وشكلت الخسائر بين الجنود المغاربة قرابة 24% من إجمالي الخسائر المسجلة في صفوف الجنود الفرنسيين، ما يدل على بسالتهم وخطورة المعارك التي خاضوها بالصفوف الأمامية خلال الاشتباكات الضارية.
على الرغم من ندرة الوثائق العسكرية والسياسية التي تؤكد مشاركة جنود مغاربة بصفوف الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الأولى، إلا أن أستاذ فرنسي للتاريخ بمدرسة ثانوية في مدينة الدار البيضاء يقود الجهود لتأريخ تلك الأحداث التاريخية.
وقال المدرس جان بيير رييرا، وهو مؤلف كتاب "أنا.. إخوة السلاح في الحربين العالميتين" إن حوالي 40 ألف جندي مغربي شاركوا بالحرب العالمية الأولى وشكلوا 7% من إجمالي جنود المستعمرات الفرنسية الذين تم استدعائهم بالحرب.
وطبقاً لرييرا، انقسم الجنود المغاربة ما بين رماة وقناصة وخيّالة وخاض معظمهم جميع المعارك الكبرى بالحرب مثل معركة "لامارن" عام 1914 والهجمات الفرنسية بمنطقي أرتوا وشامبان عام 1915 كما تصدوا للزحف الألماني نحو باريس عام 1918 وما تلاه من معارك أدت لتحرير الأراضي الفرنسية.
إقرأ أيضاً:
أحداث الحرب العالمية الأولى على جدران كاتدرائية كولونيا
شاهد: دفن 4 جنود كنديين قُتلوا قبل قرن في فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى
"الحلفاء" أحيوا اليوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى
وشكلت الخسائر بين الجنود المغاربة قرابة 24% من إجمالي الخسائر المسجلة في صفوف الجنود الفرنسيين، مما يدل على بسالتهم وخطورة المعارك التي خاضوها بالصفوف الأمامية خلال الاشتباكات الضارية.
وتم تجنيد الجنود المغاربة بشكل طوعي في بداية الحرب قبل أن يتغير ذلك في المراحل التالية من المعارك، ولكن رييرا أكد أنهم لم يتم استخدامهم كدروع بشرية أثناء المواجهات.
وقال رييرا إن معظم الجنود المغربة لم يجيدوا الكتابة أو القراءة وهو ما صعًب من مهمة إيجاد رسائل لرواياتهم عن الحرب فلم يتبقى من توثيق سوى القليل في مصادر الأرشيف العسكري الفرنسي.
وأضاف: "هناك جنوداً ربما تحدثوا شفهياً عما عاشوه بعد عودتهم إلى المغرب لكن الذاكرة الشفهية، للأسف، تضيع".