"أومواموا" الكويكب الغريب الذي حيّر العلماء

"أومواموا" الكويكب الغريب الذي حيّر العلماء
بقلم:  Adel Dellal مع أن بي سي
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

عاد الحديث مجددا عن "أومواموا" وهو الجرم الغامض، الذي رصدته التلسكوبات الروبوتية في خريف العام الماضي والذي يشبه شكله السيجار الكوبي.

جرم مادي غريب يزور مجموعتنا الشمسية

اعلان

عاد الحديث مجددا عن "أومواموا"، وهو الجرم الفضائي الذي تمكنت التلسكوبات الروبوتية من رصده في الخريف الماضي في هاواي. ولمن يهمه الأمر فـ"أومواموا"، جرم فضائي غامض على شكل سيجار، كما أنّ عبارة "أومواموا" بلغة هاواي تعني المستكشف.

وحسب الدراسة التي قام بها علماء الفلك، يُظهِر مسار جُرم "أومواموا" أنَّه ينحدر من مجموعة نجمية تختلف تماما عن نظامنا الشمسي، وقد كان في طريقه إلى العودة إلى الفضاء. وحسب العلماء فربماء جاء "أومواموا" من نجمٍ ثنائي.

وقد بدت مهمة تحديد الموطن النجمي لجرم "أومواموا" مهمة مستحيلة، إذ تحتوي مجرة درب التبانة على مئات المليارات من النجوم. أما الآن فقد تمكنت دراسة جديدة من تحديد نتائج أكثر دقة، وانتهت إلى أنَّ "أومواموا".

والنجوم الثنائية هي أنظمة يدور فيها نجمان في فلك واحد حول بعضهما البعض، وإضافة إلى الأنظمة التي تضمّ ثلاثة نجوم أو أكثر، فإنَّ هذه الأنظمة تشكل ما يقرب من ثلث النجوم في المجرة.

للمزيد:

علماء فلك يكتشفون للمرة الأولى آلاف الكواكب خارج مجرة "درب التبانة".

شاهد: تجربة محاكاة للعيش على المريخ في صحراء النقب.

أسرار كوكب زحل.

"أومواموا" يشبه السيجار الكوبي

استخدم باحثون في جامعة تورونتو الكندية بقيادة آلان جاكسون نماذج حاسوبية ليصلوا إلى أنَّ الأجرام الصخرية التي تشبه "أومواموا" تأتي في الغالب من أنظمة ثنائية أكثر من الأنظمة الفردية. كما انتهوا إلى أنَّ الأنظمة أحادية النجوم مثل الشمس أفضل في إطلاق مذنبات ثلجية منها في إطلاق كويكبات. ويعود هذا إلى أنَّ المذنبات تعيش على بعد أكبر بكثير من الشمس، لذلك فإنَّ ربطها بالجاذبية يكون أضعف من الكويكبات الأقرب إلى الشمس.

أما الأنظمة ثنائية النجوم فبها مجالات جاذبية أقوى بسبب دوران النجمين حول بعضهما. ووفقاً للعمل الجديد، فإنَّ هذه المجالات ربما تكفي لإطلاق عدد من المذنبات يساوي عدد الكويكبات في الفضاء البين نجمي.

للكويكبات قيمة كبيرة في المجموعة الشمسية، فهي بقايا تشكُّل الكواكب منذ حوالي 4 مليارات عام ونصف. وبذلك فإنَّها تعمل ككبسولات زمنية تحفظ الظروف التي تشكلت فيها الأرض. أما فيما يتعلق بجرم "أومواموا"، فإن علماء الفلك قد شاهدوا جرماً سماوياً يتعلق بمجموعة نجمية مختلفة تماماً عن مجموعتنا الشمسية.

شكل "أومواموا" حيّر العلماء

الأستاذ في جامعة تورونتو بكندا آلان جاكسون قال في هذا الشأن: "من اللافت أنَّنا رأينا الآن للمرة الأولى جرماً مادياً من خارج مجموعتنا الشمسية".".

وحسب المعلومات التي قدمها علماء الفلك فطول الجرم يصل إلى 400 متر تقريباً، ويشبه السيجار الكوبي، ويبدو أنه يتكون من مادة صخرية ومعتماً بعض الشيء. وأضاف العلماء أنّ الجرم كان مغطى بجسيماتٍ عضوية من النوع الذي يُعتَقَد أنَّه يشكل بنية الحياة.

وقدرت دراسة سابقة أُجريت بقيادة ديفيد جيويت من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس وجود 10 آلاف كويكب بين نجمي آخر أقرب إلى الشمس من الكوكب الثامن "نبتون"، الذي يبعد عن الشمس بثلاثين ضعف مسافة بعد الأرض عنها، ولكن تلك الكويكبات لم يتم رصدها في الوقت الحالي. إلاّ أنّ علماء الفلك يتوقعون أن تقوم تلسكوبات الرصد الحديثة والمتطورة برؤية تلك الكويكبات في السنوات المقبلة.

من جهة أخرى يعتقد العلماء أن "أومواموا"، الذي تكوّن قبل بضع مئات من ملايين السنين في مكان آخر سيقطع مسار كوكب المشتري في مايو-أيار من هذه العام، ومسار كوكب زحل في مطلع عام 2019، بينما سيغادر المنظومة الشمسية في نهاية عام 2019، متوجهاً إلى "كوكبة الفرس الأعظم". وقد استنتج المراقبون الفلكيون أيضاً أن شدة إضاءة "أومواموا"، الذي يدور حول نفسه كل 7.3 ساعة، تفوق 10 مرات شدة إضاءة الكويكبات الأخرى.

اسم الصحفي • Adel Dellal

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

محطة فضائية صينية تخرج عن السيطرة وتهوي نحو الأرض

كيف يتحدى رواد الفضاء الخطر في رحلتهم للمريخ؟ رائد الفضاء باولو نيسبولي يجيب

شاهد: عودة طاقم "كرو7" بسلام إلى الأرض بعد رحلة فضائية استمرت 6 أشهر