ما تريد أن تعرفه عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية

ما تريد أن تعرفه عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية
Copyright 
بقلم:  Smain Djaouti مع الوكالات
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

إيمانويل ماكرون: مصرفي على أبواب الاليزيه

انطلق ماكرون صاحب 39 عاماً من لا شيء، فعندما أسس حزبه “ إلى الامام “ في 6 ابريل/نيسان2016 لم يكن معه إلا القليل من الشباب، وعندما عرض الفكرة على رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند، استبعد هذا الأخير أن يذهب بعيدا مع هذا الحزب، خاصة و انه لم يسبق له و أن انتخب و يفتقد إلى قاعدة شعبية، إلا أن ماكرون عرف كيف يخرج من الركود الذي تعرفه النخبة السياسية في فرنسا، و استطاع ان يتجاوز الصراع بين اليمين و اليسار الذي لم يعد يجدي نفعاً لدى الشباب الفرنسي على الخصوص.
ماكرون استقال من منصبه كوزير للاقتصاد في 31 آب/أغسطس 2016، بعدما قضى فيها عامين ، ليخوض حملة انتخابية بنبرة أخرى و بخطاب آخر بعث الحيوية و النشاط في الوسطين السياسي و الإعلامي ، ما جعله يفوز في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية.
مارين لوبان: البنت التي تمردت على أبيها

على خطى ابيها جان ماري لوبان في 2002 ، مارين لوبان صاحبة 48 عاما زعيمة الجبهة الوطنية استطاعت ان تكتسح الميدان بعد فوزها في الدور الأول مباشرة بعد ماكرون، بل و في مقاطعة ألب البحرية جاءت في المركز الأول.
مارين ورثت رئاسة الحزب عن ابيها المعروف بخرجاته العنصرية، واستغلت الازمة الاقتصادية التي تعصف بفرنسا لتغرد على الوتر الحساس، وهو ارتفاع عدد المهاجرين الذين يأتون بالإرهاب حسبها، خاصة مع العملية الأخيرة التي استهدفت الشرطة في الشانزليزيه بباريس و أدت إلى مقتل شرطي. الامر الذي جعل الكثير من المترددين يصوتون لصالحها.

الأسواق المالية تتنفس الصعداء

بعد المخاوف التي سبقت الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بفوز مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف والمعادية لأوروبا، هاهي الأسواق الأوروبية تنتعش هذا الاثنين بعد فوز ايمانويل ماكرون المؤيد المنفتح على السوق العالمية. الوزير السابق للاقتصاد حصل على نتيجة 23.86 في المئة، فيما حلت مارين لوبان في المركز الثاني بنسبة 21.43 في المئة حسب آخر نتائج وزارة الداخلية الفرنسية.
بورصة باريس ارتفعت الاثنين على الساعة 9 بنسبة 4.1 في المئة، مؤشر كاك40 اكتسب 208.68 نقطة.
كما عرفت أيضا بورصة مدريد ارتفاعا بنسبة 3 في المئة عند الافتتاح الاثنين، من جهتها بورصة فرانكفورت افتتحت على ارتفاع، فمؤشر داكس انتعش بنسبة 2.06 في المئة.

السيناريو “ الأمثل” للأسواق المالية

الانتعاش الذي عرفته الأسواق الأوروبية بعد فوز ماكرون المؤيد للاقتصاد الحر، سبقه انتعاش في بورصة طوكيو، مع مؤشر نيكاي الذي اختتم اليوم بارتفاع 1.37 في المئة.
بالنسبة لعالم الاقتصاد فإن ابعاد جان لوك ميلانشان من الدور الأول و الذي كان يمثل التيار اليساري الداعم للعمال و الرافض لهيمنة البنوك و الذي صعدت شعبيته قبيل الدور الأول من الانتخابات.
وكانت الأسواق المالية تخشى من صعود مارين لوبان وجان لوك ميلانشان إلى الدور الثاني، و مع صعود ماكرون الذي يحظى بدعم من البنوك سيما بنك روتشيلد الذي اشتغل ماكرون لديه كمصرفي عام 2008.
سيباستيان غالي، المحلل المالي يقول:
“هو السيناريو الأمثل الذي كانت تحلم به الأسواق، ان يكون الرئيس الجديد من عالم الاقتصاد.”

https://t.co/bumMeIoD8O
Macron was a banker
“This is the perfect scenario the market was desperately looking for,” said Sebastien Galy,… pic.twitter.com/jhSOjZbNLa

— dean (@dean_anonym) April 24, 2017

عودة انتقامية لمعاهد سبر الآراء

تعرضت معاهد سبر الآراء لانتقادات لاذعة خلال الحملة الانتخابية الفرنسية، و ارتفعت الأصوات المشككة في جدوى هذه الاستطلاعات خصوصا بعدما أخطأت في التقديرات بشأن البريكسيت في بريطانيا و انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، لكن الدور الأول من الرئاسيات الفرنسية أعاد لهذه المعاهد بريقها و خرجت منتصرة بعد صدق تقديراتها.
آخر الاستطلاعات التي نشرت الجمعة ذكرت ان إيمانويل ماكرون سيحقق نسبة تتراوح بين 23 و 24 في المئة، مارين لوبان بين 22 و 23 في المئة، فرانسوا فيون بين 19 و 21 في المئة و جان لوك ميلانشان بين 18 و 19.5 في المئة. وبعد نشر وزارة الداخلية للنتائج على الساعة الثالثة من صباح الاثنين أكدت أن تقديرات معاهد سبر الآراء كانت صائبة.

الصحفي و الكاتب الشهير برنارد بيفو غرد على تريتر قائلاً:
“ الامريكان والانجليز عليهم من هنا وصاعدا الاستعانة بمعاهد سبر الآراء الفرنسية، الفائزة في الدور الأول.”

Américains et Anglais vont devoir désormais faire appel aux instituts de sondage français, vainqueurs du premier tour.

— bernard pivot (@bernardpivot1) 23 avril 2017

هل أثرت الاستطلاعات على الناخبين؟

حتى وإن ظهرت الاستطلاعات انها فعالة، البعض يؤاخذ عليها انها استطاعت ان تؤثر فعلا على الحملة الانتخابية وعلى اختيار الناخبين، خصوصاً عبر ما سمي بـ «التصويت المفيد” وهذا لوضع حد لصعود مارين لوبان وفرانسوا فيون من الجمهوريين، وهذا على حساب جوهر البرامج، الامر الذي جعل كفة ماكرون ترجح على حساب بونوا هامون من الحزب الاشتراكي على سبيل المثال.

“Ni patrie ni patron, ni Le Pen ni Macron “ taggé sur la Place de la République#NuitDesBarricadespic.twitter.com/nhrsq9eksz

— Fred Hanak Agueev (@FredHanak) 24 avril 2017

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحرب الباردة بين ماكرون واليمين المتطرف.. 6 سنوات من المواجهة

بعد حصول حزبها على قرض من بنك روسي.. لوبان تنفي خضوعها للتأثيرات الروسية

الحكومة الفرنسية تقدم خطتها للأشهر المقبلة وتدعو إلى "هدنة".. والمعارضة تنتقدها بشدة