أشادت شركة الطيران "Jet2" بالنجاح غير المسبوق لحملتها التسويقية الشهيرة، التي أحدثت ضجة واسعة على الإنترنت واجتاحت منصات التواصل الاجتماعي حول العالم.
أعلنت شركة "Jet2" عن خطط توسعها بعد أن رحّبت بعدد قياسي من الركاب، رغم ارتفاع تكاليف العطلات. وكشفت شركة السفر عن نتائجها المرحلية للأشهر الستة الأولى من عام 2025، مسلّطة الضوء على حملتها الفيروسية التي سرعان ما أصبحت من أبرز العبارات المتداولة هذا العام. وقد وصل الشعار الجاذب "Nothing Beats a Jet2 holiday" إلى أكثر من 80 مليار مشاهدة عالمية عبر 11.8 مليون منشور على منصات التواصل الاجتماعي، كما أعاد إلى الواجهة أغنية جيس غلين لعام 2015 "Hold My Hand". لكن هل تكون الفيروسية دائماً أمراً إيجابياً، وهل يمكن لإعلان Jet2 أن ينسب الفضل إلى مبيعات مرتفعة بهذا الشكل؟
"Nothing beats a Jet2 holiday"
هذه الحملة "المعروفة فوراً" تحولت سريعاً إلى مادة للسخرية من نفسها، إذ بدأ مسافرون يركّبون الأغنية والشعار على مقاطع تُظهر كوارث العطلات لديهم. فعلى سبيل المثال، يُظهر أحد المقاطع الذي حصد 29.000 إعجاباً امرأة تكافح لتثبيت خيمتها وسط رياح قوية خلال عطلة تخييم في كورنوال بإنجلترا. بينما يُظهر مقطع فيروسي آخر حاز أكثر من 42 مليون إعجاب رجلاً يفتح ستائر غرفة فندقه على نحو درامي ليكشف عن نافذة صغيرة بلا إطلالة. وتقول كاثرين واريلاو، خبيرة استراتيجية العلامات السياحية في شركة The Plot، لـ Euronews Travel إن هذا الاتجاه ساعد Jet2 على التواصل مع مسافري جيل "زد" أكثر من أي شركة طيران أخرى. وتصف الخبيرة الإعلان بأنه "ذهب تسويقي"، مشيرة إلى أن ذروة انتشاره تزامنت مع "هجرة" المسافرين الأصغر سناً لشركات الطيران منخفضة التكلفة مثل "رايان إير" بسبب تشدد غرامات الأمتعة. وجاء في التقرير المالي لـ Jet2: "لقد أدت هذه الأنشطة غير المسبوقة إلى توسيع نطاق وصولنا التسويقي وزيادة الوعي بعلامتنا بين الشرائح الأصغر سناً"، من دون الجزم إن كان الإعلان قد عزز المبيعات أم لا.
"أزمة علاقات عامة محتملة"
تحذّر واريلاو من أن على علامات مثل Jet2 أن تكون مستعدة لتقبّل "الجوانب السلبية كما الإيجابية"، إذ كثيراً ما تنحرف الصور الساخرة الفيروسية عن قصدها الأصلي. في يوليو، نشر البيت الأبيض مقطعاً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) يُظهر أشخاصاً مكبّلي الأيدي تُرافقهم هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) إلى متن طائرة. وقد تضمّن الفيديو المثير للجدل التعليق الصوتي المرح الذي يقول "Nothing Beats a Jet2 holiday"، ما أثار انتقادات من مؤدية الصوت الأصلية للإعلان زوي ليستر وكذلك من غلين. ونددت ليستر بما وصفته "سياسات مقيتة" في الولايات المتحدة، فيما كتبت غلين على وسائل التواصل الاجتماعي أن موسيقاها تدور حول "الحب، والوحدة، ونشر الإيجابية، وليس أبداً عن الانقسام أو الكراهية". وتضيف واريلاو: "في الحالات التي قرن فيها الناس التعليق الصوتي "nothing beats" بعطلات من الجحيم أو إخفاقات مدوية، كان أمام Jet2 خياران: تجاهله أو الاستمتاع به، ونموّها اللافت يتحدث عن نفسه؛ الإيجابي طغى على أزمة العلاقات العامة المحتملة".
Jet2 تسجّل أعداداً قياسية من الركاب
في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 رحّبت Jet2 بـ 14.09 مليون مسافر، بزيادة قدرها 750.000 مقارنة بالعام السابق. كما ارتفع إيراد المجموعة بنسبة خمسة في المائة ليصل إلى 5.342,2 مليون جنيه إسترليني (نحو 6.058,72 مليون يورو)، فيما باتت سعة المقاعد المعروضة أعلى بنسبة 7.7 في المائة مقارنة بشتاء 2024/25، وقد جرى حجز نحو 5.5 مليون مقعد بالفعل. ومهّدت هذه النتائج الطريق لافتتاح قاعدة جديدة لـ Jet2 في مطار لندن غاتويك خلال صيف 2026، بعدما حصلت الشركة على خانات لتشغيل ست طائرات أعقبت إعلان المركز إتاحة سعة إضافية، وهي خطوة قد تتيح الوصول إلى 15 مليون عميل محتمل إضافي.
وأشاد ستيف هيبي، الرئيس التنفيذي لـ Jet2 plc، بالتقرير معتبراً أنه يُظهر كيف يمكن لـ "نموذج التشغيل المرن" لدى الشركة التأقلم مع تغير سلوك المستهلكين. وأضاف: "قد يحجز العملاء في وقت متأخر [من العام]، لكن من الواضح أنهم ما زالوا يريدون عطلاتهم المستحقة تحت الشمس مع علامة يثقون بها". وتابع: "نعتقد أن العطلة السنوية إلى الخارج تظل أولوية عزيزة لدى الكثيرين، وغالباً ما تتقدم على الإنفاق التقديري حتى في أوقات اقتصادية غير مؤكدة".
ما الذي يقف وراء طفرة Jet2؟
ورغم صعوبة قياس أثر إعلان Jet2 على المبيعات الفعلية، فقد أطلقت الشركة قواعد تشغيل جديدة في مطاري بورنموث ولندن لوتون، وهي تمثّل أربعة في المائة من نموها. كما دعمت أسعار العلامة المنخفضة سجل المبيعات القياسي، إذ ارتفع متوسط كلفة عطلة Jet2 بنسبة ثلاثة في المائة فقط رغم التضخم، كما انخفض عائد تذاكر الرحلات فقط لكل قطاع راكب بنسبة سبعة في المائة بفضل مبادرات التسعير الترويجية. ونما برنامج العضوية myJet2 بنسبة 62 في المائة خلال العام الماضي، ليتجاوز الآن 8.4 مليون مشترك، ما يتيح مزايا مثل خصومات حصرية على الرحلات والعطلات الشاملة. وقد تواصلت Euronews Travel مع Jet2 للحصول على مزيد من التعليقات.