حرب كلامية في جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا ودعوة لحفظ الأدلة على "الهجوم الكيماوي"

حرب كلامية في جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا ودعوة لحفظ الأدلة على "الهجوم الكيماوي"
بقلم:  Hassan Refaei مع رويترز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

شهد مجلس الأمن الدولي اتهامات متبادلة بين موسكو والغرب بشأن سوريا في وقت دعت فيه المنظمة الأممية إلى حفظ الأدلة على "الهجوم الكيماوي" الذي تعرّضت له مدينة دوما شرق العاصمة السورية دمشق.

اعلان

عرضت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حججها المساندة لشن عمل عسكري في سوريا أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة وذلك بعد ما يشتبه في أنه هجوم بأسلحة كيماوية على الرغم من أن مبعوثة واشنطن نيكي هيلي قالت إن "مثل تلك القرارات لا تتخذ على عجل".

واجتمع مجلس الأمن الدولي للمرة الرابعة هذا الأسبوع بشأن سوريا فيما يبحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بعمل عسكري ردا على هجوم الغاز المزعوم الذي يشتبه بأن الحكومة نفذته في مدينة دوما يوم السبت الماضي وقتل العشرات.

وقالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية خمسين مرة على الأقل في الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وكان مجلس الأمن الدولي انعقد اليوم الجمعة في جلسة طارئة دعت إليها روسيا لبحث التطورات في سوريا في أعقاب الحديث عن استخدام أسلحة كيمائية قبل نحو أسبوع في مدينة دوما قبيل إحكام النظام قبضته على كامل الغوطة الشرقية.

وقالت هيلي لمجلس الأمن الدولي: "لم يتخذ رئيسنا قرارا بعد بشأن إجراء محتمل في سوريا، لكن إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك في سوريا، فسيكون ذلك دفاعا عن مبدأ نتفق عليه جميعا".

وتابعت هيلي قائلة: "جميع الدول والشعوب سوف تتضرر إذا سمحنا للأسد بجعل استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا طبيعيا".

موسكو: الغرب يريد الإطاحة بالحكومة السورية

إلى ذلك أبلغ مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مجلس الأمن الدولي بأن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مهتمة فقط بالإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتحجيم روسيا.

وقال: "نلاحظ مواصلة استعدادات عسكرية خطيرة لعمل عسكري غير مشروع ضد دولة ذات سيادة فيما سيمثل انتهاكا للقانون الدولي".

وفي سياق متصل قالت وزارة الدفاع الروسية: إن بريطانيا مشاركة في الاستفزاز المتعلق بالهجوم الكيماوي المشتبه به في مدينة دوما السورية.

وقال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع في إفادة بثها التلفزيون "لدينا.. دليل يثبت أن بريطانيا كانت مشاركة بشكل مباشر في تدبير هذا الاستفزاز".

لندن: اتهام روسيا لبريطانيا "كذب فج"

ورداً على اتهامات الجيش الروسي للندن بالمشاركة في "الاستفزاز" المتعلق بهجوم غاز في سوريا، قالت كارين بيرس مبعوثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة إن بلادها ليست ضالعة في هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية في سوريا رافضة اتهاما من وزارة الدفاع الروسية.

وأضافت بيرس للصحفيين: "هذا غريب، كذب فج.. إنه أسوأ الأنباء الزائفة التي رأيناها حتى الآن من الآلة الدعائية الروسية".

فرنسا: سوريا في "نقطة اللاعودة"

في غضون ذلك قال مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر يوم الجمعة إن قرار الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا يعني أنها "وصلت إلى نقطة اللاعودة" وإن على العالم أن يقدم "ردا قويا وموحدا وحازما".

وأضاف ديلاتر في مداخلته أمام مجلس الأمن الدولي قائلاً: "باتخاذ قرار باستخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى... وصل النظام (السوري) إلى نقطة اللاعودة، فرنسا سوف تتحمل مسؤوليتها لإنهاء هذا التهديد غير المقبول لأمننا الجماعي".

غوتيريش يدعو إلى التعاطي بمسؤولية مع الملف السوري

ومن جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الدول في حديث أمام مجلس الأمن بشأن سوريا على "التصرف بمسؤولية في تلك الظروف الخطيرة".

وتابع غوتيريش تصريحه بالقول: "زيادة التوتر وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط بشأن إنشاء آلية للمحاسبة يهدد بتصعيد عسكري شامل".

الأمم المتحدة تدعو لحفظ الأدلة على الهجوم الكيماوي

في هذه الأثناء ندد محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة بالاستخدام المزعوم لأسلحة كيماوية في دوما ودعوا إلى ضرورة حفظ الأدلة ليتسنى ملاحقة المسؤولين عن الهجوم في المستقبل.

ويتوجه خبراء دوليون في الأسلحة الكيماوية إلى سوريا للتحقيق في هجوم مزعوم بالغاز يشتبه بأن قوات الحكومة شنته على مدينة دوما وأدى لمقتل العشرات.

اعلان

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين من أن الصواريخ "قادمة" ردا على الهجوم، ليترك الباب مفتوحا أمام احتمال إقدام الغرب على تحرك عسكري قد يؤدي إلى مواجهة مع روسيا.

وقالت اللجنة الدولية للتحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة في بيان صدر في جنيف "الجناة في مثل تلك الهجمات يجب أن يتم تحديدهم ومحاسبتهم"، مشيرة إلى أن استخدام أسلحة كهذه محظور تماما بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها سوريا.

وأضافت اللجنة "نشدد على ضرورة حفظ الأدلة وندعو كل السلطات المعنية لضمان عدم عبث أي طرف بالمواقع المشتبه بها أو الأغراض أو الشهود أو الضحايا قبل تمكن المراقبين والمحققين المستقلين من الوصول للمنطقة".

منظمة حظر الأسلحة الكيمائية ستزور دوما قريباً

وأشارت اللجنة إلى أن مفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيزورون المنطقة قريبا، مشددة على أن حكومة دمشق تعهدت بالسماح للمفتشين بالوصول للمنطقة والتحرك بحرية.

وقالت روسيا إنها نشرت قوات من الشرطة العسكرية في دوما يوم الخميس بعد استعادة قوات الحكومة السورية للمدينة.

اعلان

وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء، نقلا عن عاملين في الرعاية الصحية، إن نحو 500 شخص عولجوا في دوما من "أعراض ومؤشرات تتفق مع التعرض لكيماويات سامة".

ويقول فريق المحققين التابع للأمم المتحدة، الذي يرأسه البرازيلي باولو بينيرو، إنه وثق ما يشتبه بأنها جرائم حرب ارتكبتها كل أطراف الحرب السورية التي دخلت عامها الثامن، وأيضا جرائم مزعومة ضد الإنسانية على يد قوات الحكومة السورية.

كما وثق الفريق 34 هجوما بأسلحة كيماوية في سوريا منذ 2013 بينها 26 هجوما نسبهم لقوات الحكومة السورية وكان أحدثها هجوم في حرستا بالغوطة الشرقية في نوفمبر تشرين الثاني 2017. ولم يتم تحديد هوية الجناة في الهجمات الستة المتبقية بشكل واضح.

ولم يسمح قط لفريق بينيرو، الذي شُكل في أغسطس آب 2011، بدخول سوريا. وكل تقاريره مبنية على مقابلات مع أكثر من ستة آلاف من الضحايا والشهود ومقاطع فيديو ووثائق وصور أقمار صناعية وأدلة جنائية وتحليلات جهات عسكرية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إيران تسمح للطائرات الروسية بإستخدام مجالها الجوي وقاعدة "نوجه" الجوية

البنتاغون سيزود أوكرانيا بأسلحة إضافية بقيمة 300 مليون دولار

نيكي هيلي تحقق أول فوز ضد ترامب وتكتسح الانتخابات التمهيدية في واشنطن