المحارب السابق في قوات التمرد الكولومبية وعمدة العاصمة بوغوتا ما زال يعاني من مشاكل مع السلطة المركزية في بلاده. إنه يحلم بكولومبيا تسودها الديمقراطية وخالية من العنف والفساد.
يورونيوز
رئيس بلدية بوغوتا هل يمكن أن تشرحوا لنا بوضوح ما هي التهم الموجهة إليكم؟ ماذا حدث؟
يورونيوز
وبماذا يتهمونكم؟
غوستافو بيترو، رئيس بلدية بوغوتا
بناء على طلب من المجلس الدستوري إتخذت قرارا سياسيا وإداريا لتغيير نظام النظافة في المدينة والذي كان يخضع للخواص، جعلناه مشتركا وأنشانا مؤسسات عمومية تتنافس مع المؤسسات الأخرى، وإستنادا لطلب المحكمة الدستورية أدمجنا حوالي أربعة عشر ألف رجل وإمرأة الأكثر فقراً في قطاع إعادة تدوير النفايات. هؤلاء الأشخاص ينهضون فجراً للتفتيش في صناديق القمامة عن مواد قابلة للتدوير وبيعها في الأسواق. كانوا يعملون في إعادة تدوير النفايات في بوغوتا المحكمة الدستورية أمرت بوضعهم في إطار نظام النظافة بالمدينة وتلقيهم أجورا تليق بهم.
وبإدماجهم وحصولهم على أجور تراجعت أرباح المؤسسات الخاصة وردة فعلها كانت تخريب مجال جمع النفايات. لقد تركوا النفايات في الشوارع لمدة ثلاثة أيام وبعد ذلك قاموا برفع دعاوى ضدّ عمدة البلدية كمحاولة لإستعادة إمتيازاتهم. إحدى هذه الدعاوى وجهت إلى النيابة التي إستغلتها لإقالة رئيس بلدية بوغوتا المنتخب.
يورونيوز
ولماذا في رأيكم غيرت المحكمة العليا في بوغوتا قرارها بعد أن قدمتم طلبا بالإستئناف؟
غوستافو بيترو، رئيس بلدية بوغوتا
لم تغير قرارها. لجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان قررت حمايتي مع التدابير الوقائية. أي لجنة البلدان الأميركية قررت بالإجماع بوجوب عودتي لولايتي كرئيس بلدية إلى غاية نهايتها ولكن رئيس الجمهورية قرر تجاهل الأمر وهذا ما ما حصل للمرة الأولى في تاريخ كولومبيا وتسبب هذا بتعليق مهامي كعمدة لمدة شهر. ما قامت به المحكمة العليا في بوغوتا وعقب طلب الحماية أو الوصاية هو القول للرئيس أنّ التدابير الوقائية إجبارية وبناء على قرار العدالة ويتوجب عليه إدماجي في منصبي كرئيس للبلدية. ولهذا السبب فأنا وأنت هنا في مكتب عمدة بوغوتا.
يورونيوز
أعمال العنف مست أجزاء كثيرة من كولومبيا وتسببت في نزوح الكثيرين. النازحون يقصدون المدن وينتهي بهم الأمر في أحياء الصفيح العشوائية المهمشة كالمتواجدين في بوغوتا للأسف. في هذه الأحياء هناك أيضا تجار المخدرات وقوات شبه عسكرية. كيف يمكن الخروج من هذه الحلقة المفرغة؟
غوستافو بيترو، رئيس بلدية بوغوتا
أود القول إنّ تحقيق السلام يمرّ بتغيير النموذج السياسي من خلال إدماج السكان في جميع أنحاء البلاد، من أجل ديمقراطية كولومبيا. لكن إذا فشلنا في حل قضايا العنف سنفشل في حل المشكلة الثانية، وهي الاتجار بالمخدرات. المافيا تلجأ إلى العنف من أجل السيطرة على دولة كولومبيا، وأراضيها. وهو ما يجعل المشكلة صعبة الحل. تجارة المخدرات في كولومبيا هي ترويج للمخدرات بالتواطؤ مع السلطات والدولة.
يورونيوز
كيف يمكنكم تقييم الحرب ضد الإتجار بالمخدرات في هذا البلد ؟ هل تشريع المخدرات يعد خيارا سياسيا مجديا؟
غوستافو بيترو، رئيس بلدية بوغوتا
التقنين الداخلي لإستهلاك المخدرات يسمح لنا بإنقاذ المستهلكين، عموما شاب مع القليل من الموارد ويسقط في أيدي مافيا الشوارع بإمكان الدولة مساعدته. وهو ما بدأنا القيام به في بوغوتا. ولأجل هذا أيضا تمّت معاقبتي في إطار سياسة الصحة العمومية للمدمنين. الأمر لا يتعلق بعمدة أو برئيس جمهورية وإنما يعتمد على نقاش عالمي كبير وهذا ما يحدث الآن ولكن بخطوات بطيئة جدا بالرغم من إدراك المزيد من الناس بما يسمى “ بالحرب على المخدرات”. الشيء الوحيد الذي حققه كل هذا هو تقوية العصابات وتنمية قدرتهم على استمالة الدولة أكثر ومضاعفة مستوى الأمراض الاجتماعية والتمييز ضد الشباب في العديد من الدول التي تعتبر نفسها ديمقراطية.
يورونيوز
حاليا، لديكم خيار آخر، ما هي مشاريعكم؟
غوستافو بيترو، رئيس بلدية بوغوتا
ما زلنا في حالة عدم إستقرار. ما زلت تحت سيطرة سيوف أعداء الديمقراطية لأنني ولحد الآن تحت حماية الأركان الأساسية للعدالة، لكن عند الصعود إلى مؤسسات أعلى فقوة المدعي هي التي ستحدد الأمور، إنه يؤثر على بقية القضاة لأنه يوظف أطفالهم وأشقاءهم، ويبني معهم علاقات أساسها الفساد. هكذا نجح المدعي في تحييد أجهزة الضمان القانونية الموجودة بتشريعاتنا الوطنية. ولهذا السبب تظهر أهمية التدابير الوقائية التي وضعتها لجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان. لقد جعلت موقف الرئيس خوان مانويل سانتوس، رئيس كولومبيا معقدا عندما رفضت في السابق قبول كل شيء من خلال وضع بعض الإستثناءات. هذا خلق جوا من عدم الإستقرار في مدينة بوغوتا. لهذا السبب يبدو التضامن الديمقراطي الدولي في غاية الأهمية.