكيان في دعوى مماثلة ضد وسيلة إعلام فرنسية، بعد قضية سابقة ضد مجلة "كلوزر" عام 2012، التي نشرت صورًا عارية جزئيًا لكاثرين أثناء عطلة خاصة في جنوب فرنسا.
القضية ضد "باريس ماتش"
أُطلقت الإجراءات القانونية ضد "باريس ماتش"، في نيسان/أبريل الماضي، بعد أيام قليلة من نشر الصور. وأصدرت المجلة يوم الخميس إشعارًا قضائيًا جاء فيه أن المحتوى الذي نشرته "انتهك الاحترام الواجب للحياة الخاصة وللحقوق التي يتمتع بها أمير وأميرة ويلز وأطفالهما في صورهم".
وأوضح محامو ويليام وكاثرين أمام المحكمة الفرنسية أن الزوجين لم يسعيا إلى تعويض مالي، بل فضّلا نشر الإشعار القضائي كوسيلة رمزية لتأكيد حقهما في الخصوصية.
بيان قصر كنسينغتون
وقال قصر كنسينغتون في بيان رسمي: "لقد نجح صاحبا السمو الملكي أمير وأميرة ويلز في الإجراءات القانونية التي أُقيمت في فرنسا ضد مالك مجلة "باريس ماتش"، التي نشرت مقالًا متطفلًا وصورًا التُقطت بعدسات بعيدة لعطلتهم العائلية الخاصة في جبال الألب في نيسان/أبريل".
وأضاف البيان: "يؤكد الحكم أنه، على الرغم من واجباتهما العامة كعضوين في العائلة الملكية، فإن صاحبي السمو الملكي وأطفالهما لهم الحق في احترام حياتهم الخاصة ووقتهم العائلي، من دون أي تدخل أو تطفل غير قانوني".
وتابع: "إن الأمير وأميرة ويلز ملتزمان بحماية حياتهما العائلية الخاصة وضمان أن يتمكّن أطفالهما من النمو بعيدًا عن التدقيق المفرط والتدخل. ولن يترددا في اتخاذ أي إجراء ضروري لفرض هذه الحدود".
قضية "كلوزر" والسابقة القانونية
في عام 2017، حصل وليام وكاثرين على تعويض قدره "100 ألف يورو (92 ألف جنيه إسترليني)" بعدما نشرت مجلة "كلوزر" الفرنسية صورًا لكاثرين وهي تستحمّ بالشمس عارية الصدر على شرفة خاصة خلال عطلة في بروفنس عام 2012.
وقضت المحكمة الفرنسية حينها بأن الصور "شكّلت انتهاكًا فاضحًا للخصوصية". وتبرع الزوجان بالمبلغ للأعمال الخيرية، فيما فرض القاضي غرامة قدرها "45 ألف يورو" على كل من رئيس تحرير المجلة ومالكها — وهو الحد الأقصى المسموح به قانونًا في مثل هذه القضايا.
الملكية والخصوصية بين القانون والإعلام
القضية الأخيرة ضد "باريس ماتش" أعادت إلى الواجهة الجدل حول حدود حرية الصحافة وحق أفراد العائلة الملكية في الخصوصية، خصوصًا في فرنسا حيث تُعد قوانين حماية الحياة الخاصة أكثر صرامة من نظيراتها البريطانية.
ويرى محللون أن نجاح الأميرين في هذه القضايا يكرّس مبدأ أن كون الشخص شخصية عامة لا يُسقط عنه حقه في العيش بعيدًا عن الملاحقة الإعلامية في لحظاته الخاصة.
 
             
             
             
                    