في رسالته التقليدية بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة دعا العاهل الاسباني الملك فيليبي السادس الاسبانيين إلى الاتحاد والتضامن في تلميح ضمني إلى القوى
في رسالته التقليدية بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة دعا العاهل الاسباني الملك فيليبي السادس الاسبانيين إلى الاتحاد والتضامن في تلميح ضمني إلى القوى الساعية إلى استقلال إقليم كاتالونيا. فيليبي السادس شدد على ضرورة تعزيز “التلاحم الوطني” واحترام الدستور:” لا يمكننا أن ننسى أن كسر القانون أو فرض أفكار أو مشروع معين على جميع الاسبانيين، قد أدى في تاريخ أمتنا إلى الانحطاط والفقر والعزلة، إنه خطأ لا يمكن تكراره”. وكان دعاة الاستقلال في كاتالونيا الذين يملكون الأغلبية في البرلمان الإقليمي تبنوا في تشرين الثاني-نوفمبر قرارا يفترض أن يتوج في غضون ثمانية عشر شهرا بالاستقلال ويعلن عدم الخضوع لمدريد.
وحول تشكيل الحكومة المقبلة على ضوء نتائج التشريعيات الأخيرة اعتبر العاهل الاسباني أنّ التعددية السياسية تجلب حساسيات ورؤى وآفاق مختلفة، وتتطلب أسلوبا في ممارسة السياسة، أسلوب يقوم على الحوار والتشاور والتسوية : “اسبانيا ستبدأ فترة تشريعية جديدة تتطلب جميع الجهود وجميع الطاقات وجميع قدرات مؤسساتنا الديمقراطية لضمان وتعزيز ما حققناه على مدى العقود الماضية، وتكييف تقدم جهودنا السياسية مع واقع المجتمع الاسباني اليوم” .
الانتخابات التشريعية الاسبانية أدخلت إلى البرلمان حزبين جديدين أحدهما يساري متشدد والثاني ليبرالي ما أنهى هيمنة مارسها اليمين المحافظ واليسار الاشتراكي على البرلمان منذ حوالي أربعين عاما. ولم يعد بامكان أي حزب منفردا تشكيل حكومة. وتبدو المفاوضات في غاية الصعوبة، وقد تطول للتوصل إلى أرضية تفاهم وتشكيل حكومة جديدة. وأضاف الملك الذي يمنحه الدستور دور الحكم المحايد أن “ما يجب أن يكون أساسيا هو اسبانيا والمصلحة العامة للاسبان”.
العاهل الاسباني أشار إلى مشاكل المجتمع الاسباني وخصوصا الفساد والفوارق التي تعمقت أثناء الأزمة الاقتصادية، داعيا مؤسسات الدولة إلى تلافيها حيث اعرب عن أمله في تحقيق نمو يسمح بمواصلة احداث وظائف تعزز الخدمات العامة الاساسية مثل الصحة والتعليم وتسمح بتقليص الفوارق، التي أفرزتها قسوة الأزمة.