شاهد: جهود حثيثة في عالم الأزياء من أجل صناعة صديقة للبيئة ومستدامة في المستقبل

في حلقة جديدة من برنامج (ذا إكستجينج) The Exchange تنقلكم يورونيوز إلى عالم الأزياء الذي بات صناعة ضخمة تبلغ قيمتها 3 تريليون دولار حول العالم.
وتتطرق الحلقة إلى "الموضة السريعة" أو ما يعرف بـ "الفاست فاشين" والتي لها تبعات مضرة بالبيئة والعاملين في هذا المجال خاصة ببلدان العالم الثالث.
كما نلقى الضوء على البدائل التي يحاول طرحها عدد من الفاعلين في القطاع من خلال تبنيهم لفكرة الاستدامة وإنتاج ملابس صديقة للبيئة.
"الموضة السريعة"
تبلغ قيمة صناعة الملابس 3 تريليون دولار، وزاد من ارتفاع هذا الرقم ظهور "الموضة السريعة" وهي صناعة حديثة في عالم الأزياء تهدف إلى إصدار أكبر عدد ممكن من مجموعات أزياء في السنة وبأسعار رخيصة للمستهلك بدل إصدار 4 مجموعات سنويا تتماشى مع الفصول الأربعة بأسعار أعلى بقليل.
وزاد من انتشار "الموضة السريعة" فتح الشركات المصنعة للملابس لخطوط إنتاج في دول توفر اليد العاملة الرخيصة بافريقيا وآسيا وتغيب فيها قوانين تنظم سوق العمل وتحفظ حقوق العاملين مثل أوروبا وأمريكا.
وعلى الرغم من إقبال المتسوقين على الملابس غير المكلفة والأنيقة إلا أن الموضة السريعة تعرضت لانتقادات بسبب تأثيرها البيئي والأخلاقي.
ومن بين أبرز العلامات التي توفر "الأزياء السريعة" نجد "زارا" و "إتش أند أم" و"يونيكلو" و"غاب" و"توب شوب".
500 مليار دولار "تحرق" سنويا
و يتم إلقاء وحرق ما يعادل شاحنة قمامة واحدة من الملابس كل ثانية في الولايات المتحدة وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة لن ماك أرثور، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة تعمل من أجل اقتصاد مستدام.
ووفقًا للتقرير فإن صناعة الأزياء تهدر ما قيمته 500 مليار دولار من الملابس التي لا يتم إعادة تدويرها.
"أزياء مستدامة"
إحدى شركات النسيج والأزياء التي تحاول تغيير هذا الواقع هي شركة "لينزينغ" التي تنتج أنسجة مستدامة من خلال إعادة تدوير الملابس المستخدمة كما تأخذ في الحسبان الجانب البيئي من خلال استهلاك أقل للمياه وتقليص حجم انبعاثات الكربون من مصانعها.
و حديثه ليورونيوز قال الرئيس التنفيذي لمجموعة لينزينغ ستيفن سيلف إن صناعة الأزياء تقوم بإعادة تدوير ما نسبته 1 في المائة فقط من الملابس سنويا، وهي نسبة ضئيلة جدا.
ومن أجل رفع هذه النسبة ذكر سيلف أن فرع "تنسل" التابع للمجموعة يتعاون مع علامات تجارية رائدة في مجال الأزياء مثل "غيس" و "لوفايس" من أجل الاستثمار في إعادة تدوير المنتجات غير المستخدمة من أجل الوصول إلى صناعة أكثر استدامة وأقل تلويثا للبيئة.
وكمثال عن الشركات التي تتبنى الممارسات الأخلاقية في صناعتها التقت يورونيوز بلينا صالح وهي مؤسسة أول ماركة أزياء قطرية تنتج ملابس من أقمشة مصنوعة بالكامل من القوارير البلاستيكية.
وكان أول منتج لها هو أقنعة مضادة للميكروبات طرحتها في المتاجر مع بداية الوباء ومكنت الطلبات على منتجها من قبل العائلة القطرية الحاكمة من اتساع شهرة علاتها "رسبير" لتصبح اليوم علامة موجودة بأشهر المتاجر العالمية للأزياء مثل"غلاري لافاييت".