ماكرون في الجزائر. زيارة خاطفة لرفع العتب أم زيارة عمل؟

 ماكرون في الجزائر. زيارة خاطفة لرفع العتب أم زيارة عمل؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء بزيارة للجزائر للقاء المسؤولين الجزائريين والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وقد توجه المسؤول الفرنسي إلى مقام الشهيد في العاصمة الجزائرية حيث وضع إكليلا من الورود أمام النصب المخلد لشهداء الثورة الجزائرية.

هذه الزيارة تعتبر أول زيارة لماكرون للجزائر كرئيس للجمهورية بعد الزيارة الأولى التي قام بها العام الماضي قبل انتخابه.

وصرح ماكرون في مقابلة مع صحيفتي الخبر والوطن الجزائريتين بأنه أتى للجزائر كصديق قائلا: "إنني أعود إلى هنا باعتباري صديقا للجزائر وكشريك بنّاء يريد تعزيز العلاقات وجعلها أكثر زخما ممّا هي عليه.

ولاتزال العلاقات بين البلدين محكومة بتاريخ أثقلته 130 من الاستعمار وحربِ استقلال دامت سبع سنوات ونصفا لا زالت جروحها مفتوحة إلى اليوم، ولا تزال الجزائر تطالب باريس بالاعتذار عن طيلة سنوات الاحتلال.

وذكّر ماكرون الذي يعتبر أول رئيس فرنسي وُلد بعد انتهاء حرب تحرير الجزائر بين 1954و1962 بأن البلدين لهما تاريخ حافل بالأحداث.

وقال الرئيس الفرنسي في هذا الصدد إن العلاقات بين الجزائر وفرنسا يجب أن تقوم على أساس "شراكة الند للند".

وقال: "إنني أعرف التاريخ لكن لا أريد أن أكون حبيس الماضي. لنا ذاكرة مشتركة ويجب أخذها بعين الاعتبار لكن أتمنى من الآن وصاعدا ان نتطلع للمستقبل دون إهمال تاريخنا".

ودعا لضرورة أن تبني فرنسا والجزائر محورا هاما يبدأ من البحر المتوسط ويمتد حتى إفريقيا.

وكان ماكرون قد أثار زوبعة سياسية وإعلامية في فرنسا العام الماضي أثناء زيارته للجزائر كمرشح للرئاسة حين وصف الاستعمار بأنه جريمة ضد الإنسانية ما كلفه ردود فعل عنيفة من الطبقة السياسية في فرنسا.

ملفات كثيرة على جدول أعمال لقاء ماكرون بالمسؤولين الجزائريين، منها الملف الاقتصادي حيث دعا الرئيس الفرنسي في هذا الصدد إلى ضرورة أن تنفتح الجزائر بشكل أكبر مشيرا لما وصفه بالعوائق الكثيرة أمام الاستثمار.

وقال إن حصص فرنسا في السوق الجزائرية شهدت تراجعا لصالح الصين ودول أخرى.

وإلى جانب الملف الاقتصادي، هناك أزمة الساحل والفوضى المسلحة الدائرة في ليبيا وهما الملفان اللذان يشكلان مصدر قلق كبير لكل من الجزائر وباريس.

ويريد الرئيس الفرنسي الإسراع بوتيرة نشر القوة المتعددة الجنسيات المؤلفة من دول إفريقية هي موريتانيا وتشاد ومالي والنيجر وبوركينافاسو لمواجهة خطر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

زيارة ماكرون وضعت لها صحيفة ليبيرتي الجزائرية الناطقة بالفرنسية عنوان: "انتظار طويل زيارة خاطفة". 

الصحيفة أرادت الإشارة إلى قصر مدة الزيارة التي لا تتجاوز 12 ساعة، خصوصا وأن الرئيس الفرنسي اختار المغرب جار الجزائر وخصمها اللدود ليكون أول وجهة له في المغرب العربي بعد انتخابه في يونيو حزيران الماضي. 

وهو ما لم تستسغه الجزائر التي يعاني رئيسها من آثار الجلطة الدماغية التي أصيب بها عام 2013 غيبته تقريبا عن الساحة السياسية الداخلية والدبلوماسية أيضا. 

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

القمر الصناعي "محمد- السادس أ" يثير قلق اسبانيا والجزائر

وزير الخارجية الصيني في جولة دبلوماسية إلى نيوزيلندا وأستراليا

تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" يعلن وفاة زعيمه خالد باطرفي