روبوتات تلعب أدوار أطفال في مشاهد إباحية.. موقع دردشة يستغل الذكاء الاصطناعي ودعوات للمحاسبة

اعلان

كشفت مؤسسة "مراقبة الإنترنت" (Internet Watch Foundation - IWF) عن وجود موقع إلكتروني للدردشة الآلية يتيح للمستخدمين التفاعل مع روبوتات تلعب أدوار أطفال في سن ما قبل المراهقة ضمن سيناريوهات جنسية صريحة، مصحوبة بصور إباحية تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي بدقة فوتوغرافية عالية.

ويشمل المحتوى المُبلغ عنه سيناريوهات مثل "طفلة عاهرة في فندق"، و"ممارسة الجنس مع طفلك بينما زوجتك في إجازة"، و"فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات محتجزة في قبو شخص بالغ"، حيث يلعب الروبوت دور الطفل، ويُفترض بالمستخدم أن يلعب دور البالغ. 

وبحسب التحقيق الذي أجرته IWF، فإن النقر على أيقونات الدردشة في الموقع يؤدي في بعض الحالات إلى ظهور صور كاملة الشاشة تُظهر إساءة جنسية للأطفال، وتُستخدم هذه الصور كخلفية دائمة للدردشات اللاحقة، ما يُضفي طابعًا واقعيًا مُقلقًا على التفاعل.

وعثر فريق التحقيق على 17 صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، تتمتع بدرجة عالية من الواقعية، ويمكن تصنيفها قانونًا على أنها مواد إباحية تتعلق بالإساءة الجنسية للأطفال بموجب قانون حماية الأطفال البريطاني، ما يجعل مجرد حيازتها أو تداولها جريمة جنائية. 

ولا يكتفي الموقع بعرض هذا المحتوى، بل يتيح للمستخدمين إنشاء مزيد من الصور المشابهة له، ما يفتح الباب أمام توليد غير محدود لمواد إباحية جديدة، في تطور يُنذر بكارثة رقمية لا يمكن السيطرة عليها دون تدخل تشريعي عاجل.

وقد سُجّلت عشرات الآلاف من الزيارات للموقع، منها 60 ألف زيارة في يوليو الماضي وحده، ما يشير إلى انتشار واسع وطلب متزايد على هذا النوع من المحتوى المحرم.

 وأثار التقرير مخاوف عالمية بعد أن كشف أن عدد البلاغات المتعلقة بالمواد الإباحية المُولّدة بالذكاء الاصطناعي قفز بنسبة 400% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع تسارع ملحوظ في انتشار المحتوى المرئي بسبب التطورات التقنية في نماذج التوليد.

وتم الوصول إلى هذا المحتوى عبر روابط مخفية داخل إعلانات على منصات التواصل الاجتماعي، توجه المستخدمين مباشرة إلى الأقسام غير القانونية في الموقع، بينما توجد أقسام أخرى تقدم محتوى غير جنسي أو جنسي لكنه لا يخرق القانون.

وعند استجواب أحد الروبوتات التي تعرض صورًا إباحية، أكد للمحللين أنه صُمم لتقليد سلوك طفل في سن ما قبل المراهقة. وروبوتات أخرى، رغم عدم عرضها صورًا مباشرة، أشارت عند التفاعل إلى أنها "لا ترتدي ملابس" و"ليس لديها أي مكابح"، ما يعزز الطابع التحريضي للموقع.

ورغم أن المحتوى متاح للوصول إليه في المملكة المتحدة، فقد تم الإبلاغ عنه إلى "المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين" (NCMEC) في الولايات المتحدة، نظرًا لاستضافته على خوادم أمريكية، وأكد المركز أن أي بلاغ يتلقاه يُحال فورًا إلى سلطات إنفاذ القانون. وكشفت IWF أن الموقع يُعتقد أنه مملوك لشركة مقرها الصين، ما يعقّد جهود الملاحقة القانونية عبر الحدود. 

ودفعت هذه التطورات مؤسسة IWF وجمعية حماية الطفل (NSPCC) إلى توجيه نداءات عاجلة للحكومة البريطانية لفرض إجراءات إلزامية على شركات الذكاء الاصطناعي، تضمن دمج آليات حماية الأطفال في تصميم النماذج منذ البداية.

وقالت كيري سميث، الرئيسة التنفيذية لـ IWF: "الحكومة تتخذ خطوات مرحب بها، لكن التشريعات الجديدة لا يمكن أن تأتي سريعًا بما يكفي. نحتاج إلى مزيد من الإجراءات، وبسرعة أكبر".

فيما أكد كريس شروود، الرئيس التنفيذي لـ NSPCC، أن "شركات التكنولوجيا يجب أن تتحمل مسؤوليتها، والحكومة مطالبة بفرض واجب رعاية قانوني إلزامي على مطوري الذكاء الاصطناعي لحماية الأطفال". 

ويقع هذا النوع من المواقع ضمن نطاق "قانون السلامة على الإنترنت" البريطاني، الذي تخول هيئة الاتصالات (Ofcom) بموجبه فرض غرامات تصل إلى ملايين الجنيهات، أو حظر المواقع في الحالات القصوى.

وأكدت الجهاز الرقابي البريطاني المكلف بتنفيذ القانون Ofcom  أن "مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال هي من أولوياتنا القصوى، وأي منصة تفشل في توفير الحماية اللازمة ستواجه إجراءات إنفاذيه". 

وفي بيان رسمي، أكدت الحكومة البريطانية أن "القانون واضح تمامًا: إنشاء أو حيازة أو توزيع صور إباحية تتعلق بالإساءة الجنسية للأطفال – حتى لو كانت مُولّدة بالذكاء الاصطناعي – هو جريمة جنائية... ونحن ندرك أن هناك المزيد الذي يجب فعله، وسنستخدم كل الأدوات المتاحة لمحاربة هذه الجريمة البشعة".