مبادرة "العناق المجاني" في اللاذقية تثير الجدل على مواقع التواصل

مبادرة "العناق المجاني" في اللاذقية تثير الجدل على مواقع التواصل
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

مبادرة جريئة تقدمت بها جمعية الأسبوع الماضي في جامعة تشرين بمدينة اللاذقية الساحلية تهدف إلى تقديم “عناق مجاني” للمارة في الشارع، وأثارت جدلا واسعا بين متتبعي مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا.


ظاهرة “العناق المجاني” أو “فري هاكز” بدأت في العام 2004 على يدّ شاب أسترالي من مدينة سيدني يلقب “جوان مان“، كان يشعر بالعزلة وأحسّ أن عناق الغرباء في الشارع يخفف من وحشته.

لتنتشر مبادة “العناق المجاني” في مختلف أصقاع العالم، على وجه الخصوص بين الأوساط الطلابية والجمعيات التي تعنى بتخفيف العزلة التي تفرضها طبيعة الحياة في المجتمعات الغربية.

صور مبادرة “عناق مجاني” في اللاذقية أظهرت شباب وشابات يتنكرون بأزياء مهرجين ملونة ويحملون لافتات تدعو إلى العناق بشكل مجاني، في تناقض كامل مع صور الدمار التي اعتدناها عل مدى سنوات الحرب السورية الست.

وسائل إعلامية محلية نقلت عن منظمي التظاهرة قولهم إنهم يسعون إلى إشاعة “الألفة والمحبة“، وأن هذا النوع من الحملات يساعد في “تغيير العالم نحو الأفضل” ويحفز على “كسر الحواجز بين الفرد ومجتمعه”.


الأصوات المنتقدة لمبادة العناق المجاني في اللاذقية تفسر بسببين: أولهما أن فكرة العناق في الفضاء العام مستهجنة داخل المجتمع السوري، حتى في المدن الساحلية الأكثر انفتاحا بالمقارنة مع غيرها.

وثانيهما أن المبادة تعطي الانطباع بأن الطلبة في جامعة تشرين يبدون غير عارفين بالواقع الدموي الذي تعيشه المدن السورية الأخرى التي دُمرت وهُجر أهلها.

فمدينة اللاذقية الساحلية التي كانت بمنأى نسبي عن الحرب السورية، تعتبر واحدة من أبرز معاقل النظام وميليشياته، ويتفاخر فيها موالو النظام بأنهم استطاعوا الحفاظ على صورة مدينة منفتحة.

المؤسسات الرسمية المتواجدة في مناطق سيطرة النظام تصر دائما على هذا الوجه “المنفتح” وتعتبره نصرا لها، في مواجة التيارات المتشددة التي تسيطر على مناطق المعارضة، وتفرض حدودا صارمة على الحريات الشخصية.

مسؤول في الاتحاد الوطني لطبة سوريا في جامعة تشرين أكد لعدد من وسائل الإعلام المحلية بأن الجامعة تشجع هذا النوع من المبادات، وبأن ماجرى “لاينطوي على إخلال بالآداب“، وأنه جرى “بشكل عفوي”.


بعض المتابعين لوسائل التواصل اقترحوا أن يقتصر العناق على الأشخاص من نفس الجنس حتى لا يكون في الأمر إخلال بالمعتقدات السائدة في المجتمع السوري.

واعتبرت بعض الحسابات المعارضة للنظام أن المبادة خرجت في إطار مد الانفتاح الذي تزايد بالتزامن مع التدخل الروسي العسكري على الأراضي السورية.


شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

المرصد السوري: مقتل ستة موالين لإيران في قصف "يُرجّح" أنه إسرائيلي

ضرب مبرح وتصفيات وحبس بين الجثث.. معتقلون سابقون يروون معاناتهم في مستشفى عسكري سوري

عن 59 عاماً.. رحيل خالد خليفة صاحب "مديح الكراهية" وأحد أهم الروائيين العرب المعاصرين