اللاجئون السوريون وأثرهم في السياسة التركية

بلدة الريحانية على الحدود التركية مع سوريا، من الأكثر تضرراً بالحرب الأهلية. إذ تضاعف عدد سكانها منذ بداية الثورة السورية.
أكثر من مليونين من اللاجئين السوريين وصلوا إلى تركيا خلال الأعوام الأربع الماضية. يعاني معظمهم من وضع مادي سيئ يجبرهم على قبول الأعمال الشاقة والأجور المنخفضة. وهم بذلك ينافسون الأتراك في عملهم.
يقول بعض المواطنين الأتراك من الريحانية:
-“على سبيل المثال، الأتراك يعملون في بناء جدار أو في العمار مقابل خمسين ليرة.
لكن السوريين يقومون بنفس الأعمال بسعر أقل.
هذا يؤثر سلباً على سكان الريحانية”
-“تجارة الحدود توقفت من كلا الجانبين. ستون إلى سبعين بالمائة من السكان كانوا يعملون بهذه التجارة.
ولكنها توقفت الآن.”
-“الحكومة تساعد السوريين منذ قدومهم.
ولكنها لا تساعدنا نحن كمواطنين أتراك.”
مدينة غازي عنتاب تستضيف أيضاً عدداً كبيراً من السوريين. والسكان يتململون كغيرهم في بقية المناطق. ولم يأت إليها العمال فقط، بل فيها عدد كبير من رجال الأعمال السوريين الذين أتوا مع أموالهم ومشاريعهم. وهم بذلك يدخلون في منافسة مباشرة مع التجارة والصناعة المحلية.
يقول البروفسور والمحلل السياسي طلحة كوس :
“قد يسبب هذا التدفق البشري الملحوظ توتراً كبيراً. وحتى الأحزاب المعارضة لم تستخدم هذا الواقع كأداة سياسية. هذا يستحق الاهتمام.
حزب الشعب الجمهوري ذكر هذه القضية في برنامجه الانتخابي. خلال الأربع سنوات الماضية لم يستخدمها ضد الحكومة.
هذا الأمر قد يغير المعطيات الآن. هناك تجاوب هنا. ولكن لا أعتقد أن هذا سيغير الحياة السياسية التركية بشكل جذري.
لا أعتقد أن قضية اللاجئين بلغت مستوى التحرك السياسي مثل الجماعات اليمينية المناهضة للمهاجرين في أوروبا.”
التقليل من أهمية المسألة قد يأتي من أمل الجميع بأن تحل القضية السورية في القريب العاجل.
ولكن استمرار الحرب في سوريا، وطول بقاء اللاجئين في تركيا، سوف يؤثر بشكل متزايد في السياسة التركية.