أظهرت الاختبارات أن الشركة الصينية المصنّعة كانت قادرة على الوصول إلى أنظمة التحكم في الحافلات بهدف تحديث البرمجيات وتشخيص الأعطال.
قالت شركة نرويجية رائدة في تشغيل وسائل النقل العام إنها ستعتمد متطلبات أمنية أكثر صرامة وتعزز إجراءات مكافحة القرصنة بعد أن أظهر اختبار أُجري على حافلات كهربائية جديدة مصنوعة في الصين أن المصنع يستطيع إطفاءها عن بُعد. وأضافت شركة "روتر" المشغلة للنقل أن نتائج الاختبارات التي نُشرت الأسبوع الماضي بيّنت أن شركة "يوتونغ غروب" الصينية لصناعة الحافلات لديها وصول إلى أنظمة التحكم لإجراء تحديثات البرمجيات والتشخيص، وقالت: "نظريا، يمكن استغلال ذلك للتأثير على الحافلة". وأوضحت أن الاختبارات، حيث جرى قيادة الحافلات داخل مناجم تحت الأرض لعزلها عن الإشارات الخارجية، نُفذت على حافلات "يوتونغ" الجديدة تماما وعلى مركبات عمرها ثلاث سنوات من مصنع الحافلات الهولندي "في دي إل"، وأظهرت النتائج أن الحافلات الهولندية لا تمتلك القدرة على إجراء تحديثات برمجية عبر الهواء، بينما تملكها الحافلات المصنوعة في الصين. ولم ترد "يوتونغ" على طلبات التعليق يوم الأربعاء على الفور، فيما نقلت صحيفة "ذي غارديان"، التي تناولت القضية، عن بيان للشركة الصينية قولها إنها "تلتزم بشكل صارم" بقوانين وأنظمة الدول التي تعمل فيها مركباتها، مضيفة أن بيانات حافلاتها مخزنة في ألمانيا.
كما نقلت الصحيفة عن متحدث غير مُسمّى باسم "يوتونغ" أن البيانات مُشفّرة وتُستخدم "حصرا لأغراض الصيانة والتحسين والتطوير المرتبطة بالمركبة لتلبية احتياجات خدمة ما بعد البيع لدى العملاء". وبحسب موقع "يوتونغ"، فقد باعت الشركة خلال العقود الأخيرة عشرات الآلاف من المركبات في أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وجرى إطلاق الدراسة جزئيا بسبب مخاوف من المراقبة، في وقت تتخذ فيه دول كثيرة في أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها خطوات لحماية بيانات المستهلكين وعمليات التشغيل عن بُعد.
مخاوف أوسع من التحكم عن بُعد بالمركبات الكهربائية
وقالت "روتر" إن النتائج أظهرت أن "المُصنّع لديه وصول رقمي مباشر إلى كل حافلة على حدة لإجراء تحديثات البرمجيات والتشخيص". وتشير الشركة إلى أنها تُشغّل نصف منظومة النقل العام في النرويج وتعمل في أوسلو ومنطقة آكرشوس الشرقية. وليست المخاوف من التحكم عن بُعد بالمركبات الكهربائية جديدة؛ إذ فتح منظمون أميركيون في يناير تحقيقا بشأن "تسلا" بعد تقارير عن حوادث اصطدام مرتبطة باستخدام تقنية للشركة تتيح للسائقين أن يأمروا مركباتهم عن بُعد بالعودة إليهم أو التحرك إلى موقع آخر عبر تطبيق على الهاتف. وتُشغَّل حافلات "يوتونغ" بواسطة سائقين؛ فهي ليست مركبات ذاتية القيادة مثل بعض سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة في أماكن مثل كاليفورنيا والصين.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"روتر" بيرنت رايتان ينسن في بيان: "بعد هذا الاختبار، ننتقل من مرحلة القلق إلى المعرفة الملموسة بكيفية تطبيق أنظمة أمنية تحمينا من الأنشطة غير المرغوبة أو اختراق أنظمة بيانات الحافلات".
جميع أنواع المركبات من هذا النوع معرضة للخطر
قواعد أمنية أكثر صرامة
وفي الدنمارك المجاورة، قالت شركة النقل "موفيا" إنها تُراجع تقييمات المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني والتجسس على الحافلات العاملة على الخطوط المنتظمة، والإجراءات المحتملة لمنع القرصنة وسوء استخدام البيانات ومخاطر تعطيل الحافلة. وأوضحت "موفيا" أن السلطات الدنماركية لم تُبلّغ بأي حالات تعطيل لحافلات، لكنها تبحث عن سُبل لإزالة مواطن الضعف. وأضافت أن النتائج الجديدة عُرضت في مؤتمر "إنفورم نوردن" المروري من قبل مستشارين من جامعة جنوب شرق النرويج، وأظهرت أن أيا من القراصنة أو المورد لا يمكنه السيطرة على الحافلة. وقالت "موفيا" في رسالة إلكترونية: "من المهم أيضا التأكيد أن المستشارين النرويجيين أفادوا بأن الأمر ليس مشكلة تخص الحافلات الصينية، بل مشكلة تمس جميع أنواع المركبات والأجهزة التي تتضمن هذه الأنواع من الإلكترونيات المدمجة". وقالت "روتر"، التي تضم في أسطولها أكثر من 100 حافلة من "يوتونغ"، إن كاميرات الحافلات غير متصلة بالإنترنت، لذلك "لا توجد مخاطر لنقل الصور أو الفيديوهات من الحافلات"، وأكدت أن الحافلات لا يمكن تشغيلها عن بُعد.