رغم الضغوط.. ترامب غير متحمس لانتقاد السعودية

رغم الضغوط.. ترامب غير متحمس لانتقاد السعودية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية أريزونا يوم الجمعة. تصوير: جوناثان إرنست - رويترز. Copyright (Reuters)
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من ستيف هولاند ومات سبيتالنيك

واشنطن (رويترز) - حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ستة أيام من اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي التهوين من الأزمة إذ قال "أتمنى أن تحل هذه المسألة من نفسها".

لكن ذلك لم يحدث. وفي خضم ضجة عالمية متزايدة يوم العاشر من أكتوبر تشرين الأول، مارس جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون ضغوطا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مكالمة هاتفية وصفها مسؤول أمريكي بأنها "صارمة" للإفصاح عن هوية المسؤول عن اختفاء أو موت خاشقجي.

ثم بدا أن ترامب يمنح السعودية قرينة الشك من خلال تكهنه بأن "قتلة مارقون" ربما يتحملون المسؤولية ومن خلال انتقاد رأي أخذ في الانتشار يقول إن القضية هي قتل بأمر الدولة.

ثم غير الرئيس الأمريكي نبرة التصريحات مرة أخرى في نهاية الأسبوع الماضي وأثار احتمال فرض عقوبات على الرياض.

لكن عندما اعترفت السعودية في نهاية المطاف يوم السبت بأن خاشقجي توفي إثر شجار داخل قنصليتها في اسطنبول، سارع ترامب بوصف الرواية السعودية الرسمية بأنها "معقولة" على الرغم من الموقف الغاضب وغير المقتنع لأعضاء في الكونجرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تحدث ترامب أحيانا عن معاقبة السعودية لكنه بدا مترددا وغير متحمس لتنفيذ ذلك بالفعل ضد حليف اقتصادي وأمني وثيق في الشرق الأوسط وطرف رئيسي في ضمان استقرار أسواق النفط العالمية ومشتر كبير للأسلحة الأمريكية في صفقات وصفها ترامب بأنها "هائلة".

وقال آرون ديفيد ميلر وهو مستشار سابق في شؤون الشرق الأوسط لإدارات أمريكية ديمقراطية وجمهورية "ترامب وضع نفسه في مأزق... سيضطر لاتخاذ إجراء ما".

لكن خلف الكواليس تخبط مساعدون لترامب وهم يبحثون أمر الرد المناسب لا سيما مع تنامي الانتقادات من الحزبين في المؤسسة الأمريكية.

وقال مسؤولان كبيران في البيت الأبيض إن مساعدين أوضحوا لكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي في بداية ورود أنباء اختفاء خاشقجي أن القضية لن تتلاشى أو تحل من تلقاء نفسها.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن كوشنر، الذي حرص على إقامة علاقة شخصية وثيقة مع ولي العهد السعودي، حث ترامب على توخي الحذر حتى لا يضر بعلاقة استراتيجية واقتصادية مهمة.

وكان كوشنر مشاركا أساسيا في اختيار السعودية لتكون أول محطة لترامب في أولى جولاته الخارجية بعد تولي منصب الرئاسة العام الماضي.

وعندما وردت تصريحات من تركيا عن موت خاشقجي وتمسك السعوديون وقتها بنفيهم، شعر ترامب بتزايد الضغوط من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين وبعض الجمهوريين من حزبه أيضا.

واتهم السناتور لينزي جراهام، وهو جمهوري مقرب من ترامب، الأمير محمد بن سلمان بإصدار أمر لقتل خاشقجي ووصفه بأنه "أداة هدم" ويعرض العلاقات مع الولايات المتحدة للخطر.

وعندما أصدرت الرياض روايتها الرسمية عما حدث داخل القنصلية، سارع جراهام بالتعليق على تويتر قائلا إنه "متشكك في الرواية السعودية الجديدة".

* "ليس أمريكيا"

سعى ترامب إلى تبرير رد فعله الهادئ من خلال الإشارة إلى أن الواقعة حدثت في تركيا وإلى أن خاشقجي، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة وكاتبا للرأي في صحيفة واشنطن بوست، "ليس مواطنا أمريكيا".

اعلان

واتهم منتقدون ترامب بأنه يحاول منح السعودية غطاء دبلوماسيا ومزيدا من الوقت لحبك القصة وهو ما نفاه مساعدو ترامب.

وقال مسؤول آخر في الإدارة الأمريكية لرويترز إن مستشار البيت الأبيض لشؤون التجارة بيتر نافارو كان يشدد على أهمية صفقات السلاح مع السعودية والتبعات المحتملة لذلك على الوظائف في الولايات المتحدة. ونافارو هو مهندس سياسة "اشتروا المنتج الأمريكي" لتخفيف القيود على مبيعات الأسلحة لدول أجنبية.

وروج ترامب مرارا لصفقات سلاح تقدر قيمتها بنحو 110 مليارات دولار والتي أعلن عنها خلال زيارته للسعودية العام الماضي وأصر على أن نحو 500 ألف وظيفة في الولايات المتحدة على المحك. ووصف خبراء قيم مبيعات الأسلحة وأعداد الوظائف المذكورة بأنها مبالغ فيها جدا.

كما أثار مساعدون لترامب شكوكا حول مصداقية تسريبات تركية بشأن ما حدث لخاشقجي.

لكن مسؤولين في البيت الأبيض قالوا إن رأي ترامب بدأ في التغير مع مرور الأيام على الأزمة ومع ظهور أدلة متزايدة على موت خاشقجي.

اعلان

وأمر ترامب وزير الخارجية مايك بومبيو بترك كل مهامه والتوجه إلى الرياض لإجراء محادثات في منتصف الأسبوع ثم إطلاعه على مضمونها وهو ما حدث بالفعل في البيت الأبيض يوم الخميس.

وواجه بومبيو انتقادات حادة بسبب ظهوره محتفيا في أجواء ودية مع ولي العهد السعودي، مما قلل من صرامة الرسالة التي كانت الولايات المتحدة تحاول توصيلها للرياض.

لكن مسؤولا بارزا في البيت الأبيض أشار إلى عكس ذلك، وذكر أن بومبيو قال لأفراد من العائلة المالكة السعودية "عليكم أن تزودونا ببعض المعلومات المنطقية سريعا... الناس لن يتركوا الأمر يطول فحسب".

وقال ترامب للصحفيين خلال زيارة لولاية أريزونا يوم الجمعة "سأصغي جيدا لما سيقوله الكونجرس" بشأن الرد على قضية خاشقجي لكنه أوضح في ذات الوقت أنه يريد الاستمرار في حماية عقود الدفاع والوظائف الأمريكية التي تعتمد عليها.

وقام الكونجرس بتفعيل آلية تمكن وزارة الخزانة من بحث فرض عقوبات متعلقة بحقوق الإنسان على السعودية كما تعهد بعض أعضاء الكونجرس بمنع التصديق على أي مبيعات أسلحة للرياض وهي خطوة من المرجح أن يعارضها ترامب.

اعلان
اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي

آلاف الغزيين ينتظرون بفارغ الصبر الطحين في شمال غزة

شاهد في إسبانيا: لوحة بشرية ضخمة تطالب بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة