في الوقت الذي تتعامل فيه وسائل الاعلام الدولية مع أزمة اللاجئين بالكثير من الحذر لعدم الوقوع في فخ الانحياز مع احترام البعد الانساني، تحاول نظيرتها
في الوقت الذي تتعامل فيه وسائل الاعلام الدولية مع أزمة اللاجئين بالكثير من الحذر لعدم الوقوع في فخ الانحياز مع احترام البعد الانساني، تحاول نظيرتها المجرية تناول هذا الملف بمهنية بالنسبة للبعض وفي اطار المواقف الشخصية والحسابات السياسية بالنسبة للبعض الآخر.
هذه الأزمة العالمية التي تضع المجر منذ أسابيع تحت الأضواء الكاشفة، أصبحت المادة الدسمة لنشرات الاخبار والصفحات الأولى للصحف، على حساب فضائح الفساد والمشاكل السياسية في البلاد.
وعلى سبيل المثال وكالة الانباء المجرية نشرت أكثر من ألفين برقية حول اللاجئين منذ نهاية آغسطس/ آب الماضي، فيما اصدرت ادارة التفلزيون الوطني المجري تعليمة، تمنع من بث صور الأطفال اللاجئين.
جيرلي دوداس رئيس تحرير موقع أندكس الاخباري المجري:
“زيارة الموقع ارتفعت الى أكثر من مليون شخص يوميا عبر مختلف الوسائل، حسب الاحصائيات الأخيرة، وبطبيعة الحال الوضع الذي يعيشه المجر في الأونة الأخيرة في ظل أزمة اللاجئين ساهم بشكل مباشر في ارتفاع نسبة المقروئية وتحقيق هذه الأرقام.”
لكن، التغطيات الاعلامية لأزمة اللاجئين في المجر تعدت كل الحدود، وارتبطت لدى البعض بالاعتبارات الشخصة لتصل بذلك إلى الاعتداء البدني كذلك الذي صوره هذا الشريط لبيترا لاسلو التي كانت تعمل في قناة “إن إي تي في” المجرية وهي تمد ساقها لعرقلة اللاجئ السوري أسامة عبدول ليسقط وطفله بين ذراعيه.
بالنسبة للبعض الآخر أزمة اللاجئين، كانت فرصة للإمتنان للمجر الذي يوفر خدمات الاستقبال، تماما كما فعلت الصحفية المجرية ذات الأصول السورية حسناء الغاوي التي نشرت على موقعها الخاص في فايسبوك رسالة شكر للسلطات المجرية.
اتيلا كورت مراسل يورونيوز من بودابست:
“نادرا ما اهتمت وسائل الإعلام الدولية قبل أزمة اللاجئين بالمجر، يقول مراسل يورونيوز، الاعلام المحلي هو الآخر جعل من أزمة اللاجئين العمود الفقري لنشراته، والاختلاف الوحيد بينهما يكمن في كيفية التعامل مع هذه القضية، الاعلام الدولي يركز على الجانب المأساوي للقضية فيما تخضع التغطية المحلية لتوجهات سياسية داخلية.”