على رغم أن مصر حظرت ختان الإناث في 2008، وجرمته في 2016، إلا أن هذه العادة استمرت وتعتبر لدى أغلب الناس سبيلا للعفة.
ختان الإناث، أو "الخَفض"، أو كما تسميه منظمة الصحة العالمية؛ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، هو بتر جزء من العضو التناسلي الخارجي للأنثى، ينتج عنه تعقيدات وآثار صحية سلبية. وعلى رغم أن القاهرة حظرت الختان في 2008، وجرّمته في 2016، إلا أن العادة استمرت، وتعتبر لدى أغلب الناس سبيلا للعفة.
في قرية صغيرة بمحافظة أسيوط، جنوب **مصر**، تتذكر أماني شامخ، التي تريد أن تصبح فنانة في المستقبل، كيف تم ختانها بشفرة حلاقة.
قالت أماني، 16 عاما، التي نشأت في قرية أولاد سراج: "جاءت القابلة إلى البيت ونزعت أمي ملابسي، وقالت لي المرأة امسكي نفسك".
وأضافت: "شعرت بشفرة الحلاقة وهي تقطع لحمي، وعندما رأيت الدم على يد القابلة كدت أموت. بقيت حوالي شهر أعاني بشدة، لأن الجرح كان يؤلمني جدا عند التبول".
ويقول القرويون، إن الرجال يفضلون الاقتران ببنات أجريت لهن عمليات الختان، وينصحون بها كل فتاة قبل الزواج.
200 مليون امرأة وفتاة
زينب، والدة أماني، 51 عاما، تقول: "لازم البنت تتطهر علشان عدلها (زواجها)... احنا وكل البلاد (القرى) اللي حوالينا طبعنا كده".
ويجرى الختان للمسلمات والمسيحيات على السواء في مصر والسودان، كما ينتشر أيضا في الصومال، وهو نادر في الدول العربية الأخرى.
وأظهر **مسح أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 2016**، أن 87 في المئة من النساء والفتيات في مصر تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة، أجريت لهن عمليات ختان.
وتذكر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة أجريت لهن عمليات الختان في 30 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
كما تقول في توضيحها حول الختان، أنه "يشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الممارسات التي تنطوي على إتلاف تلك الأعضاء أو إلحاق أضرار بها، عن قصد وبدواع لا تستهدف العلاج".
كما تؤكد أن المنظمة أنه "لا تعود هذه الممارسة بأيّة منافع صحية"، وأنه "انتهاك لحقوق الفتيات والنساء الأساسية".
للمزيد: نحو القضاء النهائي على ظاهرة ختان الإناث بحلول 2030
القرار محسوم منذ ودلاتها
وفي قرية الواسطى المجاورة، تقول إسراء صلاح، 16 عاما، إن كل ما تتذكره من ختانها هو الحرج الشديد الذي شعرت به بسبب تعريتها أمام الطبيب، والخوف الذي اعتراها عندما باعدت أمها وجدتها بين ساقيها، إضافة إلى الألم الشديد.
وندى، 14 عاما، شقيقة إسراء، تقول إن "رفض البنت للختان لا يعني شيئا. القرار محسوم منذ ولادتها وكل ما تملكه فتيات القرية هو الدعاء أن يرحمهن الله ويخفف عنهن الألم".
من جانبها، قالت الجدة مجيدة، إن ختان الإناث عادة لا يمكن التوقف عنها، "لأنها ضمان لعفة الفتاة ويجب إجراؤها لكل فتاة".
إحدى بنات مجيدة أصيبت بالتهابات بسبب عملية الختان أعجزتها عن الحمل بعد الزواج. ولما سئلت لماذا توافق على ختان حفيداتها بعد ما جرى لابنتها، قالت: "يا بنتي كل حاجة نصيب".