ماذا يحدث بالضبط في قضية الأطفال المهاجرين المفصولين عن عائلاتهم

ماذا يحدث بالضبط في قضية الأطفال المهاجرين المفصولين عن عائلاتهم
Copyright REUTERS/Jose Luis Gonzalez
Copyright REUTERS/Jose Luis Gonzalez
بقلم:  Adel Dellal مع وكالات
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ماذا يحدث بالضبط في قضية الأطفال المهاجرين المفصولين عن عائلاتهم

اعلان

منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، تمّ فصل ما يقرب عن 2000 قاصر عن أوليائهم، الذين تم اعتقالهم خلال عبورهم الحدود الأميركية-المكسيكية بطريقة غير مشروعة. اعتقال الآباء كان نتيجة حتمية لتطبيق سياسة "عدم التسامح" التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الموضوع أثار الكثير من الجدل في الولايات المتحدة، وسنحاول خلال هذه الأسطر تسليط الضوء على هذا الجدل القائم، الذي جعل البابا فرنسيس والأمم المتحدة ومؤخرًا ميلانيا ترامب يتحدثون في الموضوع.

ما الذي يحدث مع المهاجرين القصر؟

حذر جيف سيشينز، المدعي العام الأميركي، في مايو-أيار الذين يسعون إلى التسلل إلى الأراضي الأميركية بقوله: "إذا كنتم لا ترغبون في أن يُفصل طفلكم عنكم، فلا تأتوا به". مؤيدا بذلك الخط المتشدد لإدارة ترامب حول الهجرة، حيث لم يتردّد المدعي العام في الإعلان أمام وسائل الإعلام في اعتماد سياسة "الفصل المنظم" بين الأولياء وأبنائهم في حالة العبور غير القانوني للحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.

سياسة "عدم التسامح" التي تنتهجها واشنطن دخلت حيّز التنفيذ بداية أبريل/نيسان. ومنذ العشرين أبريل/نيسان إلى غاية نهاية مايو-أيار أحصت صحيفة "نيويورك تايمز" فصل 700 طفل عن أوليائهم، ومن بين هؤلاء 100 طفل دون سنّ الرابعة. ولكن يبدو أنّ الأرقام المرتبطة بهذه السياسة تضاعفت بشكل كبير منذ الشهر الماضي حيث كشفت إدارة ترامب أن ما يقرب من 2000 قاصر تمّ فصلهم عن عائلاتهم في الفترة بين 19 أبريل/نيسان و31 مايو/أيار، وحسب تقرير لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية فنسبة العائلات التي تمّ اعتقالها على الحدود ارتفعت بنسبة 600 في المائة بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

REUTERS/Jose Luis Gonzalez

تحت أي ظروف يتم الاحتفاظ بالأطفال؟

لرعاية هؤلاء الأطفال القصّر، والقادمين بشكل رئيسي من دول أميركا الوسطى، قام جيف سيشينز بفتح مراكز للاعتقال، أكبرها يقع في براونزفيل بتكساس حيث يتمّ احتجاز أكثر من 1400 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما. ويتمّ اعتقال هؤلاء الأطفال في انتظار محاكمة أهاليهم.

ووفقًا لصحيفة "لوموند" الفرنسية، يبقى الأطفال حوالي خمسين يوما كمعدل وسطي في مراكز الاعتقال. ومع تسارع وتيرة عمليات الفصل، تفكر السطات الأميركية في بناء مركز يضم 450 خيمة للأطفال "المهاجرين" بالقرب من "إلباسو" بولاية تكساس.

شهادات أدلى بها البعض للصحافة الأميركية كتلك التي أكدتها أم من هندوراس، والتي أخبرت إحدى الصحف أنّ طفلها الرضيع فُصل عنها بينما لا يزال في فترة الرضاعة الطبيعية الكاملة. وقد تم تقييدها بعنف أثناء محاولتها مقاومة اعتقاله.

REUTERS/Jose Luis Gonzalez

وسائل إعلام إلكترونية نشرت تسجيلًا صوتيًا للأطفال المفصولين عن عائلاتهم على الحدود، كما نشرت صحيفة "لوبسايدر" على حسابها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي بكاء طفل وهو يسأل: "أريد أن أذهب مع عمتي، أريد منها أن تأتي".

رئيس منظمة "مشروع فلورنسا" التي تقدّم المساعدات للمهاجرين المحتجزين في ولاية أريزونا أكدت لوسائل إعلامية أنّ بعض الأطفال الذين يتمّ فصلهم عن عائلاتهم صغار جداً، مؤكدة أنها شاهدت أطفالا في سنّ العامين، مضيفة أنها رأت الأسبوع الماضي طفلا عمره 53 أسبوعاً من دون أبوين".

للمزيد:

العشرات من طالبي اللجوء على الحدود الأمريكية يعودون أدراجهم إلى المكسيك

صحفية أمريكية تبكي على الهواء بسبب أطفال المكسيك

سياسة الشر

وتواجه سياسة "عدم التسامح" مع المهاجرين التي تعتمدها إدارة ترامب الكثير الانتقادات حيث تصاعدت الأصوات أكثر فأكثر ضد ما أطلق عليه عضو مجلس الشيوخ في الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي جيف ميركلي "سياسة الشر" بعد زيارته لمركز اعتقال براونزفيل حيث قال: "إنهم يسمونها سياسة عدم التسامح، ولكن الاسم الأفضل هو عدم وجود الإنسانية، لأنه لا يوجد أي منطق على الاطلاق لهذه السياسة".

كما احتجت الأمم المتحدة أيضا على هذا الفصل الممنهج للأطفال عن عائلاتهم حيث دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في الثامن عشر من هذا الشهر إلى وقف هذه الممارسات القاسية فورا والتوقف عن فصل أطفال المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأميركية، واصفًا هذه السياسة بأنها "غير مقبولة".

REUTERS/Loren Elliott

وقال المفوض السامي، في بيان لدى افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: "فكرة أن تسعى أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بإيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول".

اعلان

ما حقيقة الجدل حول فصل الأطفال القصّر المهاجرين عن آبائهم

من جهته حث البابا فرنسيس الرئيس دونالد ترامب على وضع حدّ لسياسة فصل الأطفال عن آبائهم، ومع تزايد الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، خرجت سيدة الولايات المتحدة الأولى ميلانيا ترامب عن صمتها حيث أشارت مديرة اتصالاتها لشبكة "سي أن أن" يوم الأحد 17 يونيو/حزيران إلى أنّ السيدة الأولى قالت لا تحتمل مشاهدة الأطفال المفصولين عن عائلاتهم". ميلانيا ترامب دعت إلى "الحكم بالقلب" في إشارة إلى الرأفة بالأطفال.

بعض أعضاء الحزب الجمهوري بدأوا يشعرون بالضيق من هذه السياسة حيث قال بول ريان، رئيس مجلس النواب: "لا نريد فصل الأطفال عن آبائهم، ولهذا هو السبب أعتقد أنه هناك حاجة لاعتماد قانون جديد حول الهجرة".

اسم الصحفي • Adel Dellal

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

احتجاز أطفال قصّر في مطار هومبيرتو دلغادو بالبرتغال

شاهد عبور مهاجرين من المكسيك إلى الولايات المتحدة تحت حراسة مشددة

تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا مقيمًا في أمريكا