السكة الحديد الواصلة بين بغداد والفلوجة، تنساب عبر الصحراء العراقية، يشاهد ركاب قطاراتها على طول الطريق، دبابات محترقة وسيارات مهجورة ومباني مدمرة، بعد أن سادت حالة من الأمان بعد انحسار تنظيم "داعش".
السكة الحديد الواصلة بين بغداد والفلوجة، تنساب عبر الصحراء العراقية، يشاهد ركاب قطاراتها على طول الطريق، دبابات محترقة وسيارات مهجورة ومباني مدمرة، بعد أن سادت حالة من الأمان بعد انحسار تنظيم "داعش".
خلال الشهر الماضي، عاد القطار إلى العمل، بعد فترة توقف بسبب الحرب، بحسب الكابتن عماد حسون الذي اعتاد على قيادة القطار لمدة 30 عاما، بين العاصمة ومعقل التنظيم السابق.
وفي تصريح له ألمح إلى أنه لم يكن يعتقد بأن القطار سيعود إلى العمل مرة أخرى، خاصة وأن الخط تأثر كثيرا بسبب المعارك التي دارت خلال عامين من سيطرة التنظيم، ناهيكم عن الألغام التي زُرعت على طول المسار.
وأشار إلى أن القطار لم يتوقف خلال الكثير من الحروب والاضطرابات التي مر بها العراق، حتى أنه بقي يعمل خلال الصدامات التي دارت بين الأمريكيين وبعض الميليشيات بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، كما خلال الصدامات الطائفية التي سبقت صعود "داعش".
ويقود حسون قطاره في الصحراء بحذر، وصل بسرعته إلى 100 كيلومترا في الساعة، لكنه يخشى الإسراع أكثر، حيث أعيد ترميم القضبان حديثا.
يوسف ثابت كبير المهندسين في شركة السكك الحديدية في الفلوجة قال:"عندما بدأنا العمل استغرب الناس، لكن وعندما بدأنا العمل زاد الإقبال، وزاد الطلب على القطارات".
محطة الفلوجة القديمة لاتزال في حالة فراغ، تم استبدال بعض أركانها ببنية مسبقة الصنع وكراسٍ بلاستيكية.
ويعتبر هذا الخط رابطا حيويا بين المدينتين، للكثير من الناس، فلسنوات اضطر علي أحمد الطالب في كلية الطب على أن يستقل الحافلة الصغيرة كل أسبوع إلى الحرم الجامعي في بغداد، إلا أن عودة القطار إلى العمل، سهل عليه رحلته، ويقول:"أستطيع أن أراجع دروسي لمدة ساعة ونصف في عربة مكيفة".
في المقصورة المقهى، شاشة صغيرة تعرض درجة الحرارة في الخارج، وسرعة القطار التي تجاوزت التسعين كم/ الساعة.
وفي رحلة العودة من بغداد المسافر سنان ماجد، عبر عن ارتياحه لاستخدام القطار في تنقله بين المدينتين، وعلى حد تعبيره فأوقات السفر محددة ودقيقة.
عمر خليل، والذي وصل إلى بغداد لشراء قطع لسيارته، أشار إلى أن تذكرة القطار تكلفه 2000 دينارا، أي أقل من دولارين، بينما تكلف تذكرة الحافلة الصغيرة حوالي 3500 دينارا، والتكسي حوالي 10000.
ويبدأ القطار رحلته من الفلوجة إلى بغداد على الساعة 6:45 صباحا، ليقطع مسافة 65 كيلومترا، ويعود على الساعة 3:00 ظهرا، وهو الوقت الذي يناسب الطلاب والموظفين في آن معا.
ويستخدم القطار حوالي 250 مسافر يوميا، بحسب عبد المطلب صالح، مدير النقل في محافظة الأنبار.
وفي العراق حوالي 2000 كيلومترا من السكك الحديدية، وهي شبكة كانت تمتد حتى إسطنبول لغاية العام 1940.
يذكر أن الخطوط الواصلة بين البصرة ومدينة كربلاء لم تتوقف، والعمل جار لفتح خطوط مع مدن بيجي وتكريت وسامراء.
المزيد من الأخبار على يورونيوز:
المبعوث الروسي إلى جنيف: فصل المعارضة المعتدلة عن المتشددة في إدلب مسؤولية تركية