بعد 15 عاما على سقوط بغداد.. أي حال للعراق اليوم؟

بعد 15 عاما على سقوط بغداد.. أي حال للعراق اليوم؟
Copyright reuters
Copyright reuters
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بعد 15 عاما على سقوط بغداد.. أي حال للعراق اليوم؟

تسعة عشر يوما حدّدت مصير العراق وأهله، على مدى الأعوام الخمسة عشر الماضية، إلى حينه، وإلى أجل غير مسمى. بين 20 آذار/مارس، والتاسع من نيسان/أبريل، عام 2003؛ تاريخ أول غارة أمريكية على العراق، وتاريخ سقوط بغداد، ومعها نظام الرئيس الراحل، صدام حسين.

"أوساط استخبارية مخطئة"

اعلان

"امتلاك العراق أسلحة دمار شامل"، العنوان العريض للغزو الأمريكي، وحجة ساقها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، للتحرك خارج إطار مجلس الأمن الدولي.

وفي نيسان/أبريل، عام 2005، وبعد عشرات الشهادات والاستجوابات التي قامت بها لجان من الكونغرس، ولجان أخرى دولية، جاءت خلاصة تقرير اللجنة التي عيّنها بوش بنفسه، كما يلي: "نحن نستنتج أن الأوساط الاستخبارية كانت مخطئة تماما في كل تقديراتها تقريبا التي سبقت الحرب حول أسلحة الدمار الشامل العراقية".

للمزيد:

خطر وسلام

قبل يوم واحد من شنّ أول غارة أمريكية على العراق، وتحديدا في 19 آذار مارس، وجه بوش خطابا للشعب الأمريكي، افتتحه بالقول: "بدأت القوات الأميركية وقوات التحالف في هذه الساعة المراحل الأولية للعمليات العسكرية لنزع أسلحة العراق، ولتحرير شعبه، ولحماية العالم من خطر قاتم محدق".

واختتمه: "إن الأخطار التي تتهدد بلادنا والعالم سيتم التغلب عليها، وسنجتاز أوقات الخطر هذه، ونواصل عمل السلام".

لا خطرا زال، ولا سلاما حلّ؛ تقول نظرة سريعة إلى راهن حال عراق.

فمنذ يوم سقوط بغداد، إلى حين اعتقال صدام، ولاحقا، إعدامه آواخر عام 2006، تفشت في العراق حالة كبيرة من الفوضى، من أقصاه إلى أقصاه، ونشبت حرب طائفية غيرت وجه بغداد والمجتمع الذي اعتاد على التعددية على نحو لا يمكن إصلاحه.

كما شاعت عمليات الخطف والقتل والتهجير القسري للمدنيين من جانب مقاتلين من السنة وفصائل شيعية، وتعرضت أقليات دينية لتهديدات كانت كافية لرحيل أفرادها جماعيا إما إلى الشمال أو إلى خارج البلاد.

للمزيد:

رويترز
نماذج مصغرة من الأسلحة صنعها أحد الجنود العراقيين السابقين في منزله بكربلاءرويترز

عراق اليوم

وبخصوص حال العراق اليوم، يشير تقرير مطول لمجلة "إيكونوميست"، إلى أن حال العراق "منذ أقل من أربع سنوات، كانت سيئة، حينما وقف المتطرفون من تنظيم داعش على أبواب بغداد، ورفرف علمهم الأسود بعدة مدن عراقية أخرى".

كما لفتت المجلة إلى أن انتصارات التنظيم المؤقتة جاءت "بسبب الانقسامات بين الطائفة السنة الساخطة على حكم رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الذي ينتمي للشيعة".

أمر آخر تذكره المجلة، هو أن "نفوذ القوى الأجنبية، وخصوصا إيران والولايات المتحدة تراجع، بعد أن تعلم السياسيون العراقيون كيف يلعبونهم بعضهم ضد بعض".

ويصف تقرير المجلة رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، بأنه "أفضل"، مشيرا إلى أن له "شعبية بين السنة، على الرغم من أنه شيعي، وأن أمامه الآن فرصة لتوحيد البلد".

للمزيد:

أرشيف رويترز
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو يتحدث في مؤتمر صحفي في برلينأرشيف رويترز

وضيف التقرير، إن "على العبادي أن يدمج ميليشيات الحشد الشعبي التي قاتلت داعش بالقوات النظامية، وأن يدفع رواتب مقاتليها مباشرة وليس من طريق قادتهم ليكون ولاؤهم للدولة".

للمزيد:

سياسيا واقتصاديا وعسكريا

وكالة "فرانس برس" هي الأخرى نشرت تقريرا، رصدت فيه حال العراق سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

سياسيا، يقول التقرير أن العراق تحول إلى نظام "التمثيل النسبي" في الانتخابات، أي أن المناصب العليا ممثَّلة بمختلف المجتمعات، من سنة وشيعة وأكراد.

اعلان

لكن الوكالة الفرنسية تقول إن الصراعات الإقليمية بين السعودية وإيران، ولّد "مناخا طائفيا"، ينعكس على العراق ويودي به إلى التفكك، الأمر الذي أظهر تنظيمات إرهابية، مثل ["الدولة الإسلامية"](بعد القضاء على داعش.. مقاتلون مغاربة يناشدون السلطات إعادتهم إلى بلدهم)، الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد، لا سيما الموصل، قبل أن تقود الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا لطرده والقضاء عليه.

أما اقتصاديا، فتشير التقارير إلى أن العراق حقق حضورا قويا على الساحة التجارية العالمية، بعد رفع العقوبات التي عانى منها نظام حسين، بيد أن الفساد حرم خزينة الدولة والعراقيين من ملايين الدولارات.

وتقول فرانس برس إن العراق حقق حوالي 800 مليار دولار منذ عام 2003، لكن 320 مليارا منها لم تدخل على خزينة الدولة.

Tasnim News Agency / Wikimedia Commons
عناصر من الحشد الشعبي العراقي في الفلوجة بعد القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"Tasnim News Agency / Wikimedia Commons

للمزيد على يورونيوز:

وفيما يتعلق بالأوضاع العسكرية، تشير التقارير إلى أن الجيش العراقي، بعد أن كان أحد أقوى جيوش المنطقة، فإنه خارج أي تصنيف في الوقت الحالي، بل حتى أنه يعد الجيش الثاني في البلاد اليوم، إثر ظهور مليشيات "الحشد الشعبي"، وهي فصائل شيعية مسلحة تدعمهم وتدربهم إيران في الأغلب. ومؤخرا، أصدر حيدر العبادي مرسوما يقضي بأن يحصل مقاتلو قوات الحشد الشعبي على الكثير من حقوق أفراد.

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

جمهور العراق سعيد باستضافة لقاءات كروية في ملاعبه بعد حظر استمر لعقود

تحطم مروحية أميركية قرب الحدود العراقية-السورية

الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق