اصلاحات رينزي، والتناقض الذي يعكسه استفتاء إيطاليا

يجرى في إيطاليا في الرابع من شهر ديسمبر المقبل استفتاء بشأن اصلاح دستوري، يهدف إلى تبسيط النظام السياسي، وتحقيق مزيد من الاستقرار الحكومي والسياسي، في بلد شهد ستين حكومة منذ سنة ستة وأربعين
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلب الناس يميلون إلى الرفض، أي فوز “لا”. كما أن جميع الأحزاب السياسية رفضت هذا الاستفتاء، الذي تنتظر نتائجه باستياء لدى شركاء إيطاليا الأوروبيين
Référendum italien du 4 décembre : l'écart se creuse en faveur du Non https://t.co/TS72GqyhtA
— Jerome Gautheret (@jeromegautheret) 5 October 2016
ما هو هدف الاصلاح؟
يهدف هذا الاصلاح الدستوري إلى وضع حد لنظام تقسيم البرلمان بغرفتين كما هو الحال الآن. وهو يهدف إلى تقليص سلطات مجلس الشيوخ، الذي لن يمكنه أن يسقط حكومة، وتقليص أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيتم انتخابهم مستقبلا عن طريق المجالس المحلية. إضافة إلى ذلك فإن أعضاء مجلس الشيوخ لن يتم دفع مكافآت لهم، ما سيمكن الدولة من ادخار حوالي خمسمائة مليون يورو. ويبدو أن الاصلاح معقد إلى حد ما، إذ أن تسعة في المائة لا غير من الايطاليين هم مطلعون على موضوع الاستفتاء بالتفصيل، بحسب مؤسسة ايبسوس
هل يصب الاستفتاء في صالح ماتيو رينزي؟
ويعد الاستفتاء تحديا بالنسبة لرئيس الوزراء ماتيو رينزي، الذي يراهن على مستقبله السياسي، لأن المصوتين لن يعلنوا مواقفهم بخصوص نص الاصلاح فحسب، بل بخصوص رئيس الوزراء أيضا. ويعد الاستفتاء في إيطاليا تصويتا عقابيا إزاء السياسيين من الحكومة، لأن هناك حالة من السخط، وهي الفرصة ليقول الناس كلمتهم، بحسب محللين سياسيين إيطاليين
في مرحلة أولى وفي حال فوز “لا“، فإن رينزي سيستقيل، بحسب ما صرح بذلك، ولكن بعد النكسة التي مني بها حزبه الحزب الديمقراطي في الانتخابات البلدية في يونيو الماضي، فإن رئيس الوزراء الايطالي تراجع عن ذلك، بعد أن أحس بالخطر
والملاحظ أن الفرص قليلة أمام رينزي حتى تتحقق أحلامه
لقد كان الهدف الرئيسي لرينزي أن يحث الناخبين على إعطائه مزيدا من الوقت، إلى غاية الانتخابات التشريعية لسنة ألفين وثمانية عشر، حتى ينفذ إصلاحاته الاقتصادية
Italie : Matteo Renzi peut-il encore remporter le référendum du 4 décembre ? >> https://t.co/wfJWUJ4zGv par
RomaricGodin</a> <a href="https://t.co/UcMVwvVBzX">pic.twitter.com/UcMVwvVBzX</a></p>— LaTribune (
LaTribune) 11 October 2016
إن تصويت الرابع من ديسمبر لا يهم الاصلاح الدستوري، الذي لم تفهمه أغلبية الايطاليين. إن السؤال الحقيقي المكتوب على بطاقة التصويت الذي ينبغي الاجابة عنه بنعم أو لا هي: هل لديك ثقة في شخص ماتيو رينزي أكثر من خصومه؟ وفق صحيفة إيطالية