إسبانيا: قضايا فساد أم حاجة لتعديل العقد الاجتماعي

إسبانيا: قضايا فساد أم حاجة لتعديل العقد الاجتماعي
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ربع الاسبان تقريباً باتوا من دون وظيفة. حالة مؤلمة بالنسبة لملايين الناس الذين شهدوا انفجار فضيحة فساد طالت بشظاياها رئيس الحكومة، ماريانو راخوي. في النشرة الاضافية نقوم بتحليل الازمة السياسية في اسبانيا، بداية نطلع على الاحداث ثم نقرأ الخبر مع المحلل السياسي.

بعد عام على توليه السلطة، يواجه الاسباني ماريانو راخوي أزمة ثقة لم يسبق لها مثيل. الرجل وقع في فضيحة فساد، تحولت إلى أزمة سياسية. يوم السبت خرج عن صمته للدفاع عن صورته كرجل نزيه وشفاف. رفض راخوي الإجابة على أسئلة الصحفيين الذين اكتفوا بنقل كلمته؛ ومن جملة ما قاله رئيس الوزراء الاسباني:
“لا أحتاج إلى أكثر من كلمتين: انها كاذبة لم يسبق لي أن حصلت على مال ملوث، في هذا الحزب أو في أي مكان آخر أبدا. سأقولها مرة أخرى : انها وثائق كاذبة.”

اسم التسريبات “فضيحة بارسيناس“، وخرجت في منتصف يناير. حيث أكدت صحيفة الموندو أن أمين الصندوق السابق للحزب الشعبي لويس بارسيناس كان يوزع على مدى عقدين مغلفات تحتوي على أموال بين 5000 و 15000 يورو لقادة الحزب من الشركات الخاصة. وفقا لصحيفة الموندو، ماريانو راخوي لم يحصل على هكذا مغلفات. لكن يوم الخميس نشرت صحيفة الباييس المزيد من وثائق الحسابات. وفقا لها، تلقى ماريانو راخوي مبالغ بين عامي 1997 و 2008 بمعدل 25200 يورو في السنة.

المعارضة الاسبانية تحركت يوم الاحد، وطالب زعيم الحزب الاشتراكي رحيل رئيس الوزراء لحسم الوضع الخطير على حد قوله. ألفريدو بيريز روبالكابا، زعيم المعارضة الاشتراكية:
“نطلب من راخوي ترك رئاسة الحكومة وفسح المجال لرئيس آخر يمكنه استعادة القوة والصداقية والاستقرار التي يحتاجها بلدنا”.
بالنسبة للكثير من الأسبان هذه القضية هي القشة التي قسمت ظهر الصبر في بلد اختنق سكانه بسياسة التقشف والبطالة التي تخطت ربع سكانه. اسبانيا تعيش مرحلة لا تحسد عليها فقضايا الفساد تطغى على الراي العام، فزوج ابنة الملك يشتبه في اختلاسه لعدة ملايين يورو من المال العام، وفي الــ 23 من الجاري سيشهد للمرة الثانية أمام القضاء الإسباني.

ينضم الينا، فرناندو بادجيسبين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مدريد والرئيس السابق لمركز التحقيقات السوسيولوجية وأنت تعمل أيضاً مع صحيفة الباييس. زعيم المعارضة، الاشتراكي الفريدو بيريز روبالكابا، طالب رئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاستقالة. هل تتفقون مع هذا التحليل؟ أو، هو أن الأغلبية المطلقة لحزب الشعب لم تعد كافية لإنقاذ راخوي؟

فرناندو بادجيسبين، محلل السياسي من جامعة مدريد
“أعتقد أن الغالبية المطلقة لحزب الشعب لا تكفي لانقاذ الموقف الذي يحتله ماريانو راخوي. ولكن من ناحية أخرى، أعتقد أن هذا الطلب بالاستقالة أتى متسرعاً. يجب ان نضمن له قرينة البراءة. راخوي نفى بشكل قاطع جميع التهم، وعلينا أن نرى كيف أن راخوي برأ ساحة حزبه، لأن هكذا ادعاء قد يؤدي إلى أن يغرق هو أيضاً في هذه التهم. فاليوم، بات من الواضح أن أشياءً كثيرة كشفت عنها الصحافة ثبتت صحتها، وهذا يعقد الوضع بالنسبة لراخوي.

بياتريس بيراس، يورونيوز
فضيحة صحيفة الباييس، في الكشف عن رشاوى تلقاها أعضاء في حزب الشعب، أتت في خضم الأزمة الاقتصادية، مع الملايين من العاطلين عن العمل في إسبانيا، وأيضا مع اتهام زوج ابنة الملك، ايناكي اوردانغارين بالاختلاس. هل تواجه إسبانيا أزمة دستورية قد تؤثر على العرش؟

فرناندو بادجيسبين، محلل السياسي من جامعة مدريد
ليس هناك شك: إسبانيا تواجه أزمة خطيرة ويزيد من تسارع هذه الأزمة هي العناصر التي ذكرتها. يجب أن نفهم أن البطالة في إسبانيا تزداد من دون توقف ومنذ سنوات قليلة، كما أن الوضع الاجتماعي في بعض المناطق بات لا يطاق. ومن جهة أخرى تراجعت الثقة في المؤسسات بشكل حاد، بما فيها الأحزاب . وقضايا الفساد هذه أتت في مناخ من السخط هو مناخ أسوأ بكثير من الفضائح نفسها.
وقد ذكرت قضية اوردانغارين وهي هامة. وأعتقد أن في إسبانيا سيكون مرحلة ما قبل ومرحلة ما بعد قضية اوردانغارين. لأن الواقع بات يدل على أنه لم يعد هناك من مكان للتسامح مع هذا النوع من السلوك. نستطيع أن نقول أن الوعي الأخلاقي فيما يتعلق بمشاكل الأخلاقيات السياسية بات عندنا كما في الدول الاسكندنافية. وحزب الشعب بات في مشكلة كبيرة، فالناس لن يتركوا مرة أخرى هذا النوع من الحالات لأن يصدر فيه قرار من المحكمة. الناس يبحثون عن التفسيرات الفورية.

بياتريس بيراس، يورونيوز
في الختام، هل يمكن القول بأن مرحلة تاريخية انتهت؟ وهي مرحلة بدأت بمرحلة انتقالية بعد دكتاتورية فرانكو.

فرناندو بادجيسبين، محلل السياسي من جامعة مدريد
بالتأكيد نحن بتنا في نهاية هذه المرحلة. على الديمقراطية الإسبانية أن تجدد نفسها، إلى حد كبير. فهناك عدد من التحديات، كحركة الاستقلال في كاتالونيا، التي تدعو لإعادة النظر في دستورنا. إن عقدنا الدستوري دام أكثر بقليل من ثلاثين عاماً، وأعتقد أن الوقت قد حان للتوصل الى توافق في الآراء بشأن اتفاق دستوري جديد، لبناء قواعد جديدة، وأسس خطوة جديدة من أجل الديمقراطية الإسبانية التي ما زالت في ريعان الشباب.

شكرا جزيلا على هذا التحليل حول الأزمة السياسية في اسبانيا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

استقالة رئيس فيتنام بعد عام واحد من توليه المنصب

قاض نمساوي يدين مستشار النمسا السابق كورتس في قضية الإدلاء بتصريحات كاذبة ضمن تحقيق برلماني

نهاية رجل شجاع: أليكسي نافالني.. عدو بوتين اللدود الذي تحداه حتى الممات