أسرار إفريقيا ينقلها الجاسوس "الإكتروني" إلى مشغّليه في الصين

أسرار إفريقيا ينقلها الجاسوس "الإكتروني" إلى مشغّليه في الصين
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مع إنطلاق أعمال القمة الإفريقية المنعقدة حالياً في أثيوبيا عاد إلى الأذهان قضية التجسس "الإلكتروني" التي استهدفت مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة أديس أبابا، والتي توجه أصابع الاتهام فيها إلى الصين.

اعلان

مع انطلاق أعمال القمة الـ 30 للإتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا استحضر المسؤولون الأفارقة قضية التجسس التي اكتشفها مهندسو شبكات حاسوب يعملون داخل مقر الاتحاد الذي شيّدته الصين قبل خمس سنوات وقدمته كهدية لإفريقيا وتكفل الصينيون بتثبيت النظام المعلوماتي في المبنى.

وقبل عام اكتشفت الخلية الإعلامية المصغرة التابعة للاتحاد الإفريقي أن وتيرة عمل الخوادم الرئيسية تصبح ساخنة بصفة غريبة ابتداء من منتصف الليل وإلى حدود الساعة الثانية صباحاً، رغم أن المكاتب تكون خالية، فضلاً عن أن النشاط داخل المبنى يصبح شبه منعدم خلال هذه الفترة الزمنية، إلا أن عمليات نقل البيانات بلغت مستويات مرتفعة.

وتوصل المهندسون إلى أن البيانات الداخلية للاتحاد الإفريقي يتم تحويلها بشكل مكثف، ووفقاً لما أفادت به مصادر داخلية، يتم تخزين أسرار هذه المؤسسة كل ليلة في خوادم رئيسية غامضة تقع في مكان ما في شنغهاي، المدينة الصينية الضخمة، على بعد 8 آلاف كيلومتر عن أديس أبابا، حسب صحيفة "لوموند" الفرنسية. التي قالت: إن جمهورية الصين التي أهدت مقر الإتحاد الإفريقي بأديس أبابا لدول القارة في العام 2012، ظلت تتجسس على اجتماعات المنظمة عبر زرع أنظمة معلوماتية وميكروفونات في البناية، وقد تم الاتصال بالبعثة الصينية لدى الاتحاد الإفريقي في هذا الغرض، إلا أنها رفضت الإدلاء بأي تعليق.

من جانبه، أكد مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الإفريقي، اشترط عدم الكشف عن هويته، أن "هذا الأمر استمر لفترة طويلة". وقال: "بعد أن اكتشفنا مسألة التجسس، شكرنا المهندسين الصينيين العاملين بمقر الاتحاد في أديس أبابا واستغنينا عن خدماتهم، دون إثارة فضائح حول هذا الأمر". وأضاف المسؤول قائلاً: "بعد ذلك، اتخذنا بعض التدابير لتعزيز الأمن السيبراني، الذي يُعدّ مفهوماً لم يصبح بعد من بين أولويات المسؤولين ورؤساء الدول".

ومنذ ذلك الحين، ثبّت الاتحاد الإفريقي خوادم رئيسة خاصة به، كما رفض عرض الصين المتمثل في هيكلة هذه الخوادم.

وخلال القمة التاسعة والعشرين للاتحاد الإفريقي، في شهر يوليو/تموز سنة 2017، تم اختبار تدابير أمنية جديدة، حيث قام 4 مختصين قدموا من الجزائر، التي تعد من بين أكبر المساهمين الماليين في المؤسسة، برفقة خبراء إثيوبيين في الأمن السيبراني، بتفقد الغرف والتخلص من الميكروفونات التي وضعت تحت المكاتب وفي الجدران.

ووفقاً للوثائق التي حصلت عليها صحيفة "لوموند"، بالتعاون مع موقع "ذا إنترسبت"، كشف أرشيف المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، عن أن الاتحاد الإفريقي لم يكن بمأمن من تجسس الأجهزة التابعة لوكالات الاستخبارات البريطانية. فبين سنة 2009 و2010، تفطّن العديد من المسؤولين إلى أن مكالماتهم ورسائلهم الإلكترونية قد تم اعتراضها، على غرار بوبو نيانغ، الذي كان يشغل آنذاك منصب المستشار الخاص لمبعوث الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى دارفور في السودان.

يذكر أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حالياً تحتضن أعمال الدورة العادية الثلاثين لمؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي، تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو تحول إفريقيا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تسريبات جديدة لويكيليكس حول التجسس الإلكتروني

"التجسس" يزلزل العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية

شركة صينية تستحوذ على الطائرة السيارة الأوروبية