اللاجئون السوريون ضيوف في الأردن

اللاجئون السوريون ضيوف في الأردن
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

“جاءوا مع الدبابات بالقرب من المنزل وبدأوا بالقصف. هربت مع أمي. وأبي بدا يبحث عنا”.

“بدأوا بتكوين عصابات جاءت مع سيارات اسعاف كاذبة. بدلا من انقاذ الجرحى، أطلقوا النار علينا. وحين وصلت اللجنة إلى حمص، توقفوا عن القصف، ولكن لم نتمكن من الخروج الى الشارع بسبب القناصة.

“الشبيحة يعتقلون الرجال. يهددون النساء والأطفال: غادروا والإ سنذبحكم”.

انها شهادات من على الحدود الأردنية السورية حيث تقع درعا، المدينة التي انتفضت ضد بشار الأسد، على مسافة خمسة كيلومترات فقط.

يومياً، ما بين 100 الى 400 سوري يدخلون الأردن بصورة غير شرعية.

الدكتور عمران متخصص في القانون الدولي، من جامعة اربد في الأردن:
“المعلومات الواردة الى هذا الجانب (الأردني) ليست دقيقة. لم نلحظ وجود لاجئين في منطقة محددة، لأن كل جانب يعطي أرقامه. والسبب يعود الى العلاقات بين الشعبين. هناك تداخل اجتماعي واقتصادي بين الشعبين االسوري والاردني.”

سايبر سيتي والبشابشة بالقرب من المنطقة الحدودية ( الرمثا)، مركزان أطلق عليهما تسمية “مراكز عبور” حيث تتواجد المنظمات الدولية غير الحكومية لتوفير الضروريات الأساسية لفترة تتراوح ما بين اسبوع واحد إلى اربعة أسابيع.
الأردنيون لهم دور مهم في استقبال اللاجئين.

جنس هيسمتان، منسق مفوضية الأمم المتحدة ، الأردن:
“الخيار الأول للمهاجرين هو كرم الشعب الاردني. السوريون يعيشون مع مالك البيت او يلجأون الى تاجير المنازل او الشقق الفارغة. الأمر كان على هذا الحال منذ بداية الأزمة. الخيار الثاني، إن لم يتمكنوا من العيش معا، يوجد هذا المبنى الذي اصبح مركزا للعبور”.

المنظمات و الحكومية الأردنية يتجنبون إنشاء مخيمات تقليدية.
لأسباب انسانية وسياسية. لذلك يتعذر الحصول على ارقام صحيحة عن عدد اللاجئين، و الأرقام الرسمية يجب التعامل معها بشئ من الحذر.

دومينيك هايد، ممثلة اليونيسف، الأردن:
“في البلدان الأخرى، انها مخيمات تقليدية للاجئين حيث يبقى الناس في المخيمات، اما في الأردن فقد تم التعامل بهذا النظام الذي نجح بشكل جيد بالنسبة للعراقيين لأنهم انسجموا بسرعة مع المجتمعات. في تركيا، اللغة مختلفة، لكن في الأردن هناك نفس الأسر والقبائل.هناك الكثير من الإنسجام .”

عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود الاردنية ارتفع بشكل كبير خلال الاسابيع الاخيرة. المنظمات المحلية العاملة هنا اكدت على ان ثلاثين الف منهم بحاجة إلى المساعدة والرعاية. من بينهم الكثير من الأطفال.

دومينيك هايد:
“ حال صولهم نساعد الأطفال على إيجاد وضع طبيعي. لدينا مركز ينسون فيه ما شهدوا. انهم تركوا كل شيء بسرعة: العائلة والأصدقاء ، انهم هنا في محيط غير مألوف بالنسبة لهم…. هناك مركز يتعلمون فيه ويلعبون. الآباء يحصلون على شئ من الهدوء للتعايش مع الوضع والتخطيط لما سيحدث لاحقاً. “

هذه السيدة السورية وصلت منذ تسعة أشهر مع زوجها وأطفالها الستة. تقول انها غادرت البلاد لتجنب اولادها رعب الحرب. فاطمة استأجرت مؤقتا شقة لطيفة في عمان بمبلغ 150 دينار اردني شهريا ، أرخص بكثير من سعر السوق، وهذا بفضل كرم وسخاء سيدة اردنية تعيش في المملكة العربية السعودية.

لتتمكن من العيش، انها تحضر وتبيع الوجبات الغذائية الجاهزة لجيرانها بينما يقوم زوجها ببعض الأعمال الصغيرة . تقول: “زوجيي يقوم باي وظيفة: يعمل كنجار، في بعض الأحيان، ، العمل متوفر ، وفي بعض الأحيان غير متوفر.”

أغلب السوريين الذين يعبرون الحدود لا يمتلكون اقامة قانونية، انهم يعدون ضيوفاً.
فالعلاقات الاجتماعية التي تساعد المنظمات، تمكن الحكومة الاردنية ايضاً من الحفاظ على هذا الوضع الغامض “الضيف”.

عريب الرنتاوي ، مدير مؤسسة مركز القدس للدراسات السياسية:
“ الأردن يقع في قلب أزمات كثيرة في الشرق الأوسط: العراق وسوريا وفلسطين، ولا نريد أن نكون مجرد وعاء جديد من اللاجئين …”

تبرير العبئ الاقتصادي يخفي مشكلة سياسية هي تجنب وصول لاجئين فلسطينيين آخرين من سوريا.
الأمر لا يتعلق بموضوع الجنسية فقط بل بنقطة اخرى تثير قلق السلطات الأردنية وهي قضية الحوار بين الأديان.

“انها نتائج الربيع العربي، بروز الإخوان المسلمين في العالم العربي. انهم مدعمون من قبل تركيا و قطر والسعودية . وعلى وجه الخصوص، السعودية تفضل الوقوف مع السلفيين . لقد شهدنا قدوم عدد من الجهاديين الى سوريا . بالنسبة لهم سوريا اصبحت مكاناً للجهاد في الظرف الراهن . “

سوريا تواجه خطر حدوث ما حدث للعراق.
الشعب السوري، او على الأقل جزء منه، يبدو انه يدركون هذا.

احد المواطنيين السوريين من الذين تركوا سوريا يقول:
“هناك 23 مليون شخص في سوريا وهذا يعني 23 مليون من السنة والشيعة والعلويين والاكراد والمسيحيين والدروز. بشار الأسد هو الذيي حرض على التفرقة. هو واعوانه … أنا سني وشيعي ودرزي وكردي ومسيحي، أنا من أي دين في العالم يحترم الانسان. “

هذا السوري كالأغلبية العظمى من الشعب السوري. انهم لا يريدون رؤية دولة اسلامية متشددة . سوريا، مجتمع متعدد التقاليد ومن الصعب القضاء على هذا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها