لماذا ترشح يهودي على قائمة حزب النهضة بانتخابات تونس البلدية؟

لماذا ترشح يهودي على قائمة حزب النهضة بانتخابات تونس البلدية؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

سيمون سلامة يخوض غمار الانتخابات البلدية كمرشح للحزب الممثل لجماعة الإخوان المسلمين بتونس

اعلان

أضحى حضور سيمون سلامة بين مرشحى قائمة حزب النهضة للانتخابات البلدية التونسية مميزا، بما أنه المرشح الوحيد من ديانة يهودية. ويعتبر البعض ترشح سيمون مجرد ومضة دعائية لحزب النهضة، فيما يعتبرها آخرون علامة انفتاح للحزب ذاته، وترشحه على قائمة للحزب في مدينة المنستير، أسال الكثير من الحبر خلال الأسابيع الأخيرة، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البلدية في 6 أيار/مايو الحالي. ويقول سيمون إن عائلته عارضت اختياره بشأن الترشح، كما أثار ذلك غضب أخيه، فيما قاطعته زوجته عن الكلام لبضعة أيام، ولكنه استطاع إقناعهم كما يقول.

ترشح ذو رمزية قوية

الرمزية في ترشح سيمون سلامة قوية جدا، فهذا الحرفي الخبير في إصلاح آلات الخياطة، يمثل آخر العائلات اليهودية المتبقية في منطقة المنستير الساحلية، فهو يتحدر من عائلات عريقة لها جذورها في هذه المدينة، كما أنه يعرف مشاكلها بحسب أحد مرشحي النهضة.

ويؤكد سيمون سلامة أنه اختار الانخراط في قائمة للنهضة عن اقتناع، فهو يصف الحزب كأكثر الأحزاب حيوية وأكثرها جدية على الساحة السياسية، فالحزب برأي المرشح غير من استراتيجيته، ولم يعد حزبا يستند إلى الدين كما يقول وإنما أضحى حزبا مدنيا، خاصة بعد تجربة جزئية أولى في السلطة عقب ثورة 2011، ثم أخذت حركة النهضة بعدها المنحى "المعتدل".

للمزيد على يورونيوز:

المغرب تقطع علاقاتها مع إيران بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو

جميل السيد: مرشح للانتخابات اللبنانية باسم النظام السوري

النهضة بين "الاعتدال والمناورة"

ويشارك حزب النهضة حاليا في الحكم، مع منافسه حزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي، وقد اتخذت النهضة موقف عدم دعم مشروع قانون، يجرم التطبيع مع إسرائيل، وذلك خلال فصل الشتاء الماضي، وبنهاية الأمر لم يجر تصويت في البرلمان بخصوص هذا الموضوع.

وفي إطار هذه الانتخابات البلدية التي تعد الأولى منذ الثورة، فإن الحزب اختار مرشحات غير محجبات (مثل السيدة سليمة بن سلطان) على رأس قوائم انتخابية، وكرجع صدى لتلك الاستراتيجية السياسية، يتهم خصوم للنهضة الحزب باستغلال ترشح سيمون سلامة، ويعتبرون أن الحزب يمارس "فن التعري السياسي"، ولكن بالنسبة لآخرين فإن هذا الترشح يعبر عن إرادة التونسيين من الديانة اليهودية في أن يثبتوا وجودهم السياسي بمناسبة هذه الانتخابات، والتي ستكون متبوعة بانتخابات تشريعية ورئاسية سنة 2019.

"مفخرة الطائفة اليهودية"

من ناحيته يرى رجل الأعمال رونيه الطرابلسي منظم موسم حج اليهود إلى كنيس الغربية في جزيرة جربة جنوب تونس، أن ترشح سيمون سلامة يعد مفخرة بالنسبة إلى الطائفة اليهودية، وأنه يعطي صورة جميلة لتونس البلد المنفتح وقيمة للحياة التشاركية.

ويضيف سيمون سلامة أن ترشحه أراح نفوس المواطنين التونسيين من الديانة اليهودية، لأن ذلك يحفزهم بأن يعيشوا حياة عادية. ويؤكد سيمون أنه سيؤدي القسم على الكتابين السماويين القرآن والتوراة، إذا تم انتخابه خلال الانتخابات البلدية الوشيكة.

إقرأ ايضاً:

تونس: البرلمان يصوّت لإلغاء هيئة الحقيقة والكرامة

الغنوشي: " تونس تحتاج إلى حوار وطني لإنهاء الأزمة الاقتصادية"

تراجع لعدد اليهود ومشاركة محدودة

ولئن يعتبر هذا الترشح في تونس شاهدا على حرية المواطنين من ديانة يهودية في ممارسة عقيدتهم، فإن انخراطهم في الحياة السياسية يظل محدودا وفق فرانس براس، فقد عرفت تونس عبر تاريخها وزراء ونوابا من الديانة اليهودية، ولكن منذ عهد الرئيس الأول للجمهورية وباني دولة الاستقلال الحبيب بورقيبة، فإن مشاركتهم السياسية بقيت على ما يبدو محدودة.

لقد كان اليهود الذين عاشوا في تونس يعدون عشرات الآلاف قبل الاستقلال 1956، أما اليوم فإن عددهم هو في حدود 1200 نسمة، يعيش قسم منهم خاصة في جزيرة جربة. ويأسف مسؤولون سياسيون ومن منظمات مدنية من تقديم الانتماء العقائدي لمرشح إلى هذا الحد قبل أي شيء آخر، وتقول رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات يمينة ثابت إن الرواج الإعلامي لهذه المسألة دليل على هاجس، يتملك بالناس في الحكم على إحدى الخصوصيات الذاتية للأشخاص، وهي المعتقد الديني.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تونس: البرلمان يصوّت لإلغاء هيئة الحقيقة والكرامة

جهادي يفجر نفسه وآخر يسقط برصاص الشرطة التونسية

تونس تحيي الذكرى السابعة للثورة على وقع احتجاجات اجتماعية