هل "تواطأت" أثينا مع بشار الأسد عبر إتمام صفقات الفوسفات؟

هل "تواطأت" أثينا مع بشار الأسد عبر إتمام صفقات الفوسفات؟
Copyright Reuters
Copyright Reuters
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

صحيفة بوليتكو وصفت صفقات الفوسفات "بشريان نحيل من الحياة الاقتصادية لسوريا".

كشفت إحصائية رسمية للاتحاد الأوروبي حول واردات الدول الأعضاء أن أثينا ضاعفت إلى نحو ثلاث مرات استيراد مادّة الفوسفات من النظام السوري في الفترة بين كانون الثاني / ديسمبر 2017 ونيسان / أبريل 2018.

اعلان

وبالرغم من أن حجم تلك الصفقات لا تقارن بفترة ما قبل الحرب في سوريا، إلا أنها تدل على بدء عودة النظام الأسد إلى السوق الزراعية الأوروبية العملاقة.

تلك الأرقام دفعت بعض الأوروبيين المعارضين للنظام السوري باتهام أثينا بإلقاء "طوق نجاة" لبشار الأسد، يساعده على الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليه.

صحيفة بوليتيكو، نشرت تحقيقاً حول هذا الموضوع في النسخة الأوروبية منها.

وأشارت بوليتيكو إلى أن اليونان ساعدت النظام السوري اقتصادياً عبر إعادة إحياء صادرات الفوسفات السورية، المستخرجة من مناجم قرب مدينة تدمر التاريخية.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان يستورد نحو خمس احتياجاته من الفوسفات، والذي يستخدم لأغراض زراعية، من سوريا خلال الفترة بين عامي 2009 و 2011.

وبلغت أرباح سوريا من تلك التجارة عام 2010 نحو 200 مليون دولار، وفقا لإحصائيات سورية رسمية.

وبعد استعادة النظام السوري لمدينة تدمر، عملت روسيا على إعادة مناجم الفوسفات فيها للخدمة، ما يجعلها قادرة على تصدير الأسمدة من جديد على نطاق كبير.

ومكافأة لموسكو على دعمها له، أوكل نظام الأسد لروسيا مستخرجات تلك المناجم.

ووفقا لموقع RBC الروسي، فإن شركة الفوسفات الروسية OAO Stroustrasgaz التي يملكها غينادي توماشسنكو هي المستفيدة من استخراج الفوسفات من تلك المناجم.

وتلك الشركة ومالكها مدرجان على قائمة العقوبات الأمريكية منذ العام 2014، بسبب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.

ولكنهما، أي الشركة والمالك، غير مدرجين على أي لوائح أوروبية، ما يعني أنه من المشروع للدول الأوروبية أن تتعامل معهما، ولكن ربما يعرض ذلك تلك الدول إلى عقوبات أمريكية.

من أين يحصل الاتحاد الأوروبي على الفوسفات؟

حاليا يستورد الاتحاد الأوروبي احتياجاته من الفوسفات من المغرب تليه روسيا ثم الجزائر وإسرائيل والسنغال وجنوب أفريقا وأخيرا مصر.

وكان الإنتاج السوري من الفوسفات حاضراً بقوة في السوق الأوروبية حتى العام 2013، قبل أن يتوقف تماماً عام 2016.

الفوسفات السوري ينفذ إلى السوق اليونانية عبر طرطوس

وتقول مصادر على صلة بالاستثمارات الروسية في هذا المجال في سوريا إن شحنات الفوسفات تصل إلى اليونان عبر ميناء طرطوس، وهو الميناء الذي تسيطر عليها روسيا.

وتوضح تلك المصادر أن نحو 60 ألف طن يتم تصديره شهرياً عبر هذا المنفذ.

وقبل الحرب السورية، كانت اليونان أحد أبرز مستوردي الفوسفات من سوريا، وطالب دبلوماسيون يونانيون بحماية مصالح أثينا عام 2012 حين عارضت بشدة حظر الاتحاد الأوروبي للفوسفات السوري، ووقفت بشدة بوجه بريطانيا وفرنسا، اللتين كانتا تتبنّيان نهجاً أكثر تشددا حيال النظام السوري.

كما أن اليونان تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا، وكانت من مؤيدي انتهاج سياسة "أكثر ليونة" حيال موسكو إبان النزاع الأوكراني عام 2014.

ولكن أحد المتحدثين السابقين باسم وزارة الخارجية اليونانية ، نفى أن تكون أثينا عارضت خلال اجتماع بروكسل عام 2012 فرض عقوبات على الفوسفات السوري.

اعلان

وتشير إحصائات الاتحاد الأوروبي إلى ان استيراد الفوسفات من سوريا اقترب حالياً من مستوياته قبل الحرب السورية، وهو في تزايد مستمر. فاليونان استوردت، خلال ديسمبر 2017، نحو 5 آلاف طن، وتزايدت تلك الكمية لتصل إلى 16.9 ألف طن خلال شهر نيسان / أبريل الماضي بقيمة 900 ألف يورو.

وتقترب تلك النسبة كثيرا من معدلاتها قبل الحرب السورية عام 2011.

وبلغت الصادرات السورية من الفوسفات عام 2011 إلى الاتحاد الأوربي نحو 1.2 مليون طن.

ويعد الفوسفات السوري من بين الأنقى عالمياً، وهو ما يجعله رائجا ويكثر الطلب عليه.

المصادر الإضافية • Politico

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الاتحاد الأوروبي يجمد أصول شركات ساهمت بإنشاء جسر يربط روسيا بالقرم

شاهد: عناق الأشقة خلف سياج في ميناء باليونان

فيديو: بدء محاكمة عميد سوري أمام محكمة سويدية بتهمة جرائم حرب في سوريا