لماذا تنقسم أوروبا بشأن القدس؟

لماذا تنقسم أوروبا بشأن القدس؟
Copyright 
بقلم:  عيسى بوقانون وستيفان غروبي
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتانياهو اليوم الذي تم فيه افتتاح سفارة أميركا بالقدس بأنه يوم مجيد للإسرائيليين.مضيفا "إن افتتاح السفارة الأمريكية في‭ ‬القدس سيبقى في الذاكرة الإسرائيلية لأجيال" لكن أوروبا دبّ إليها الانقسام بشان قرار ترامب المتعلق بوضع القدس..ما الذي جرى؟

اعلان

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتانياهو اليوم الذي تم فيه افتتاح سفارة أميركا بالقدس باعتباره يوما مجيدا للإسرائيليين.مضيفا "إن افتتاح السفارة الأمريكية في‭ ‬القدس سيبقى في الذاكرة الإسرائيلية لأجيال". وقال في كلمته خلال حفل افتتاح السفارة الأمريكية "هذا يوم عظيم. يوم عظيم للقدس. يوم عظيم لدولة إسرائيل. يوم سيحفر في ذاكرتنا الوطنية لأجيال". ووجه نتنياهو الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لشجاعته" على الوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. واختتم نتنياهو كلمته قائلا إن القدس ستبقى "العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل".

موقف الدول الأوروبية

لكن بروكسل تنظر إلى موقف الرئيس دونالد ترامب باعتباره انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. ولهذا السبب فإن الاتحاد الأوروبي قام بمقاطعة الاحتفال بافتتاح سفارة أميركا في القدس، باستثناء النمسا ووجمهورية التشيك ورومانيا. ودعت فرنسا وبريطانيا إسرائيل إلى ضبط النفس وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إنه "قلق بشدة" بشأن الأحداث في غزة. وكانت ردود فعل أخرى أشد حدة، فقد اتهمت تركيا قوات الأمن الإسرائيلية بارتكاب مذبحة وقالت إن نقل السفارة شجع تلك القوات.وفي لندن، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الاثنين إن بريطانيا لا تعتزم نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وما زالت تختلف مع القرار الأمريكي بالقيام بذلك. وحضر زعماء إسرائيليون ووفد أمريكي يضم وزير الخزانة ستيفن منوتشين وإيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر مراسم افتتاح السفارة.

شاهد أيضا الاتحاد الأوروبي لنتنياهو: قرار ترامب بشأن القدس مرفوض

شاهد أيضا الاتحاد الأوروبي يحذر من أي تغيير أحادي الجانب في وضع القدس

شاهد أيضا ما هي الدول الاوروبية التي يمكن أن تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

إسرائيل لا تأبه بالأوروبيين؟

لكن من غير المرجح أن تنصت إسرائيل إلى الأوروبيين - وهذا دليل على التأثير الضئيل للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط. سألنا أحد المحللين عن العلاقة غير المستقرة بين أوروبا وإسرائيل.

هذا ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما فعلته إسرائيل على الحدود مع غزة، حيث قُتل عشرات الفلسطينيين خلال احتجاجات حاشدة يوم الاثنين، بأنه دفاع عن النفس في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).وكتب نتنياهو على تويتر "كل بلد لديه التزام بحماية حدوده... منظمة حماس الإرهابية تعلن أنها تنوي تدمير إسرائيل وترسل آلافا لاختراق السياج الحدودي لتنفيذ هذا الهدف. سنواصل العمل بعزم لحماية سيادتنا ومواطنينا".

إيلان بابي، مؤرخ إسرائيلي ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية

"تستخدم إسرائيل سياسة الترغيب والترهيب، بأن تتوجه نحو الدول الفقيرة كرومانيا، او بدول لها ماض يشتبه به أيام النازية، مثل جمهورية التشيك،

وتقوم بابتزازهم بطريقة تعمل على دعم التحرك الأميركي الخاص بنقل سفارات بلدانها

في أوروبا، تطالب العديد من الحكومات من إسرائيل تجنب استخدام العنف غير المتناسب ضد الفلسطينيين، لكن لا أحد يجرؤ على مواصلة فرض عقوبات من أي نوع.

إيلان بابي، مؤرخ إسرائيلي ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية

"معظم الناس الذين يعيشون في أوروبا يرون السياسة الإسرائيلية المستخدمة تجاه فلسطين تشبه تماما سياسة الفصل العنصري التي استخدمت تجاه الأفارقة في جنوب إفريقيا وما كانوا يطالبون به من حكوماتهم في تلك الأيام هو الضغط على جنوب إفريقيا لتغيير سياستها وأيديولوجيتها".

ويقول ستيفان غروبي-يورونيوز

قال سفير النمسا في إسرائيل مارتن فايس إن حضوره الاحتفال في القدس كان مجاملة دبلوماسية وأن النمسا ستحتفظ بسفارتها في تل أبيب. قد يكون هذا هو الحال. لكن الشان يترك انطباعا بأن أوروبا لا تتحدث بصوت واحد، وبالتالي لا صوت لها ولا قوة مؤثرة لها في الشرق الأوسط - على الرغم من كونها من الدول المانحة.

ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، كانت كل من المجر ورومانيا قد عرقلت اعتماد بيان مشترك من الاتحاد الأوروبي، بمبادرة من فرنسا، يشدد على أن القدس يجب أن تكون عاصمة دولتين - إسرائيل وفلسطين- وأن وضع المدينة يحدد حصرا عبر المفاوضات.

والمساعدة للفلسطينيين. لطالما كان موقف أوروبا من الصراع العربي الإسرائيلي يدعو إلى ضرور حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيدة لإحلال سلام دائم ومعالجة كلا الطرفين بنفس درجة الاحترام.إن قرار الاتحاد الأوروبي بعدم اتباع ترامب وانحيازه الأحادي لإسرائيل ، يظهر موقفا آخر للاتحاد الاوروبي وهو احترامه لمبادئه الخاصة به.

هل يمكن للولايات المتحدة أن تظل وسيطا أمينا؟

اعلان

أثار اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول غضب الفلسطينيين الذين قالوا إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تظل وسيطا أمينا في أي عملية سلام مع إسرائيل.ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولة يريدون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وتعتبر إسرائيل المدينة كلها بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 وضمتها إليها "عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم" في خطوة لا تحظى بالاعتراف الدولي. وتقول أغلب الدول إن وضع القدس يجب أن يتحدد في إطار تسوية سلام نهائية وإن نقل السفارات الآن يهدد التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وفي عام 2014، تجمدت محادثات السلام الرامية لإيجاد حل بإقامة دولتين لإنهاء الصراع.

**للمزيد على يورونيوز:
**

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ثلثا أعضاء مجلس الأمن يعبرون عن قلقهم باستمرار الاستيطان على الأراضي الفلسطينية

إسرائيل تقتل 52 فلسطينيا في غزة مع تصاعد الاحتجاجات ضد نقل السفارة الأمريكية

كل ما تريد أن تعرفه عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس